غداة تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن جميع الأطراف بالمنطقة من تقويض جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مؤكداً أنه أكثر تفاؤلاً الآن بشأن قرب التوصل إلى اتفاق، كشف موقع «أكسيوس» أن سيد البيت الأبيض يضغط لإتمام الصفقة المحتملة بين إسرائيل و»حماس» بشأن وقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة بغضون أسبوع لاحتواء خطر التصعيد الإقليمي.

جاء ذلك بالتزامن مع بيان مشترك لمصر وقطر والولايات المتحدة، أكدت فيه أنه على مدى الـ 48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من الوسطاء في محادثات مكثفة، بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، والإفراج عن المحتجزين.

Ad

وأضافت أن «الولايات المتحدة قدمت، بدعم من قطر ومصر، لكلا الطرفين، اقتراحاً يقلص الفجوات بين الطرفين، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في 31 مايو، وقرار مجلس الأمن رقم 2735».

وأشارت إلى أن «الاقتراح مبنيّ على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق».

وأكدت الدول الثلاث، في بيانها المشترك، أن «الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، إضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين».

وأمس، اجتمع كبار المسؤولين من الدول الوسطاء الولايات المتحدة ومصر وقطر مع وفد فني إسرائيلي مرة أخرى في القاهرة، آملين التوصل إلى اتفاق وفقاً للشروط المطروحة.

وبالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل لمواصلة الدفع باتجاه وضع حد للأزمة بقطاع غزة، ومنع تحولها إلى صراع إقليمي واسع، ألمح مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إلى انتهاء العمليات العسكرية التي يشنها الجيش في غزة منذ أكتوبر الماضي 2023، معربين عن اعتقادهم بأن «الوقت حان» لإبرام اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.

ورغم حديث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن إحراز بعض التقدم خلال مباحثات الدوحة، فإنهم أوضحوا أن ذلك جرى مع الوسطاء، وليس «حماس».

وكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات لهيئة البث العبرية الرسمية أنه «لحل الخلافات، قدمت إسرائيل حلولاً جديدة فيما يتعلق بمحوري نتساريم، وفيلادلفيا».

وتردد في المنصات الإسرائيلية أن واشنطن أبلغت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفضها إقامة آلية بمحور نتساريم وسط غزة، لتفتيش العائدين إلى شمال القطاع من جنوبه، ضمن شروط الصفقة المرتقبة، فيما كشفت تقارير قطرية أن رئيس حكومة الاحتلال «رفض، عبر وفده التفاوضي خلال مفاوضات الدوحة، مقترحاً وافقت عليه وباركته كل من مصر والولايات المتحدة لتشغيل معبر رفح، مشترطاً دوراً إسرائيلياً مراقباً لتشغيله».

على الجهة المقابلة، رأى القيادي في «حماس»، سامي أبو زهري، أن حديث بايدن عن قرب التوصل إلى اتفاق هو «وهم»، ووصف القيادي الوضع الحالي بأنه «فرض إملاءات أميركية»، متهماً إسرائيل بعرقلة أي محاولة للتوصل إلى اتفاق.

تأخير الثأر

في غضون ذلك، علمت «الجريدة» أن تقديرات الاستخبارات العسكرية في إسرائيل تختلف عما يتداوله الإعلام العبري والإعلام العالمي، بما فيه العربي، إذ يقول مسؤول كبير في المنطقة، إن تقديرات تل أبيب تشير إلى أن «إيران لن ترد على اغتيال إسماعيل هنية في المرحلة الحالية، إلا أنها تحتفظ بحقها في الرد على اختراق سيادتها، وقد تقوم بردّ يتناسب والعملية التي قامت بها إسرائيل في عمق الأراضي الإيرانية وفي أكثر الأماكن حراسة بطهران».

ولفت المسؤول إلى أن قيام طهران بالثأر الآن يعني أن الكرة ستنتقل إلى ملعب إسرائيل التي سيصبح بمقدورها أن تستغل الرد بضرب المنشآت النووية الإيرانية، أو جزء منها، وقد تقوم باغتيال شخصيات عالية المستوى، على رأس الهرم في الجمهورية الإسلامية.

جاء ذلك في وقت اعتبر رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، محمد سلطاني فرد أن «نتيجة مفاوضات الدوحة تعني أنهم يشترون الوقت لتأخير رد إيران».

وتابع: «إذا قبل نتنياهو وقف إطلاق النار في هذه الظروف المتعادلة، فعليه أن يقول وداعاً للسلطة».

القاهرة وباريس

في غضون ذلك، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى «اغتنام فرصة المفاوضات» والتوصل إلى «اتفاق يحقن الدماء ويجنب المنطقة عواقب التصعيد»، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، بختام جولة إقليمية تهدف للمساهمة في خفض التوتر بالمنطقة.

وقال السيسي، إن «استمرار الحرب بالقطاع يجر المنطقة إلى دائرة مفرغة وخطيرة من عدم الاستقرار»، لافتاً إلى «مسؤولية المجتمع الدولي بمعالجة جذور النزاع عبر إقامة دولة فلسطينية وإنفاذ حل الدولتين».

إخلاء وتقليص

ميدانياً، أصدر جيش الاحتلال أوامر لعدد كبير من سكان مناطق جديدة في خان يونس بإخلاء مساكنهم، ورغم إعلان وقف العمليات بقطاع غزة، واصلت إسرائيل آلة القتل، وتسببت غارة جوية على بلدة الزوايدة وسط القطاع بمقتل 17 وإصابة العشرات، فيما حذرت «أونروا» من أن «إسرائيل قلصت المنطقة الإنسانية إلى 11 بالمئة من مساحة القطاع، والنازحون لا يجدون مكاناً آمناً».