اصطدمت سفينتان ترفعان علمي الصين والفلبين، أمس، قرب شعاب متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وتبادل البلدان الاتهام بالمسؤولية عن الواقعة.

ونقل التلفزيون الصيني «سي سي تي في»، الرسمي، عن المتحدث باسم خفر السواحل الصينيين قوله إنه «رغم التحذيرات المتكررة من الجانب الصيني، اصطدمت السفينة الفلبينية 4410 عمداً بالسفينة الصينية 21551».

Ad

وتطالب بكين بالسيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريباً، بما في ذلك المياه والجزر القريبة من سواحل عدد من الدول المجاورة، وتصاعدت التوترات بين بكين ومانيلا في الأشهر الأخيرة، بسبب سلسلة مواجهات في بحر الصين الجنوبي.

وقال المتحدث باسم خفر السواحل الصيني، إن «سفن خفر السواحل الفلبينيين دخلت بشكل غير قانوني إلى المياه القريبة من شعاب شيانبين في جزر نانشا دون إذن من الحكومة الصينية»، مستخدماً الاسمين الصينيين لسابينا شول وجزر سبراتلي، وأضاف أن «خفر السواحل الصينيين اتخذوا إجراءات الاعتراض ضد السفن الفلبينية وفقا للقانون».

من جهتها، ذكرت الهيئة الفلبينية المكلفة متابعة القضية أن سفينتين تابعتين لخفر السواحل تضررتا بعد اصطدامهما بسفن صينية كانت تجري «مناورات غير قانونية وعدوانية» قرب سابينا شول، وأضافت في بيان أن هذه المناورات «أسفرت عن اصطدام تسبب في أضرار هيكلية لسفينتي خفر السواحل الفلبينيين».

وفقاً لصور بثتها قناة «سي سي تي في»، اصطدمت سفينة، عرفتها بكين على أنها فلبينية، بسفينة صينية، قبل أن تواصل طريقها. وأظهرت صور أخرى للقناة الحكومية الصينية، السفينة الصينية وهي تصطدم بمؤخرة السفينة الفلبينية.

وبحسب «سي سي تي في»، وقع الحادث بعد أن أقدمت السفينة الفلبينية على «تغيير مفاجئ في الاتجاه»، وتحدثت الصين عن مناورة «غير مهنية وخطرة». وقال المتحدث باسم خفر السواحل الصينيين «نحض الجانب الفلبيني بقوة على الوقف الفوري لانتهاكاته واستفزازاته».

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ أن تحركات السفن الفلبينية «تمثل انتهاكا خطيراً لسيادة الصين»، مضيفة أن بكين «ستواصل اتخاذ إجراءات حازمة وقوية وفقاً للقانون لحماية سيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية».

لكن المدير العام لمجلس الأمن القومي الفلبيني جوناثان مالايا، قال «لم تكن السفينة الفلبينية هي التي صدمت السفينة الأخرى، بل العكس هو ما حصل... الأدلة المادية تظهر ذلك». وأضاف أن السفينة الفلبينية «صُدمت مرتين» من قبل السفينة التابعة لحرس السواحل الصينيين، وتعرضت «لأضرار هيكلية طفيفة».

ومنذ وصول الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس إلى السلطة عام 2022، تبدي مانيلا حزما في مطالبتها بالسيادة على بعض الشعاب المرجانية المتنازع عليها، في مواجهة بكين التي لا تنوي التنازل عن مطالبها، غير أن هذه المواجهة بين الصين والفلبين تغذي مخاوف من نزاع محتمل قد يؤدي إلى تدخل واشنطن بسبب معاهدة الدفاع المشترك مع مانيلا، وتتهم الصين بانتظام الولايات المتحدة بدعم الدول التي تتنافس معها على مطالب إقليمية من أجل احتواء قوتها المتنامية.

إلى ذلك، اجتمع الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين أمس بنظيره الفيتنامي تو لام، في أول زيارة خارجية له منذ تعيينه أمينا عاما للحزب الشيوعي الفيتنامي في وقت سابق هذا الشهر. وترحيبا بلام نُظم عرض عسكري خارج قاعة الشعب الكبرى، قبل أن يجري الرجلان محادثات ويوقعان على وثائق التعاون داخل مبنى الدولة قبالة ميدان تيان أنمين.

وقال شي للام: «باعتبارهما حزبين شيوعيين حاكمين في العالم اليوم، يتعين على الصين وفيتنام أن تحافظا على روح الصداقة الأصيلة، وأن تستمرا في الصداقة التقليدية... وفي تعميق المجتمع الصيني الفيتنامي ذي المصير المشترك المهم استراتيجيا». وهنأ شي لام، موضحا أنه إذا التزمت الدولتان «بمسعى مشترك لتعزيز قضية الاشتراكية العالمية، فإننا نعتقد أن طريقنا سيصير أوسع وأوسع».

من جانبه، أكد لأم أن شي قاد الصين لتصبح «دولة قوية ومزدهرة»، وأشاد به لتطوير «دور بكين نحو السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم».

وانتخب لام بداية الشهر رئيسا للحزب الشيوعي الحاكم، بعد أسبوعين على وفاة سلفه نغوين فو ترونغ عن 80 عاما، بعد توليه قيادة الحزب الشيوعي الفيتنامي منذ عام 2011، وقاد ترونغ حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد في أوساط الحزب والشرطة والجيش ومجتمع الأعمال.

إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في مؤتمر صحافي دوري في بكين، أمس، إن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ سيبدأ اليوم زيارة لروسيا وبيلاروس، وسيحضر الاجتماع الدوري الـ29 بين رئيسي الحكومتين الصينية والروسية خلال زيارته.