في كلمة وداعية مؤثرة افتتح بها أعمال المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، فجر أمس، أنه أعطى أفضل ما لديه للولايات المتحدة، داعياً الناخبين إلى اختيار نائبته كامالا هاريس «المدعية العامة» بدلاً من سلفه الجمهوري دونالد ترامب «المجرم المدان» في انتخابات 5 نوفمبر.
وفي أجواء مؤثرة، استشهد الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاماً بالأغنية الوطنية «أميركا، أميركا، أعطيتك أفضل ما لدي»، وعدد إنجازاته لا سيما بالاقتصاد والرعاية الصحية، مشدداً بصورة خاصة على إنقاذ «روح البلاد» من ترامب وأنصاره الذين اقتحموا الكابيتول في السادس من يناير 2021.
وإذ أكد أنه ارتكب الكثير من الأخطاء خلال مسيرته الممتدة على 5 عقود، قال بايدن: «ترامب يعتبر أن أميركا أمة فاشلة وخاسرة والصحيح أنه هو الفاشل وقادنا للفشل خلال ولايته، ونحن بمعركة من أجل المستقبل، فهل أنتم مستعدون للتصويت للحرية والديموقراطية؟ هل أنتم مستعدون لانتخاب هاريس ونائبها تيم والز لقيادتكم؟».
وأضاف: «إننا بمفترق طرق وقرارات اليوم ستحدد مصير أمتنا والعالم لعقود مقبلة، وتوحدنا في 2020 لإنقاذ الديموقراطية وقيادة أميركا للأمام والحفاظ على ازدهارها بفضل تنوعها دون كراهية أو شيطنة أحد، ولا مكان للعنف السياسي».
وأوضح بايدن، الذي خّصه الحضور باستقبال حار مصفقاً وقوفاً لأكثر من 4 دقائق عندما اعتلى المسرح بعدما قدمته زوجته جيل وابنته آشلي، أنه لا يشعر بمرارة أو غضب ممن طالبوه بالانسحاب بل إنه قام بما ارتآه مناسباً لضمان عدم عودة ترامب. وقال: «أعشق عملي، لكني أعشق بلادي أكثر».
وخارجياً، شدد بايدن على أن إدارته تعمل على مدار الساعة لإنهاء حرب غزة وإعادة الأسرى وزيادة المساعدات للفلسطينيين، كما جدد دعمه لدور حلف شمال الأطلسي «ناتو» لتعزيز أمن أوروبا والوقوف إلى جانب أوكرانيا ضد روسيا.
وبكى كثيرون بين الحضور خلال إلقاء بايدن خطابه الوداعي وتسليمه الراية لهاريس التي انضمت إليه في ظهور مبكر ومفاجئ بعد انتهاء الخطاب وتعانقا وبدا وكأنهما يمسحان الدمع.
وفي حين أكد بايدن أنه سيكون «أفضل متطوع» بحملتها، أطلت هاريس، التي أضفت زخماً وحماسة على حملة الحزب وقضت على تقدم ترامب في الاستطلاعات، بشكل غير متوقع، معلنة انطلاق أعمال المؤتمر والاحتفاء بالرئيس «الرائع جو بايدن». وقالت: «نحن ممتنون لقيادته التاريخية لأمتنا إلى الأبد».
وقبل تتويجها كمرشحة للديموقراطيين، سيستمع مندوبو المؤتمر لخطاب هاريس يوم الخميس، ورفيقها والز الأربعاء، بالإضافة إلى الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون.
واعتبرت جيل بايدن أن «مستقبل أميركا وتطلعات شعبها مرهون بفوز هاريس ووالز على ترامب، مؤكدة أن «بايدن يدرك أن قوة الأمة لا تأتي عبر التهديد والوحشية، بل من خلال تقديم الخدمات للمجتمع، وهاريس تدرك ذلك وتتمتع بالشجاعة والكفاءة لقيادتها نحو مستقبل مشرق.
وخلال اليوم الأول من المؤتمر، دعت هيلاري كلينتون التي كانت تسعى لتكون أول امرأة تتولى للرئاسة لكنها خسرت أمام ترامب في 2016، إلى دعم هاريس لتحقيق هذا الهدف و»تحطيم أعلى وأكثر الأسقف الزجاجية صعوبة» بالتصويت لها.
وقالت كلينتون: «تشهد أميركا شيئاً عملنا من أجل تحقيقه وحلمنا به منذ فترة طويلة». إلا أنها حذرت الديموقراطيين قائلة: «لا تشتتوا التركيز ولا تناموا على أمجادكم فخلال الأيام الـ 78 المقبلة علينا أن نعمل بجهد أكبر من أي وقت مضى».
وقبيل افتتاح المؤتمر اقتحم عدد من المحتجين على الحرب في غزة السياج الأمني المقام لحماية مركز المؤتمرات من دون تشكيل أي تهديد.
وانفصلت مجموعة صغيرة تتألف من نحو مئة متظاهر عن المسيرة التي ضمت آلاف الأشخاص واقتحمت حواجز حديد أقيمت لحماية مركز «يونايتد سنتر» حيث يقام المؤتمر.
في المقابل، يجول المرشح الجمهوري، الذي شتتت التطورات في المعسكر الديموقراطي تركيز حملته بشكل كبير، في أرجاء أميركا في محاولة لاستعادة التوازن وتقدم الاستطلاعات مجدداً.
وفي بنسيلفانيا، التي تشهد منافسة قوية بين المعسكرين، شدد ترامب على «جنون» هاريس، مؤكداً أن «لا فكرة لديها عما تقوم به» على صعيد الاقتصاد.
وكتب ترامب، على منصته «تروث سوشيال»، أن هاريس لن تشارك في مناظرته في 4 سبتمبر، وذكر أنه وافق على إجراء لقاء جماهيري يقدمه شون هانيتي على قناة فوكس نيوز في ولاية بنسلفانيا.
وبينما نشر ترامب صوراً معدّلة بالذكاء الاصطناعي توحي بأنّه سيحصل على دعم المغنية تايلور سويفت ومحبيها الكثر المعروفين باسم «سويفتيز»، حمّلت الاستخبارات الأميركية، أمس الأول، إيران المسؤولية عن الهجوم الإلكتروني على حملته.
ورفضت إيران هذه الاتهامات التي تمّ الكشف عنه في 10 أغسطس الجاري. وقالت إن «لا أساس لها من الصحة» مطالبة بأدلة.