أوكرانيا تركز على قطع الإمدادات الروسية عن كورسك
لوكاشينكو يرسل ثلث جيشه للحدود... وبوتين يجري زيارة لأذربيجان
في اليوم الثاني عشر من توغله غير المسبوق داخل روسيا، واصل الجيش الأوكراني محاولاته لعزل مقاطعة كورسك وقطع الإمدادات إليها بتدميره ثاني جسر استراتيجي خلال 24 ساعة، في تطور تزامن مع تحقيق القوات الروسية تقدماً في دونيتسك شرق أوكرانيا ووضع بيلاروس ثلث جيشها على الحدود.
وبعد يوم من إعلانه عن قصف جسر نهر السيم بمنطقة غلوشكوفو، الذي يعتبر طريق إمداد رئيسياً للقوات الروسية، أعلن قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشوك أمس «تدمير جسر آخر»، مؤكداً مواصلة طائراته «حرمان العدو من قدراته اللوجستية عبر ضربات جوية دقيقة»، مرفقاً معلوماته بمقطع فيديو عن الهجوم.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن أوكرانيا استخدمت لأول مرة صواريخ هيمارس الأميركية لتدمير جسر نهر سيم بالكامل، وقتلت متطوعين يساعدون في إجلاء المدنيين من منطقة كورسك، التي تشهد هجوماً مفاجئاً وغير مسبوق من 6 أغسطس الماضي.
وبعد تلقيه تقريراً من قائد الجيش أولكسندر سيرسكي عن تعزيز الانتشار في كورسك، والسيطرة على 82 قرية في مساحة 1150 كلم، وأسر المزيد من الجنود الروس، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغرب مجدداً إلى توفير أسلحة بعيدة المدى بشكل عاجل.
وقال زيلينسكي، في رسالته المسائية، إن قدرة قواته على استخدام مثل هذه الأسلحة ضد روسيا هي أهم قضية استراتيجية في هذه الحرب، مؤكداً أنه في الوقت الحالي هناك نقص في القرارات اللازمة من الحلفاء الغربيين. وبينما تتركز الأنظار على التقدم المباغت للقوات الأوكرانية في كورسك، فإن المعارك مستمرة في حوض دونباس، حيث الأفضلية للجيش الروسي، الذي أعلن أمس أنه «حرر بفضل تحركات كثيفة، قرية سفيريدونوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية».
وأعلن الجيش الروسي في الأيام الأخيرة سيطرته على قرى عدة في هذا القطاع، حيث تحرز قواته تقدماً سريعاً منذ السيطرة على أوتشيريتيني بداية مايو، ما يعني أن الهجوم الأوكراني لم يؤثر على الجبهة. وتبادلت السلطات الأوكرانية والروسية الإعلان عن وقوع هجمات جوية على أراضيهما.
وفي تطور مواز، كشف رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، أمس، عن إرساله على طول الحدود بأكملها قرابة ثلث قواته المسلحة، التي تضم 48 ألف جندي، ونحو 12 ألفاً من حرس الحدود، موضحاً أن ذلك رد على نشر أوكرانيا أكثر من 120 ألف جندي في الجهة المقابلة.
وحذر الحليف القوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن حدود بيلاروس وأوكرانيا ملغمة «أكثر من أي وقت مضى»، وأن القوات الأوكرانية ستتكبد خسائر فادحة إذا حاولت عبورها.
إلى ذلك، قام بوتين، الذي أجرى إضافات مهمة على القيادة الدفاعية والدبلوماسية، شملت تعيين آنا تسيفيليفا وزيرة دولة ونائبة لوزير الدفاع، وسيرغي بوتين نائباً أول لوزير الخارجية، بزيارة لأذربيجان، تستمر يومين، لإجراء محادثات مع الرئيس إلهام علييف حول الشراكة الاستراتيجية.