جبران خليل جبران هو الاسم المختصر للأديب اللبناني الكبير، فاسمه الكامل جبران خليل ميخائيل سعد يوسف جبران الماروني البشعلاتي اللبناني..!
وتضيف موسوعة الأعلام أن جبران أصله من دمشق، حيث نزح أحد أجداده إلى بعلبك، ثم إلى قرية بشعلا في لبنان، وانتقل جده يوسف جبران إلى قرية بشرّي التي ولد فيها في تمام 1883.
وتقول «الأعلام» إنه تعلّم في بيروت، وأقام أشهراً في باريس، ورحل إلى الولايات المتحدة سنة 1895 مع بعض أقاربه، فقطن بوسطن وعاد إلى بيروت، فتثقف بالعربية أربع سنوات، وسافر إلى باريس سنة 1908، فمكث 3 سنوات، حاز في آخرها إجازة أو شهادة الفنون في التصوير، أي الرسم.
وتوجّه إلى الولايات المتحدة، فأقام في نيويورك إلى أن توفي، ونقلت رفاته إلى مسقط رأسه بشرّي عام 1931.
ترجمت أعمال جبران إلى معظم لغات العالم، وبخاصة كتابه الأشهر (النبي)، وأُلّفت أعداد كبيرة من الكتب والدراسات عن حياته وأدبه، فماذا عن جبران وأدبه في اللغة الفارسية؟
للباحث الأستاذ الجامعي في طهران وغيرها، د. حيدر محلاتي، دراسة بعنوان «جبران في إیران «، نشرت عام 2009، قال فيها إن الروائع العالمية الخالدة التي أبدعها جبران، «قد لاقت اهتماماً منقطع النظير من قبل الشريحة المثقفة في إيران».
وأضاف محلاتي أن «المكتبة الإيرانية تشهد اليوم نتاجات ثقافية شتى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإبداعات جبران، منها ترجمة أعماله الكاملة بالفارسية لعدة مرات، ومنها ترجمة جبران وسيرته الذاتية في قواميس الأعلام وكتب الرجال، ومنها رسائل جامعية وبحوث أكاديمية قُدمت لنيل شهادات عليا، ومنها مقالات ودراسات منشورة في دوريات ومجلات علمية، وكذلك دراسات مستقلة ألّفت في سيرة جبران ونقد آثاره الخالدة».
(دورية الدراسات الأدبية، الجامعة اللبنانية - قسم اللغة الفارسية وآدابها، ربيع وشتاء 2009,545 - 568).
وأتى الباحث د. محلاتي في دراسته الببلوغرافية على ذكر 91 ترجمة لأعمال جبران طبعت أغلبها في طهران، وبعضها في مشهد ولندن.
من هذه الأعمال كنموذج ترجمة لكتاب جبران «الأجنحة المتكسرة» (بالهاي شكسته)، الذي ترجمه إلى الفارسية أكثر من مترجم، يعدد الباحث ستة منهم، وكتاب «النبي» أبرز أعمال جبران، وأكثرها ترجمة على صعيد الثقافة العالمية، ويورد معلومات عن نحو عشرين ترجمة، و»رسائل جبران إلى مي زيادة»، من ترجمة فرحناز آيت اللهي خلعتبري «وعيسى ابن الإنسان» (مسیح فرزند إنسان)، ورسائل جبران إلى السيدة ماري هاسكل (1908 - 1924).
ويشير الباحث محلاتي إلى الدراسات الأجنبية عن الأديب جبران، المترجمة بالفارسية، فيذكر ثمانية عناوين ليس بينها أهم كتاب عن الأديب، من تأليف ميخائيل نعيمة، ولا أرى بينها كذلك عناوين لبحوث باللغات الأوروبية مترجمة إلى «الفارسية».
وينتقل محلاتي إلى البحوث والدراسات الفارسية، فیذ کر خمساً منها، ويذكر الباحث كذلك أسماء 14 دراسة في مجال نيل شهادتي الماجستير والدكتوراه حول أدب وشخصية جبران. من هذه الرسائل «دراسة شخصية جبران خليل جبران» (بَررَسي شخصیت جبران خلیل جبران)، للطالبة شيرين فرهاد في جامعة الإمام الصادق بطهران، و»دراسة تأثير التيار الرومانسي في آثار جبران» (بررسي مكتب رمانتیسم در آثار جبران خليل جبران)، للطالب روح الله جعفري.
ومن رسائل الماجستير والدكتوراه الأخرى مقارنة بين جبران وجلال الدين الرومي للطالب فرهاد روح رضى من «الجامعة الحرة الإسلامية»، ورسالة أخرى بعنوان «مفاهيم قرآنی در آثار أدبي جبران خليل جيران»، للطالبة هاجر بابايي ماهانى، وأخيراً رسالة جامعية في الأدب المقارن بين جبران والشاعر الإيراني المعاصر سهراب سيهري.
ويذكر الباحث محلاتي 45 مقالة صحافية تناولت أدب وحياة جبران، منها «جبران شاعر شعر المشرق»، للدكتور علي نوري، ومقال بعنوان «جبران... النبي المتمرد»، (جبران بيامبري معترض)، و»شاعر من بعلبك» (شاعري أز بعلبك) بقلم همايون نورأحمر.
ومنها «الإمام علي كما يراه الآخرون» (علي (ع) در نگاه دیگران)، التي نشرت بصحيفة خراسان، ونقد كتاب النبي... إلخ.
وأخيراً، يقول الباحث محلاتي، إن هذه الفهرسة الموجزة «لتشهد بصريح القول على عمق التفاعل الإيراني وأعمال جبران الإبداعية، وهو تفاعل حي مستمر لا نزال نتحسسه ونتلمسه في حياتنا الثقافية العامة»... ولكن!
ماذا بقي من آثار كتابات جبران وأشعاره في ثقافة اللبنانيين وبقية العرب والإيرانيين المشتركة؟ وماذا تهدم وزال تحت أزيز المجنزرات ودوي المتفجرات والصواريخ والمسيّرات التي تطلقها قوات حزب الله، وحرس إيران الثوري، والتدخلات التي لا تنتهي في شؤون لبنان والعالم العربي الداخلية؟!
لم يبق الكثير!