أوكرانيا تقيم إدارة عسكرية في كورسك الروسية
موسكو تعلن الاقتراب من تطويق القوات الأوكرانية المتوغلة وتحشد في بيلغورود
في اليوم التاسع من الهجوم غير المسبوق بحجمه داخل الأراضي الروسية، أعلن قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، اليوم، إقامة إدارة عسكرية بمنطقة كورسك.
وفي مؤشر على نية أوكرانيا ترسيخ وجودها بالمناطق التي سيطرت عليها في روسيا، قال سيرسكي، خلال اجتماع مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن هذه الإدارة مكلفة بتولي شؤون المنطقة وضمان الأمن فيها، والإشراف على المسائل اللوجستية للقوات الأوكرانية.
وبعد يوم من تأكيد وزير الداخلية، إيغور كليمنكو، اعتزام أوكرانيا إقامة «منطقة عازلة» في كورسك، أعلن زيلينسكي أن قواته حققت أكبر انتصار منذ بدء هجومها داخل الأراضي الروسية مع سيطرتها بالكامل على مدينة سودجا.
في المقابل، خصص وزير الدفاع الروسي، أندريي بيلوسوف، خلال اجتماع عسكري تناول أمن المناطق الحدودية اليوم، قوات إضافية إلى منطقة بيلغورود المجاورة لكورسك، وقالت وزارة الدفاع إنها تقترب من تطويق القوات الأوكرانية في كورسك.
وكتبت وزارة الدفاع الروسية أن «اجتماع بيلوسوف أتاح البحث في تدابير إضافية تهدف إلى ضمان وحدة الأراضي وسلامتها، وحماية السكان والبنى التحتية في منطقة بيلغورود من هجمات فرق عسكرية» تابعة للجيش الأوكراني.
ولأول مرة منذ بدء الهجوم الأوكراني، أكد الجيش الروسي أنه استعاد السيطرة على بلدة كروبيتس في منطقة كورسك، مؤكدا «الاستمرار في صد» الهجمات على المنطقة الحدودية.
وفي داخل أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على قرية إيفانيفكا الواقعة على مسافة 15 كلم فقط من بوكروفسك، وهو مركز لوجستي مهم بمنطقة دونيتسك.
بدورها، أصدرت السلطات الروسية أوامر بإجلاء السكان من منطقة أخرى في مقاطعة كورسك، التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية جزئياً.
وأوضح حاكم كورسك، أليكسي سميرنوف، في منشور مساء أمس ، أنه سيتم نقل السكان في منطقة غلوشكوفسكي على بعد نحو 150 كلم من العاصمة الإقليمية كورسك إلى بر الأمان.
وبلغ عدد سكان المنطقة التي تبعد نحو 10 كلم عن الحدود الأوكرانية، أكثر من 17 ألفا و500 نسمة قبل بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022.
وأعلن سميرنوف، صباح اليوم، أن هناك تحذيراً من وقوع هجوم جوي آخر في منطقة كورسك، بسبب التهديد بشن هجمات صاروخية من قبل الجانب الأوكراني.
وقال سميرنوف «أيها المواطنون، أطلب منكم الاستجابة للوضع الحالي بتفهم جميع توصيات قوات الأمن والسلطات المحلية واتباعها».
وطلبت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس، من موسكو السماح لها بزيارة المناطق الحدودية المتضررة، جراء الهجوم الذي تشنّه القوات الأوكرانية.
وقالت المتحدثة باسم مكتب المفوضية، ليز ثروسيل: «يمكنني أن أؤكد أن مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أرسل طلباً للسلطات الروسية من أجل تسهيل وصوله إلى المناطق المتضررة من الأعمال الحربية، ومن بينها بيلغورود وبريانسك وكورسك، في إطار تفويضنا المتعلق بمراقبة وتقييم حقوق الإنسان».
وأضافت أن المكتب طلب من روسيا مرات عدة الوصول إلى الأراضي الروسية والأراضي الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، لكنّه «لم يتلق رداً إيجابياً» على أي منها.