استبعد استشاري الأمراض الباطنية، د. غانم السالم، أن يتحول مرض جدري القرود إلى جائحة، لافتاً إلى أن هذا المرض لن يكون فيه حظر أو تطعيم إجباري أو إغلاق أو ارتداء كمامة، كما حدث في «كوفيد 19».

وأضاف السالم، في تصريح لـ «الجريدة»، أن مرض جدري القرود قد يدخل الكويت من خلال السفر والتنقل، ولكن سيتم التعامل معه والسيطرة عليه من خلال عزل الحالات وعلاجها.

Ad

ونصح السالم المجتمع بأهمية النظافة الشخصية التي تعتبر من أهم العوامل في الوقاية من الأمراض.

وأكد أن إجراءات وزارة الصحة في التعامل مع هذا المرض تتوافق مع الأنظمة والقوانين الدولية، كما أنها تتفق مع آخر الدراسات العلمية الخاصة بحالات الإصابة بمرض «إم بوكس».

وأضاف أنه لم يتم رصد أي حالة إصابة بجدري القرود في الكويت حتى الآن، لافتا إلى أن وزارة الصحة تبذل جهودا كبيرة في مراقبة الوضع الصحي العام، ومراقبة المسافرين القادمين من الدول الموبوءة.

وقال إن هناك عدداً من طرق وأدوات التشخيص الفعّالة المتوافرة في البلاد، ومن بينها استخدام تقنية PCR، التي تعد أحدث تقنية للكشف وتشخيص المرض.

ونصح السالم بضرورة فحص القادمين من الدول الموبوءة، وأن يتم نشر التوعية للمسافرين إلى الدول الموبوءة، مشيرا إلى أن الحالات المصابة يتم الإبلاغ عنها لإدارة منع العدوى لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة من عزل الحالات المصابة وبدء برنامج التقصي الوبائي.

وأضاف أنه لا يوجد علاج شاف للفيروس، ولكن يتم إعطاء المريض العلاج المبكر والداعم برعاية الطفح الجلدي وعلاج الألم ومعالجة مضاعفات المرض، لافتا إلى أن هناك أدوية تمت الموافقة عليها قد تُساعد في التشافي المبكر.

وأكد أنه يوجد تطعيم للمرض، ولكن الوضع بحاجة إلى مزيد من الأبحاث.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية أصدرت دعوة إلى مصنعي لقاحات ضد مرض جدري القرود لتقديم طلبات إبداء الاهتمام بإدراج لقاحاتها ضمن إجراء الإذن بالاستعمال في حالات الطوارئ (EUL)، مؤكداً أن المنظمة لا توصي حاليا بتطعيم السكان بالكامل.

وحول الأسباب التي دعت منظمة الصحة العالمية إلى إصدار حالة الطوارئ، أكد السالم أن المنظمة نشرت تحذيرا عن انتشار جدري القرود أخيراً، ثم تطور الموضوع وأصبح حالة طوارئ صحية عالمية، وهذا الإعلان يعد الثاني بعد عام 2022/ 2023 في نفس السياق، وجاء الإعلان بسبب تحور جديد للفيروس واتساع انتشاره الجغرافي.

وشدد على أن «جدري القرود» لا يعتبر مرضا قاتلا، فمعظم الناس تتعافى منه تماماً، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد.

وأضاف أن الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة معرضون لخطر الإصابة بالمضاعفات الناجمة عن «جدري القرود».

وأشار إلى أن جدري القردة هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القرود (يُختصر عادةً باسم MPXV، وهو فيروس مغلف يحتوي على حمض نووي، تم تغير اسمه الى mpox بواسطة منظمة الصحة العالمية.

وأوضح أن من الأعراض الشائعة للمرض هي الطفح جلدي الذي يمكن أن يستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع، ويكون مصحوبا بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر وانتفاخ الغدد الليمفاوية.

وأضاف أنه ينتقل إلى البشر من خلال المخالطة الجسدية لشخص مصاب، أو الملامسة البدنية لمواد ملوثة أو حيوانات مصابة. ويدخل الفيروس الجسم عن طريق الجلد المشقّق والأسطح المخاطيّة (مثل الفم أو البلعوم أو العين أو الأعضاء التناسلية أو الشرج)، أو عبر الجهاز التنفسي، ويحدث سريان جدري القردة من الحيوان إلى الإنسان عبر الحيوانات المصابة التي تنقله إلى البشر عن طريق العضّات أو الخدوش، أو أثناء ممارسة أنشطة مثل الصيد أو السلخ أو نصب الفخاخ أو الطهي أو العبث بالجيف أو أكل الحيوانات. وتُجرى حالياً المزيد من الدراسات في هذا الشأن.