البصمة الثالثة في يومها الأول... التزام وتحايل وزحام
• ساحات مواقف الجهات الحكومية امتلأت بالسيارات على غير العادة!
• ديوان الخدمة: مراجعة البصمات الـ 3 ابتداء من رواتب سبتمبر
في أول اختبار للبصمة الثالثة التي تحدد التواجد في الدوام بالجهات الحكومية، أظهرت المقار العامة زحمة لافتة وغير معهودة في الفترات السابقة، مما يعني - وفق الجهات الرقابية - التزاما كبيرا بقرار البصمة الجديدة، رغم أن بعض المصادر تحدثت عن أن الالتزام لم يكن كافيا، بدليل «تحايل» بعض الموظفين على النظام الجديد بأداء البصمة في موعدها من دون الالتزام بالدوام التام.
وقد تباينت مظاهر الالتزام ببصمة التواجد في يومها الأول بين وزارة وأخرى، وإن كان معظم الجهات الحكومية أعلن الالتزام بتطبيق البصمة ومبرراتها في إثبات الدوام.
موظفو الجامعة و«التطبيقي» التزموا بـ «البصمة المرنة»... ولا ازدحام على الأجهزة
وفي السياق، التزم موظفو وزارة التربية، اليوم، بتطبيق البصمة، بعد مرور ساعتين من بدء دوامهم، حيث كان إثبات التواجد من خلال أجهزة البصمة المنتشرة في جميع أروقة الوزارة سلسا، وبلا أي معوقات أو تزاحم.
وكشفـــــت مصـادر تربوية لـ «الجريدة» أن الوزارة تدرس إمكانية فتح البصمة في مواقع خارج ديوان الوزارة للمهندسين والموظفين المكلفين بأعمال خارجية، لتسهيل إثبات التواجد عليهم، لاسيما أنهم يقومون بأعمال تتطلب وجودهم خارج مبنى الوزارة.
وقالت المصادر إن الوزارة بصدد وضع آلية خاصة بالموظفين الذين يتطلب وجودهم خارج ديوان الوزارة، مثل مهندسي الصيانة والمنشآت ومهندسي الكمبيوتر وغيرهم، ممن يتم تكليفهم بأعمال خارجية، موضحة أنه يتوقع أن تفتح لهم أجهزة البصمة في المدارس أو بالمناطق التعليمية القريبة من أماكن عملهم الخارجية.
وأضافت أن توفير الوزارة عددا من أجهزة البصمة في كل دور من أدوار ديوان الوزارة ساهم في تنفيذ بصمة التواجد والتزام الموظفين بها من دون أي معوقات، حيث لم تسجل أي ازدحامات على الأجهزة، لافتة إلى أن قيام الموظف بإثبات تواجده من خلال أجهزة البصمة لا يتطلّب أكثر من دقيقتين إلى 3، إذ توجد الأجهزة في 4 أماكن من كل دور من أدوار الوزارة، إضافة إلى الأجهزة الموجودة في مداخل الوزارة المتعددة، والموجودة في كل دور من أدوار مواقف السيارات.
زحام غير معتاد!
وعلى صعيد وزارتي الأشغال والكهرباء والماء، امتثل موظفو الوزارتين للقرارات الإدارية التي صدرت بإلزامهم بإثبات الحضور عن طريق البصمة الثالثة، حيث اكتظ مبنى الوزارتين حوالي الساعة التاسعة صباحا بالموظفين أمام أجهزة البصمة لأخذ بصمة «التواجد» بالعمل بعد مرور ساعتين على البصمة الأولى للدوام.
وتواجد موظفو الوزارتين بأعداد كبيرة، والإدارات التي كانت خالية خلال الأيام والأشهر الماضية من موظفيها عادت إليها الحياة مرة أخرى بوجود موظفين جالسين على مكاتبهم، ودار الحديث داخل تلك الوزارات وبين أروقتها اليوم عن «بصمة نصف الدوام»، وتحدثوا عنها وعن دواعيها، إذ ألزمت الجميع بالحضور داخل الوزارات، حتى أن مواقف السيارات الخارجية امتلأت لأول مرة منذ سنوات بسيارات الموظفين في وزارتَي الأشغال والكهرباء والماء.
«الجريدة» جالت داخل الوزارتين التي وقف موظفوها بكل الأدوار يشاهدون الحدث الجديد الذي يطبّق لأول مرة، وهو البصمة الثالثة بعد مرور ساعتين من بصمة حضور الدوام.
«التربية» التزمت ببصمة التواجد... مع سلاسة في تنفيذ القرار الجديد
تعميم المشعان
وداخل وزارة الأشغال، وضعت الوزارة تعميما إداريا وقّعت عليه الوزيرة د. نورة المشعان، قالت فيه إنه يتعيّن على جميع موظفي الوزارة والهيئة العامة للطرق والنقل البري إثبات وجودهم بمكان العمل أثناء فترة الدوام الرسمي، وذلك بإجراء البصمة المرنة للتواجد خلال الـ 60 دقيقة التالية على انقضاء ساعتين من بداية الدوام الرسمي.
وقال التعميم: «لا يتقيد الموظف بهذه البصمة إذا حصل على استئذان أو وقع أي جزء منه خلال الـ 60 دقيقة، ويُعد الموظف الذي لم يثبت تواجده خلال الـ 60 دقيقة قد انصرف أثناء الدوام الرسمي من دون إذن، وتدخل المدد التالية على انقضاء الساعتين على موعد حضوره حتى موعد إثبات تواجده في البصمة ضمن مدد التأخير الشهرية، وفقا للمادة 18 من قرار مجلس الخدمة المدنية رقم 41 لسنة 2006.
