رغم أن «كلا الأخوين.... ولكن شهاب الدين..... من أخيه»... فإننا في الوضع التعليمي الكويتي لا نعرف على وجه اليقين مَن يكون شهاب الدين الذي هو أسوأ من أخيه، هل هو التعليم العام الذي ندرك أن أمره منتهٍ منذ زمن طويل، ولا جدوى من الكلام عن إصلاحه، مادامت العقلية التي تدير هذه المؤسسة وبقية مؤسسات الدولة على «طمام المرحوم»، فهذا التعليم من الروضة حتى الجامعة يدور وجوداً وعدماً مع نظرية أينشتاين الكويتية «مع حمد قلم»، أم هو التعليم الخاص.
الأخير، لم يعد كما كان حين كان محصوراً في عدد محدد من المدارس الأجنبية أيام السبعينيات والثمانينيات، وهي لا تخضع في الأغلب لهيمنة سلطة وطرق تدريس الدولة، وقد أصبح اليوم دكاكين لبيع المكسرات والحلويات التعليمية المنتهية الصلاحية، وأضحى وسيلة للكسب المادي الرخيص، فإذا كنت تملك رخصة مدرسة أو كلية أو روضة، فأبواب الخير والثراء مفتوحة أمامك، مادمت تعرف مسالك ودروب الحصول على رخصة من الولاة التعليميين، وفي النهاية مادام أولياء الأمور «يدفعون الأقساط»، فالنجاح في الغالب مضمون، لا توجد دولة في العالم ينجح العشرات بها بمعدلات مئة بالمئة غير هذا البلد.
ولم يقف الأمر عند هذا الخراب الكبير، وهو دمار المستقبل العلمي عند أجيالنا، حتى طالعنا أمس مانشيت «الجريدة» الذي يحمل عنوان «أقفاص الوصاية تحاصر التعليم»، فوزارة التربية حالها من حال بقية مؤسسات الدولة التي تسير بإيقاعات مايسترو «هيئة الأمر بالمعروف»، أصدرت تعميماً للمدارس الخاصة بضرورة «توقيع معلميها إقراراً وتعهداً بالعلم والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي وتقاليد المجتمع الكويتي المسلم... إلخ»!
ما هذا يا وزارة الظلام التعليمي؟ ماذا يعرف المدرس الهندي أو الكندي عن الدين الإسلامي وتقاليد المجتمع الكويتي، الذين تفرضون عليه الهوية التي تريدون تفسيرها كما تشاؤون؟ تريدون بشراً فاقدين للحرية والإبداع يفكرون كما تفكرون، يتكلمون ويتحركون كما تتكلمون وتُملون عليه، يطيعونكم ويلتزمون أوامركم ونواهيكم، الفرد لا يخرج عن القطيع، وهو قطيع العصبيات والولاءات العرقية والدينية.
كيف لمدرس هندي أو كندي أن يعرف عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية؟ وما حاجة وزارة التربية إلى هذه المزايدة والرياء السياسي على حساب نوعية التعليم؟ وهل انتهت أزمة رداءة التعليم بهذا التعميم الأجوف؟
لا جدوى من الكلام معكم أو مع مؤسسات ومجتمع «مخرجات التعليم» ومخرجات الديموقراطية»... الاثنان يعودان بنا إلى حكمة «كلا الأخوين... ولكن شهاب الدين...» حسافة عليك يا بلد.