أقيم على مسرح نقابة العمال عرض المسرحية الاستعراضية الغنائية العائلية الهادفة «الذيابة»، فكرة وإخراج خالد العبيد، وتأليف سعود السعيد، وإعداد علي السدرة، وتمثيل: مرام، وأحمد إيراج، وعلي المهيني، وسعيد السعدون، وغيرهم.

والمسرحية تحمل في رؤاها الكثير من المفاهيم المتعلقة بالسلوك والأخلاق والقناعات التي يحملها كل إنسان في نفسه. وقصتها التي تميل إلى الفنتازيا، تبدو كثيرة التحرك في اتجاهات إنسانية عدة، من خلال كشف المناطق المضيئة والأخرى المظلمة في حياة البشر. وعلى هذا الأساس، فإن السينوغرافيا التي اتبعها المخرج في عمله جاءت معبِّرة عن أجواء القصة، التي تتخذ من الخيال طريقاً لها، من خلال البساطة في استخدام الإكسسوارات، والملابس، إضافة إلى الإضاءة، التي اتسمت بالشمول في رصد حالات وتحركات الممثلين على خشبة المسرح. كما استطاعت المؤثرات الصوتية إبراز جوانب المسرحية المتعلقة بمشاعر الخير والشر التي تكتنف الإنسان، بفضل ما اتسمت به من توافق وانتظام.

Ad

وجاءت تحركات الفنانين على خشبة المسرح منتظمة، وذات مدلولات حياتية مفعمة بالمعاني التي يمكن استخلاصها، واستشراف ملامحها.

وتركز مسرحية «الذيابة» على نبذ الخيانة ومحاربتها، وتنفِّر منها، من خلال رؤى فنية تربوية. كما تعكس الوجه الخيِّر لبعض الشخصيات التي ترفض الشر، وتقاومه.

«الجريدة» زارت مسرح نقابة العمال وأجرت بعض اللقاءات مع فريق المسرحية، حيث قال منتج العمل عبدالجبار المطوع إن هذه التجربة هي الأولى له في إنتاج مسرحية «الذيابة»، مبيناً أن التجربة في بدايتها صعبة، والعمل في المسرح مسؤولية كبيرة، حيث «نحرص على تقديم رسالة يجب أن تصل إلى أفراد العائلة، خصوصاً الأطفال».

وذكر أن المسرحية أطلقت عروضها في 8 أغسطس، وسوف تستمر حتى نهاية الشهر الجاري، ومنذ بداية انطلاقها نالت استحسان الجمهور، وفريق المسرحية بذل مجهوداً كبيراً، فقد كانت تدريباته بشكل يومي ومكثف، حتى يكون جاهزاً لانطلاقها بشكل يُرضي الجمهور، مؤكداً أنه متفائل بهذه المسرحية، كونها هادفة، وتجري أحداثها في مشاهد عدة مليئة بالإبهار فيما يتعلق بالديكور والموسيقى.

وعن رأيه في الحركة المسرحية بالآونة الأخيرة، قال المطوع إنها ثرية جداً، والفنانون في الوسط الفني يعملون على قدم وساق لتقديم ما هو أفضل للجماهير من كل شرائح المجتمع.

من جانبه، ذكر المخرج خالد العبيد أن هذه هي التجربة الإخراجية الأولى له، فقد شارك سابقاً كمخرج منفذ، مبيناً أن الجميل في العرض هو التوافق العميق بين عناصره المختلفة، من إضاءة وأصوات وأزياء وديكور، حتى يحقق متعة للجمهور، لاسيما مع الأداء الاحترافي لكل من مثَّل في العمل.

بدوره، قال الفنان أحمد إيراج إنه جسَّد شخصية الملك «هارو»، الذي يحكم مملكة «هاول»، حيث يتعرَّض لغدر مساعده وحارسه الشخصي، لافتاً إلى أنه خلال المسرحية تظهر روحه بشكل رمزي لأولاده، ويذكِّرهم بطريقة تربيته لهم، مع إعطائهم النصائح، مبيناً أن المسرحية ذات أجواء فنتازية فيها الكثير من إسقاطات الإنسانية، والرسائل الموجهة ذات قيمة في عملية تربية الأبناء، متابعاً: «العمل يغلب عليه الطابع الشبابي، وأنا سعيد بأن أكون ضمن فريقه، ومن الداعمين لمجموعة الشباب من الفنانين الموهوبين الذين يقدمونه».

من جانبها، أكدت الفنانة مرام البلوشي أن قصة المسرحية جميلة، وتشتمل على العِبر والحِكم، وتجسِّد دور الملكة «أورورا»، وبعد وفاة الملك تتزوج الحارس الشخصي «لورنس»، ومن ثم تتوفى، وتنتهي القصة بعبرة أن الإخوان يجب أن يتماسكوا مع بعضهم البعض في الشدائد، وألا يفرقهم حُكم أو سُلطة.

فيما جسَّد الفنان علي المهيني شخصية «فلاد»، الابن الكبير للملك، والذي يتصارع على الحصول على الحُكم مع أخيه. ومن وجهة نظره كأخ كبير يرى أنه الأنسب في أن يكون حاكماً.

أما الفنان سعيد السعدون، فقال إنه يؤدي شخصية «لورنس»، الحارس الشخصي للملك، الذي خانه من أجل التربع على عرش الحُكم، ويقوم بالتفريق بين أبناء الملك المتوفي.

وذكر السعدون أنه يحب تمثيل الأدوار المركبة أكثر من الشخصيات العادية البسيطة.

من ناحيته، قال الفنان بدر الهندي إنه جسَّد شخصية «جاك»، ابن الحاكم الذي يتسم بالطمع، ويريد أن ينال الحُكم بأي طريقة، ويتخذ قرارات خاطئة.