بوتين يسعى لوقف تراجع نفوذ روسيا في جنوب القوقاز
زيارة مودي إلى كييف ذات دلالات... وزيلينسكي مرتاح لمسار «هجوم كورسك»
في زيارة تهدف إلى وقف تراجع نفوذ بلاده في منطقة جنوب القوقاز، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى أذربيجان أمس ولقائه نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، أن موسكو ستسعى إلى أداء دورها التاريخي في المنطقة، رغم الأزمات التي تشهدها.
وقال بوتين، بعد لقاء علييف في باكو: «من الواضح والمعروف للجميع أن روسيا تواجه عدداً من الأزمات، بما في ذلك، بالطبع، على الصعيد الأوكراني، لكن ارتباط روسيا التاريخي بجنوب القوقاز، خلال السنوات القليلة الماضية، يملي علينا ضرورة المشاركة»، وأضاف: «بعد زيارتي لأذربيجان سأتصل برئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، وأخبره بنتائج محادثاتنا. وأنا على علم بأن أذربيجان تسعى إلى استكمال جميع إجراءات التسوية الكاملة. روسيا مستعدة لمساعدة باكو ويريفان لإبرام معاهدة سلام».
وكان باشينيان قد ابتعد عن موسكو، الحليف التاريخي لبلاده، معززاً علاقاته مع الغرب، بعد أن رفضت موسكو التدخل لمصلحة أرمينيا أمام هجوم أذربيجان الذي استعادت خلاله منطقة ناغورنو كراباخ.
زيارة هندية
وفي خطوة ذات دلالات، أعلنت وزارة الخارجية الهندية، أمس، أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي سيزور أوكرانيا، بعد أسابيع من تنديد كييف به، لمعانقته بوتين خلال زيارة إلى روسيا، الحليف التقليدي للهند.
وأكدت الرئاسة الأوكرانية، من جانبها، الزيارة، مشيرة إلى أن مودي يصل إلى أوكرانيا الجمعة.
كما أعلنت مصادر رسمية في وارسو، حليفة كييف في حربها مع موسكو، أن مودي سيعقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، الخميس، من دون مزيد من التفاصيل.
وعمل مودي على الحفاظ على توازن دقيق بين علاقات بلاده الوثيقة مع موسكو، وسعيه إلى تعاون أمني وثيق مع الدول الغربية في منافسة الصين.
وزار مودي في يوليو الماضي موسكو، بعد ساعات من وابل من الضربات الصاروخية الروسية، استهدفت مدناً في أنحاء أوكرانيا، وأودت بـ 38 شخصاً على الأقل، وألحقت دماراً كبيراً بمستشفى للأطفال في كييف.
والتقطت صور لمودي معانقاً بوتين في المقر الريفي للرئيس الروسي، مما أثار تنديد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وتجمع موسكو ونيودلهي علاقة وثيقة منذ الحرب الباردة. ولفترة طويلة، كانت روسيا المورِّد الرئيسي للأسلحة للهند، لكن حصة واردات الأسلحة الروسية انخفضت بشكل حاد في السنوات الأخيرة، فقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى استنزاف مخزون الأسلحة الروسية، مما دفع بالهند إلى البحث عن مورّدين آخرين وتطوير صناعتها العسكرية الخاصة.
في الوقت نفسه، وفي أعقاب الهجوم الروسي في فبراير 2022، اشترت الهند بسعر مخفض كميات كبيرة من النفط أعادت روسيا توجيهها إلى السوق الهندية بسبب العقوبات.
هجوم كورسك
الى ذلك، أكد زيلينسكي وقائد القوات البرية الأوكراني، أوليكساندر بافليوك، ارتياحهما لأن الجيش يحقق أهدافه في إقامة «منطقة عازلة» داخل روسيا، لإضعاف قدرتها على شنّ الهجمات، في وقت توقع مراقبون أن تتعرّض أوكرانيا لضربات روسية كبيرة بعد إقلاع 6 قاذفات روسية استراتيجية من منطقة مورمانسك في أقصى شمال غرب روسيا.
وقال زيلينسكي، إن القوات الأوكرانية «تنجز المهام بنجاح» في منطقة كورسك الروسية، وتأسر جنوداً روس، لتتم مبادلتهم بأسرى أوكرانيين، واعتبر في خطابه المسائي أمس الأول، أن «كل ما يلحق خسائر بالجيش الروسي والدولة والمجمع الصناعي العسكري والاقتصاد يساعد في منع توسّع الحرب، ويقربنا أكثر من نهاية عادلة لهذا العدوان».
جسر ثالث
وفي إطار محاولتها لنقل المواجهة إلى روسيا، أعلنت أوكرانيا أن قواتها قصفت جسرين رئيسيين في منطقة كورسك، في حين قال ممثل لجنة التحقيق الروسية وبعض المدونين العسكريين، إن جسراً ثالثاً تم تدميره أيضاً فوق نهر سيم، في خطوة ستؤدي إلى قطع خطوط إمداد حيوية، وتعقّد قدرة موسكو على تزويد قواتها بالذخيرة، وإجلاء السكان من عشرات البلدات أمام التوغل الأوكراني المستمر منذ 6 الجاري.
مغامرة كييف
من ناحيته، رفض «الكرملين» الحوار مع كييف، في ظل الهجوم على كورسك، وقال مستشار الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أمس «في المرحلة الراهنة، ونظراً إلى هذه المغامرة، لن نتحاور، وفي الوقت الراهن سيكون من غير المناسب على الإطلاق الدخول في عملية تفاوضية، لكن لن نسحب مقترحاتنا السابقة للسلام»، التي طرحها الرئيس بوتين في يونيو.
وفي داخل أوكرانيا، واصل الجيش الروسي تقدّمه، وأعلن السيطرة على بلدة جديدة في منطقة دونيتسك، في حين أمرت سلطاتها المحلية، أمس، بإجلاء العائلات من المدينة الاستراتيجية بوكروفسك ومحيطها.
وتوقّع نائب وزير الدفاع، إيفان هافريليوك، أن تزيد روسيا قواتها في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها 600 ألف فرد إلى 800 ألف بحلول نهاية العام.