أكد علي البوسعيدي نجم منتخب عمان أن حلم حياته يتمثل في قيادة منتخب بلاده لبلوغ كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بعد التأهل إلى الدور الثالث والحاسم من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك.

وتتزايد التطلعات لتحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في التأهل لأول مرة إلى المونديال تحت قيادة المدرب الجديد ياروسلاف شيلهافي، الذي حقق بداية موفقة مع الفريق، حيث لم يتعرض للهزيمة في أول أربع مباريات، مما يعزز الثقة بين اللاعبين والجماهير.

وسبق لمنتخب عُمان بلوغ الأدوار الحاسمة من التصفيات المؤهلة للمونديال لكنه لم ينجح أبداً في المشاركة في كأس العالم، ويرى البوسعيدي أنه من الضروري الاستفادة من التجارب السابقة في تحسين أداء الفريق الحالي.

Ad


وقال البوسعيدي في مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الاثنين «هذه التجارب تُساعدنا لكي نكون أفضل في هذه المرحلة من التصفيات، وقد تعلمنا الكثير من الأخطاء السابقة والتي سوف تجعلنا نتحسن على الصعيد الفني».

يُعد البوسعيدي من الركائز الأساسية في صفوف «الخناجر» في الوقت الحالي، وهو يلعب كمدافع في نادي السيب العماني، ومثّل المنتخب الوطني في 77 مباراة دولية، وسجّل هدفاً واحداً خلال مسيرته الدولية.

ووقعت عُمان في المجموعة الثانية من التصفيات الحاسمة إلى جانب منتخبات قوية، وهي العراق والأردن وكوريا الجنوبية وفلسطين والكويت.

ورغم صعوبة المجموعة، إلا أن المدافع البالغ من العمر 33 عاماً يرى أن التنافس فيها سيكون متكافئاً، مما يجعل كل مباراة حاسمة.

وأشار إلى أن «جميع الفرق متقاربة في المستويات، لذا كل المباريات سوف تكون صعبة، أعتقد أن حظوظ الجميع في التأهل متساوية».

وأوضح البوسعيدي أن الأداء القوي الذي قدمه المنتخب العُماني في الدور الثاني من التصفيات، هو ناجم من الضغوطات التي واجهها الفريق بعد الأداء المخيب في كأس آسيا الأخيرة، حيث كانت تلك البطولة بمثابة دافع إضافي لهم لتحقيق الانتصارات.

وأضاف «دائماً الضغوطات تجعل لاعب كرة القدم يخرج كل ما لديه من مستويات، لذلك تعاهدنا على أن نتأهل كمتصدرين للمجموعة».

وتحت قيادة المدرب الجديد ياروسلاف شيلهافي، الذي قاد الفريق في فترة قصيرة إلى تحقيق نتائج إيجابية، حيث لم يتلق أي هزيمة في أربع مباريات، يزداد التفاؤل بتحقيق نتائج إيجابية في التصفيات الحاسمة، حيث أن شيلهافي المعروف برؤيته الفنية الكبيرة وخبرته الأوروبية، تمكّن من خلق توازن في الفريق من خلال التركيز على الكرة الجماعية والهجومية.

يقول البوسعيدي عن المدرب «إنه يحترم جميع اللاعبين ولديه رؤية فنية كبيرة، فهو مدرب ذو خبرة أوروبية ويحب الكرة الهجومية، وهذه سمة تتوافق مع اللاعب العماني الذي يحب اللعب الهجومي، كما أنه خلق توازن في الفريق من خلال بناء منظومة جماعية، والتي يكون فيها لكل لاعب أدواراً هجومية ودفاعية محددة وواضحة داخل أرضية الملعب».

وانعكس التوازن الذي أوجده شيلهافي في الفريق بشكل واضح على الأداء الدفاعي، حيث تلقت شباك المنتخب هدفاً واحداً فقط في آخر أربع مباريات، وأشار البوسعيدي إلى أن هذا النجاح الدفاعي يعود إلى العمل الجماعي والانسجام بين اللاعبين.

وأضاف: «مثلما قلت سابقاً، الفريق يعمل ككتلة جماعية واحدة، فلذلك الجميع يدافع والجميع يُهاجم، لا يقتصر الدفاع على المدافعين فقط، الجميع يعمل في نفس الوقت».

وعاد المدافع العماني إلى صفوف المنتخب بعد فترة من الغياب، وأصبح يشغل دوراً محورياً في الفريق تحت قيادة شيلهافي، وبالنسبة له، يُعتبر تمثيل المنتخب الوطني واجب لا يتردد في القيام به، خاصة في هذه المرحلة التي قد تكون تاريخية للمنتخب العماني.

وأوضح البوسعيدي «تمثيل المنتخب الوطني شرف وواجب علينا ويعزز لدينا الشعور بالفخر، دائماً وأبداً عندما يحتاجني المنتخب الوطني سوف أكون متواجداً، ونحن في أتم الجاهزية».

وتعتمد عُمان بشكل كبير على خبرة لاعبيها في هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات، حيث يمتلك الفريق العديد من اللاعبين الذين تجاوزوا حاجز الثلاثين من العمر، مما يُساعد في تخفيف الضغط عن اللاعبين الأصغر سناً ودعمهم خلال المباريات الصعبة.

وأكد صاحب القميص رقم 17 على أهمية هذه الخبرة في تحقيق النجاح قائلاً «هذا الأمر يُساعدنا كثيراً في حمل الضغوطات عن اللاعبين الذين لم تكن لهم تجربة في التصفيات وفي تخطي الأزمات، ودائماً ما تربطنا علاقات مميزة مع بعضنا البعض، فنحن في بيئة اجتماعية تساعدنا في التحدث فيما بيننا وتصحيح الأخطاء بدون قيود، حيث إن مصلحة المنتخب في التأهل تأتي من تعاون الجميع ووجود لاعبين ذوي خبرة».

مع اقتراب الدور الحاسم من التصفيات، الذي سيحل فيه منتخب الخناجر ضيفاً على العراق في الخامس من سبتمبر ضمن الجولة الافتتاحية، يبقى السؤال، هل سيكون العام القادم هو العام الذي يتحقق فيه الحلم العماني؟ البوسعيدي، الذي يعي تماماً أهمية اللحظة التاريخية، يجيب بثقة تعكس العزم والتفاؤل، قائلا: «بإذن الله سنتأهل».