اكتمل مخطط التوسع: الحرب القادمة
بدأت كتابة هذا المقال قبل شهر تقريباً، واستكملت كتابته أمس.
يبدو أن القراءة المتأنية للمشهد الاستراتيجي لما يحدث اليوم في التوسع المحموم الذي تنفذه دولة الكيان المحتل وبالترتيب المتفق عليه مع إيران، والذي رسمته ودعمته وأنفقت عليه وسلحته كل من أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية، قد اكتمل! إنه أيها السادة سيناريو توسع الكيان الصهيوني من خلال حرب تكتيكية مرسومة تكون نتيجتها احتلال الكيان لجنوب لبنان، بل ربما أكثر وجزء أكبر من سورية وبعض العراق، وسيكون ذلك من خلال انسحاب إيران التكتيكي منها، وتسليمها للصهاينة تحت غطاء حرب مزعومة ولكنها تكتيكية ومرسومة!
فالصمت والقبول الأميركي والصهيوني للتوسع الإيراني غير المسبوق في المنطقة (والذي يتحكم في 4 دول عربية) غير مفهوم، ولا يتماشى مع المنطق العدائي الظاهري بين إيران والكيان الصهيوني المجرم! رغم التصريحات النارية بين الطرفين!
وهو من كشف حقيقته الصمت الإيراني رغم الاعتداء المباشر من الكيان الصهيوني على إيران أو أذرعها أو في أراضيها!
ولعل البعد الأكثر إثارة ولافتاً للأنظار أن التوسع الإيراني قد حدث في دول بمواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني المحتل! أي أن إيران في توسعها بتواجدها المباشر في سورية ولبنان وكذلك في العراق صارت في دول متاخمة للكيان المحتل أو دول كانت تمثل دول المواجهة التقليدية معها، أو ما تسمى «بدول الصمود والتصدي؟!».
وعلى الرغم من كل ذلك فإن الكيان الصهيوني ومن ورائه الأميركيون (وهم من دعموا التوسع الإيراني)، قد تعاملوا مع هذا التوسع بأريحية ودون توجس أو قلق! ويجب أن ندع جانباً المناوشات الشكلية والمتفق عليها مسبقاً بينهم كما تتكشف من مجريات الأمور!
من الواضح من سياق توالي الأحداث أن المخطط المستهدف بدأت تكتمل حلقاته ومن ثم تتوالى استحقاقاته وسياقاته، والتي ستنتهي حسب استشرافي لمسارات ذلك - وربما أكون مخطئاً - بأن يتم تحقيق حلم الكيان الصهيوني المحتل بالتوسع في دول المنطقة، وفقاً لمخططهم الشرير والمعروف، ولكن كيف يتم ذلك بطريقة تكتيكية تكون مقبولة وتبعد منطق التآمر المباشر والتعاون العلني؟!
نعم؟ الجواب سيأتي من خلال سيناريو حرب تكتيكية مرسومة تكون نتيجتها توسع الكيان الصهيوني، من خلال احتلاله جنوب لبنان، بل ربما أكثر وجزء أكبر من سورية والعراق، وانسحاب إيران التكتيكي منها وتسليمها للصهاينة تحت غطاء حرب مزعومة ولكنها مرسومة!
وسيفرض علينا واقع سياسي وجغرافي وعسكري جديد من الهيمنة الصهيو - أميركية بتنفيذ «دولة الكيان!!».
وعلى الرغم من أن القدرة البشرية لدولة الكيان لا تمكنه من مثل هذا التوسع - كما يعتقد البعض - لكن نماذج ذلك متعددة، ومنها مستوطنات غلاف غزة، التي ليست فيها كثافة سكانية تذكر!
ولكن إرادة الله سبحانه لهم بالمرصاد، وبإذنه سبحانه وتعالى، وبمن سيسخره من زعامات وأبناء وقوة من الأمة العربية والإسلامية، سيفشل هذا المخطط الشيطاني ويمنع حصوله! وسيتم الحفاظ على الدول والأراضي العربية.
لكن هذا هو المخطط وتلك هي تكتيكاته، والله أعلم!