لا أعتقد أن الوضع العام والحالة السياسية والإدارية والاقتصادية والتنظيمية للجهاز الإداري للدولة، والذي يتصف بسوء الإدارة والضبابية وعدم الشفافية وعدم المبالاة، ما أتمناه شخصياً أو يتمناه جيلي وجيل شباب العصر الرقمي Digital Generation مستقبلاً للكويت وأهلها!

في اعتقادي أننا مغيبون، أو مشوشون ومغرر بنا، فإلى متى سنظل مغيبين ويُغرر بنا في عصر العولمة Globalization، وعصر الإنترنت والذكاء الاصطناعي يا ترى؟! ومَن المستفيد من حالة التردي والتخلف التي تعيشها الدولة ومؤسساتها المختلفة مقارنة بالدول الخليجية الشقيقة، ومع الدول المشابهة لنا في مستوى الدخل والإمكانات المالية والمادية والبشرية والاقتصادية والموقع الجغرافي، وميزة صغر حجم الدولة، وسهولة إدارتها مقارنة بالدول التي تعاني كبر الحجم والانفجار السكاني، واتساع المساحة الجغرافية، وقلة وضعف الموارد المالية والاقتصادية فيها؟!

Ad

يبدو أن الزمن هو زمن الرويبضة والمتسلقين والإمّعات والنعام وخفافيش الظلام! والذي أصبح فيه المتنفذون من الفاسدين والمفسدين لا يخجلون من أنفسهم وممارساتهم وأعمالهم وأفعالهم الفاسدة والمفسدة! ويبدو أن أتباعهم ومناصريهم من الإمّعات والمتسلقين قد كثروا وزاد تأثيرهم في المجتمع!! وأضحى الهرم مقلوباً وأصبحت مهادنتهم ومجاراتهم ومداراتهم مطلباً لمن يرغب في الستر والأمن والأمان والاستقرار!!

في ظل هذه الأوضاع المتردية والمقلوبة يريدون أن يطوروا البلد ويحققوا رؤية 2035، أو ما يسمى بالكويت الجديدة New Kuwait! فأين نحن من الحزم والحسم بالقرار ومن قيم العدل والمساواة والشفافية ومبادئ الحوكمة وتطبيق القانون ومواد الدستور وتكافؤ الفرص بين المواطنين؟! أين نحن من الوحدة والإخاء الوطني؟! أين نحن من الاهتمام والتركيز على الموارد البشرية الوطنية كأساس للخطط التنموية والاستراتيجية للدولة؟! أين نحن من مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة؟! أين نحن من «قدسية الأمن الوطني» وهيبة الدولة وتطبيق القوانين بالعدل والمساواة والإنصاف؟! أين نحن من أن المواطن الكويتي هو هدف التنمية ووسيلتها ومحركها؟! أين نحن من التنمية المستدامة وتطوير المؤسسات والخدمات الحكومية؟! أين موقعنا بين دول العالم في مدركات الفساد ومؤشرات التنمية البشرية والاجتماعية؟! أين نحن من إسعاد المواطن الكويتي وضمان الأمن الاجتماعي والاستقرار الوطني؟!

نحن نسير إلى المجهول ونصفق عندما تصدح أبواق المتنفذين! وننسى أننا قد تخلفنا أزماناً وأزماناً! ولم يعد يتحمل تخلفنا وضياعنا لا إنس ولا جان!!

افرحوا أيها الفاسدون والمفسدون ومن تبعكم من الإمّعات والمتسلقين فقد جفت الأحبار ولم تعد الأقلام قادرة على مجاراتكم وعلى النطق في هذا الزمان، وإلا فسيكون مصيرها الكسر والحرق والسكون وسط النيران!

تباً لك من زمان عندما يُخون الصادق ويُصدق الكاذب ويُكّرم الخائن! وأختم هذه المقالة بقول أعجبني: «إذا استطعت أن تقنع الذباب أن الزهور أفضل من القمامة فإنك تستطيع أن تقنع الفاسدين بأن الوطن أغلى من المال»!!

ودمتم سالمين