ثمار الفكر: رحيل عميد أسرة آل الصباح
فقدت الكويت أحد فرسان نهضتها، عميد أسرة آل الصباح الكرام، رئيس الحرس الوطني ومؤسسه، سمو الشيخ سالم العلي، وذلك بعد رحلة حافلة شارك خلالها في بناء الدولة الحديثة وحماية أمن البلاد واستقرارها، وهو صاحب الدور الاقتصادي البارز.
كانت لفقيد الكويت الراحل بصمات واضحة في مسيرة التنمية والعمل الخيري داخل الكويت وخارجها، وعرف بالحكمة والحنكة وحسن التخطيط ورجاحة العقل، وكان حريصا على توحيد الصف ولمّ الشمل، وأن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، كما ساهم في بناء وتأسيس الكثير من مؤسسات الدولة.
تقلد الفقيد مناصب عديدة، منها الرئيس الفخري لجمعية المهندسين، ونائب رئيس دائرتي البلدية والأشغال العامة، ورئاسة مجلس الإنشاء، والمجلس البلدي، ووزارة الأشغال العامة، كما كان رئيس الحرس الوطني، وعضو مجلس الدفاع الأعلى، وعضو مجلس الأمن الوطني، وعميد الأسرة الحاكمة (آل الصباح الكرام).
والفقيد داعم رئيسي للثقافة والمعرفة، حيث حرص سموه على تأسيس جائزة مسابقة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية عام 2000، التي تعتبر من الجوائز المميزة على الصعيدين المحلي والإقليمي، بهدف نشر الوعي الإلكتروني وتشجيع المواهب المتخصصة في مجال تقنية المعلومات، وساهم بدعم الطلبة في الكويت وخارجها.
وكانت للفقيد مساهمات مجتمعية عديدة في الأعمال الخيرية والمشروعات التي أقامها على أرض الوطن، ومنها تبرّعه عام 2007، بـ 100 مليون دينار للكويتيين والمحتاجين وذوي الشهداء، وعشرة ملايين دينار لأسر شهداء المعارك والحروب، كما تبرّع بـ 30 مليوناً لصندوق الأسرة، و500 دينار لكل كويتي يبلغ معاشه التقاعدي ألف دينار أو أقل، وتبرّع لافتتاح مسجد في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وقدّم لهم مساعدات عينية ونقدية.
وفي عام 2021 تبرّع سموه بـ 60 مليون دينار تم توزيعها لثلاث حالات، الفئة الأولي لخريجي الدكتوراه، والثانية للمتقدمين للزواج، (بواقع 6000 دينار لكل شخص)، والثالثة للمتعسرين في الدفع بواقع 4000 دينار.
كما تبرّع سموه عام 2014 بـ 39 مليونا لبيت الزكاة للغارمين والمساجين، وفي عام 2013 تبرّع بـ 40 مليونا للمدنيين الكويتيين الصادرة ضدهم أوامر ضبط وإحضار، وخصص لهم 20 مليونا، والـ 20 مليونا الثانية بهدف تشجيع زواج الكويتي من مواطنة الكويتية.
وفي عام 2019 تبرّع الفقيد بـ 15 مليون دينار لبيت الزكاة، توزع على الجمعيات الخيرية بدولة الكويت لمساعدة المحتاجين الكويتيين، وله في ذلك إسهامات عديدة، حيث ساعد الناس المحتاجين بكل فئاتهم وحالاتهم، فقد زوّج الشباب والمبتعثين والمرضى والمطلوبين وأسر الشهداء.
كذلك ساهم في بناء وتعمير عدد من المساجد بالكويت وخارجها، وإنشاء مستشفى الشيخ سالم العلي لعلاج النطق والسمع بمنطقة الصباح الصحية، وإنشاء صالات اجتماعية متعددة الأغراض للمناسبات الرسمية، ومكتبة متخصصة في قاعدة الشيخ علي السالم الجوية، ومكتبة الشيخ سالم العلي في المقر الرئيسي للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، والمساهمة في إقامة مستشفى الرعاية الصحية للهيئة.
ولا ننسى عندما التقيناه في عاصمة الضباب أثناء رحله علاجه، حيث وجّه سموه إلينا نصائح ثمينة لن تنسى أبدا.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحُسن العزاء.