من كان يظن ولو للحظة أن لوحة العشاء الأخير جاءت بقرار من الدولة المنظمة فقط فهو ساذج، فالإباحية والشذوذ الجنسي مشروع ماسوني خطط له منذ عقود مضت وبأساليب وطرق متعددة حتى أصبحت المثلية حركة عالمية فرضت نفسها على المجتمع الدولي تحت عنوان الحرية الشخصية التي تستظل تحتها كل أنواع الرذيلة.
لنعد إلى بداية الستينيات من القرن الماضي وظهور حركة الهيبية الشبابية التي نشأت في الولايات الأميركية ثم ما لبثت أن انتشرت في غالبية الدول الغربية، حيث ظهرت بين طلاب بعض الجامعات كظاهرة احتجاج وتمرد على المظاهر المادية والنفعية وثقافة الاستهلاك والدعوة لعالم تسوده الحرية، والمساواة، والحب، والسلام.
المنتسبون لهذه الحركة ميزوا أنفسهم بإطالة الشعر ولبس الملابس المهلهلة والفضفاضة والتجول والتنقل بحرية في مختلف الأنحاء حفاة كتعبير عن قربهم من الطبيعة وحبهم لها، كما وجدت هذه المجموعات الشبابية في المخدرات والجنس والموسيقي وتجربة أشياء جديدة طريقاً للتمرد على القيم، حيث وصلت هذه الحركة الشبابية إلى أوجها أيام فرقة الخنافس الهِبِّيَّة والتي كانت وراء تمددها وانتشارها المؤسسات الماسونية.
هذه الحركة ما إن انتهت بعد أن رفضتها المجتمعات لجأت ذات المؤسسات الماسونية إلى تغيير أسلوبها في السنوات الأخيرة لتواكب التطورات الكبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامي والمواقع الإباحية والترويج للجنس بصورة واسعة وبشعة.
قد تكون المواقع الإباحية قبلة للشواذ لكنها لم تكن كافية للقضاء على القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية، لذلك راجت منصات الأفلام والمسلسلات كموقع نت فليكس وغيره من المواقع ومع الوقت استطاعت التوغل والدخول لكل بيت لتنشر سمومها بين أفراد الأسرة.
المسلسلات والأفلام التاريخية والاجتماعية والثقافية والكرتونية تعرض بحرفية وسرد درامي غاية في الإثارة يصعب على المشاهد تجاوز ما يعرض عليه من مشاهد تثير الغرائز الجنسية، ومن خلال تكرار عرض تلك المشاهد التي قد لا يخلو منها أي مسلسل أو فيلم حتي إن هذه الإسقاطات لم تسلم منها الشخصيات الدينية والاجتماعية والتاريخية لدرجة أن الملوك والطبقة المخملية في أوروبا لم يكون رجالهم سوى شخصيات لواطية ونساؤهم سحاقيات.
لوحة العشاء الأخير لم تكن إلا نموذجاً من سيطرة مجتمع الميم، وهي بالمناسبة لن تكون الأخيرة ما لم تتخذ المجتمعات رداً حاسماً اتجاه هذه الدعوات الماسونية التي تدعو إلى هدم الفطرة البشرية والقيم الأخلاقية، لكن للأسف الشديد قد تمكنت من تلويث عقول من كنا نعدهم من المثقفين.
الإعلام الماسوني والصهيوني بعد سيطرته على منصات التواصل الاجتماعي لم يعد يكتفي بالترويج للشذوذ الجنسي، بل إنه سيطر على القرار السياسي لمعظم الدول الغربية، وتمكن من التحكم في قلب الحقائق، وما دعمه للعربدة الصهيونية في قتل وتشريد الأبرياء في قطاع غزة إلا نموذج آخر من تحريف الحقائق.
هذا العالم لو كان حراً لانتصر وقاطع أولمبياد باريس، فاللوحة كانت موجهة إلى هدم القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية وليست حرية شخصية كما يريها ماكرون ورفاقه.
ودمتم سالمين