كلنا وصلتنا - عبر هواتفنا الذكية - إشاعة مرض الشيخ فهد اليوسف واستقالته وسفره للعلاج، وحسناً فعل الشيخ بالرد بنفسه في مقابلة ميدانية، لكن هل تم القبض على مؤلف هذه الإشاعة ومعرفة من يموله؟ وهل هو في الكويت أم في الخارج؟ ألا يستحق الشعب الكويتي معرفة ما الذي يجري في بلاده؟
كذلك وصلت إلى الكثير منا رسائل تقول إن 36 ألف وافد لهم ملفات في الطب النفسي، وإنهم يستفيدون من بيع الأدوية الغالية التي يحصلون عليها من المستشفى، كما يحصلون على أحكام بالبراءة على جرائمهم، وتتساءل الرسائل باستغراب: لماذا لا يسافرون للعلاج في بلادهم؟ وما هي تكلفتهم المالية؟ وهل توجد حاجة إلى هذا العدد الهائل من المرضى النفسيين بالكويت؟ وحسب علمي، لم يُنشر أي رد تفصيلي على هذه الرسائل، مع قناعتي بعدم صحة أو على الأقل عدم دقة هذه الرسائل.
وأيضاً تملأ وسائل التواصل صور وفيديوهات عن وافد يسمّى «غول الغلابة»، مع تعليقات مرافقة لها تتوقع أنه نصاب أو «مباحث» أو دبلوماسي أو جاسوس، فأين الحقيقة؟ ولماذا لا تنشر للناس؟
وعلى الصعيد الاقتصادي، انتشر خبر انسحاب شركة سكاتك النرويجية للطاقة المتجددة من الكويت إلى دولة عربية أخرى، بعد أن عرضت إنشاء محطة كهرباء على نفقتها الخاصة، ولا أعلم إن كان قد صدر أي توضيح من الحكومة أم لا، لكن وصلني رد من شخص متخصص قمت بإرساله إلى كل من أرسل لي ذلك الخبر.
كذلك وصل إلى كثير من الناس خبر فقد مكتب الاستثمار الكويتي في لندن الحصانة الدبلوماسية، فهل هو صحيح؟
كان هذا نزراً يسيراً مما يُنشر أسبوعياً في الفضاء الإلكتروني، ويصل مباشرة إلى معظم الناس، ولا يواجه بأي رد أو توضيح شافٍ من الجهات الحكومية، لكن هل هي مجرد إشاعات تمر مرور الكرام، كما يعتقد بعض المسؤولين، وأن تأثيرها سرعان ما يتلاشى، بسبب عدم وجود مجلس الأمة، أم أنها مقصودة وهي خطة ممنهجة لزرع البلبلة بنشر سلسلة من الأخبار المؤدية إلى عدم الثقة في النظام، التي سرعان ما تتراكم وتتحول إلى قناعات عند الكثيرين، فتؤدي إلى تقويض الاستقرار، أو إلى توجهات شعبية منحرفة وضغوط تكون نتائجها مدمرة؟!
فإذا كان ذلك محتملاً ومقصوداً، فما هو موقف النظام العام، وهو أصلاً المقصود بهذه البلبلة؟ هل سيقوم بالرد والتوضيح عبر الوزارات المختصة، أم سيكتفي بالتجاهل؟