وأشار التعميم، في مادته الثانية، إلى أن البصمة المرنة تكون للتواجد أثناء الدوام على أجهزة البصمة بإدخال الموظف على شاشة البصمة (دخول).
وفي مادته الثالثة، أوضح القرار أن البصمة تكون للموظفين العاملين بنظام النوبة أثناء فترة عملهم إما بساعتين بعد موعد الحضور لبداية النوبة، أو بساعتين قبل موعد انتهاء وقت العمل المحدد له، كل حسب نوبته، على أن يتم العمل بالتعميم بتاريخ اليوم(الأحد).
التزام بالجامعة و«التطبيقي»
إلى ذلك، باشر موظفو وموظفات الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب العمل بقرار البصمة المرنة الثالثة في أول يوم عمل بالتعميم الجديد، وسط التزام منهم بمواعيد البصمة المرنة، بعد ساعتين من بصمة الدخول وخلال 60 دقيقة منها.
وقد التزمت كل من الجامعة و«التطبيقي» بتعميم ديوان الخدمة المدنية في تطبيق البصمة المرنة الثالثة بدءا من اليوم، واختلفت مواقع البصمة من موقع إلى آخر، ففي الأقسام الإدارية بمختلف الإدارات بجامعة الكويت و«التطبيقي»، كانت مواقع أجهزة البصمة داخل الإدارات، ومنها في البوابة الرئيسية للمبنى.
توجه لإثبات البصمة بالمدارس والمناطق التعليمية للمهندسين والمكلفين بأعمال خارجية
وفي ظل الحضور المتفاوت من الموظفين، لم تشهد مواقع البصمة ازدحاما من الموظفين على أجهزة البصمة، لأن غالبيتها موزعة في مختلف الإدارات، إذ أن جميع الأجهزة تقبل البصمة مادامت موجودة في داخل المبنى.
وفي ظل تطبيق الدوام المرن، اختلف توقيت البصمة الثالثة، فمنهم من أجراها في الأوقات الأولى لها، وآخرون في منتصف الوقت وآخره، بلا عوائق تذكر.
البصمة الوسطى للمعلمين مع دوامهم
علمت «الجريدة»، من مصادرها، أن وزارة التربية بصدد تطبيق بصمة التواجد على الهيئات التعليمية والإدارية العاملة في المدارس الحكومية، مشيرة إلى أن الجهات المختصة تعمل حاليا على ضبط الأجهزة لتكون جاهزة لتلقي البصمة مع بدء دوام العاملين في المدارس 8 سبتمبر المقبل.
مراجعة البصمات الثلاث مع رواتب سبتمبر
ذكر مصدر في ديوان الخدمة المدينة أن الديوان يتابع تطبيق البصمة المرنة «الثالثة» وفق التعيمم الذي أصدره الأسبوع الماضي وبدأ تطبيقه، اليوم، في الجهات الحكومية.
وبين المصدر لـ «الجريدة» أن كل جهة مسؤولة عن متابعة إثبات البصمة الثالثة لموظفيها وفق مواعيد الحضور والانصراف بما يضمن إثبات وجود الموظف 3 مرات باليوم.
وأشار المصدر إلى أن عدم إثبات 3 بصمات في الكشوفات التي سيبدأ مراجعتها ابتداء من رواتب شهر سبتمبر المقبل، سينتج عنه تنبيه للجهة ومن الممكن تعرض الموظف للخصم مستقبلاً إذا تبين عدم التزامه والذي يظهر وفق آلية ربط البصمة لكل جهة مع الديوان، موضحاً أن البصمة المرنة هدفها تقليل التسرب والخروج من العمل خلال مواعيد الدوام الرسمية.
متسيبون يبصمون ويغادرون!
بينما تسعى الدولة إلى ضبط العمل والتزام الموظفين بأوقات الدوام وتحقيق الإنتاجية المطلوبة من خلال إجراءاتها الأخيرة بفرض بصمة التواجد الإلكترونية وتعميمها على جميع الجهات، لتكون رادعا للموظفين المتسيبين الذين يغادرون أماكن عملهم دون حسيب أو رقيب، كشف تطبيق هذه الإجراءات، اليوم، عن استمرار البعض من الموظفين في عدم الالتزام بالدوام وقيامهم بالحضور 3 مرات إلى الدوام لإجراء البصمة، مما يجعل بصمة التواجد بلا فائدة، بل إنها تسببت في بعض الازدحامات لا أكثر.
ويبدو أن «الخدمة المدنية» والجهات الحكومية بحاجة إلى البحث عن حل أفضل لمثل هذه الحالات من الموظفين المتسيبين، والتي قد تكون بإعطاء المسؤول المباشر صلاحيات لاتخاذ الإجراءات بحق الموظف الذي يعتمد على البصمة، ويتجاهل أعماله المكلف بها، أو يتعمد إثبات الحضور والخروج من أماكن العمل من دون إذن.
إعفاء المكلفين بمهماتأو خطط من البصمة
طالب وكيل القطاع الإداري بوزارة التربية متروك المطيري قطاعات الوزارة بعمل «Scan» لجميع المهمات الرسمية والخطط التي يكلف بها الموظفون، وذلك لاعفائهم من بصمة الدوام.
وقال المطيري في كتب وجهها إلى وكلاء القطاعات وحصلت «الجريدة» على نسخة منها، إنه بناء على كتاب وكيل الوزارة بالتكليف منصور الديحاني، بشأن المهمات الرسمية وخطط العمل، فإنه يتطلب إجراء نسخة «Scan» من جميع المهمات الرسمية والخطط الخاصة بموظفي كل قطاع ووضعها على برنامج «نظام البريد والمراسلات» ليتسنى للجهات المختصة إعفاء هؤلاء الموظفين من بصمة الدوام خلال فترة المهمة أو الخطة.