بمناسبة القطع المبرمج الذي تقوم به وزارة الكهرباء حالياً لتخفيف الأحمال الكهربائية تمنينا أن تمارس ذات الحكومة القطع المبرمج لصمتها لتخفيف بعض الأحمال التي على كاهلنا أيضاً كمواطنين، كالغلاء والوضع المعيشي والبديل الاستراتيجي والتعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية وغيرها، وهذا القطع المبرمج المخفف لأحمالنا يحتاج فقط برنامجاً واضحاً محدد المعالم، والبرنامج يحتاج نقاطاً، والنقاط تحتاج توقيتاً، والتوقيت عند الحكومة، والحكومة مع الأسف شغلها «سكاتي» كما قال أحد وزرائها، ولا ندري عنه شيئاً، فلا برنامج طرح لنراه، ولا جواب مسكت وجدناه لعشرات الأسئلة الصارخة التي يرددها كل مواطن في مواقع التواصل وفي الديوانيات وحتى بينه وبين نفسه.
تخفيف أحمالنا - كما ذكرت سابقاً - مهم لكي لا ينقطع حبل الثقة بين الحكومة والمواطن، فبدون الثقة لا نجاح لأي برنامج أو هدف، فهي قاعدة كل تنمية وكل تطوير، والمفروض أن تقوى روابطها بمزيد من الفعل لا الكلام والمزيد من الشفافية لا الغموض والمزيد من طرح المشاريع والبرامج لكي يطلع عليها المواطنون ويعرفوا طولها وعرضها وهدفها ووجهتها، ولا نريد من حكومتنا أن ترينا ما يعجبنا لا سمح الله أو تهواه أنفسنا كطريقة ما يطلبه المستمعون بل نريد أن نرى برنامجاً واضحاً حتى وإن لم يوافق هوى بعضنا ولكنه يحوي أهدافاً ونقاطاً وآليات معتبرة وفق توقيت زمني معين لكل نقطة، هذا هو المطلوب ولا نريد شيئاً آخر، فمعرفتنا بخطواتها وهدفها قد يخفف علينا لوعة الانتظار واللهث وراء سراب الأمل حتى آخر نقطة أوكسجين في رئة تطلعاتنا وتفاؤلنا.
الحكومة جاءت في وقت صعب لا ننكر هذا ولكن جاءت أيضاً بمسؤولية مضاعفة، فهي تحمل بداية توجيهات وتوصيات صاحب السمو أمير البلاد -رعاه الله- والتي وجهها للحكومة في بداية التشكيل ووصاها -حفظه الله- في كلمته السامية بـ «تحديد الأولويات وتوحيد الجهود وتسخير الطاقات وفق خطة عمل وجدول زمني محددين مع التركيز على متابعة الميدان بجولات تفقدية مستمرة»، وبـ «تفعيل دور الإعلام ليعرف شعب الكويت الكريم برنامج عمل الحكومة وأهدافه وما يتحقق منه لتنالوا ثقتهم وتأييدهم، فثقة الشعب غالية لا تقدر بأثمان».
كما تحمل على وزرها أيضاً ثقل قسمها الدستوري وهو قسم لو تعلمون عظيم، ومسؤوليتها أمام هذا الشعب الوفي والطيب ومتطلباته وهمومه ومشاغله...