إسرائيل تغتال قيادياً فتحاوياً في لبنان مسؤولاً عن تسليح «الضفة»

مجزرة إسرائيلية بخان يونس... ومفاوضات هدنة غزة مع اختتام بلينكن جولته في الدوحة

نشر في 22-08-2024
آخر تحديث 21-08-2024 | 19:02
سيارة المقدح عقب استهدافها بضربة من طائرة مسيّرة إسرائيلية في صيدا أمس (رويترز)
سيارة المقدح عقب استهدافها بضربة من طائرة مسيّرة إسرائيلية في صيدا أمس (رويترز)
قتلت إسرائيل القيادي البارز بالجناح العسكري لـ «فتح»، خليل المقدح، بغارة جوية استهدفته بجنوب لبنان، في أول استهداف لمسؤول من الفصيل الذي يتزعمه رئيس السلطة محمود عباس منذ بدء التصعيد عبر الحدود، في حين رأت تقديرات أميركية وإسرائيلية متشائمة قرب انهيار مفاوضات غزة التي من المقرر استئنافها بالقاهرة في غضون أيام.

وسط تقديرات متشائمة بقرب انهيار مفاوضات غزة وتزايد احتمالات أن تشهد المنطقة تصاعداً للأعمال العدائية على عدة جبهات إقليمية، اغتالت إسرائيل القيادي في «فتح»، خليل المقدح، المسؤول عن تسليح الضفة الغربية، بغارة جوية على جنوب لبنان، في أول استهداف للحركة الفلسطينية منذ 7 أكتوبر الماضي.

ونعت «كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري للحركة التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، المقدح، وقالت إنه قتل «خلال أداء واجبه النضالي ضمن معركة طوفان الأقصى».

ولفتت، في بيان، إلى أن المقدح له «دور مركزي بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته»، كما ذكر البيان أنه عمل على دعم الخلايا الفلسطينية ضد إسرائيل على مدار سنوات في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد أمين سرّ «فتح» في لبنان، فتحي أبو العردات، أن المقدح استهدف في مدينة صيدا، ذات الأغلبية السنيّة، والبعيدة عن الحدود اللبنانية - الإسرائيلية نسبياً، والتي تضم مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وفي حين حذّر عضو اللجنة المركزية لـ «فتح» في رام الله، توفيق الطيراوي، من أن إسرائيل تريد «إشعال المنطقة بحرب إقليمية واسعة عبر إراقة الدم الفلسطيني في كل أماكن وجوده»، اتهم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، دانيال هاغاري، القيادي الراحل (وهو شقيق قائد «شهداء الأقصى» في لبنان، منير المقدح) بأنه كان «يعمل لمصلحة حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ويواصل محاولة الترويج لهجمات ضد إسرائيل في الضفة الغربية».

وجاءت الضربة التي تأتي في سياق زيادة وتوسّع حدة المواجهات الدائرة بين إسرائيل و«حزب الله» بموازاة حرب غزة، بعد يومين من حديث مصدر رفيع بـ «فيلق القدس» الإيراني لـ «الجريدة» عن نجاح «الحرس الثوري» وحلفائه في تهريب أسلحة إلى الضفة الغربية، وتخطيطهم لفتح مسارات لنقل أسلحة ثقيلة إلى هناك لمفاجأة إسرائيل من المناطق الداخلية في حال اندلاع حرب كبرى تشمل جبهات لبنان والعراق واليمن والجولان السوري.

تهديد وأولويات

وفي ظل ترقّب لردّ طال انتظره على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، الذي قضى على إثره رئيس أركان «حزب الله» فؤاد شكر، جدد سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير إيرواني، الوعيد بالثأر لاغتيال رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية في قلب طهران.

وقال إيرواني، في تصريحات أمس: «يجب أن يكون للرد الإيراني نتيجتان واضحتان، الأولى، يجب معاقبة المعتدي بتهمة الاغتيال وانتهاك السيادة الوطنية الإيرانية، والثانية يجب أن تعزز قوة الردع الإيرانية، ما يتبعه ندم عميق لهذا الكيان لمنع أي عدوان في المستقبل».

لكنّ إيرواني أشار في الوقت نفسه إلى أنه «يجب أن يتجنب رد إيران أي تأثير سلبي محتمل على وقف إطلاق نار محتمل في غزة، ومن المحتمل أن يكون رد إيران في الوقت المناسب والشروط وبالطريقة الأقل توقّعاً من قبل هذا الكيان الإسرائيلي». وأفادت «وول ستريت جورنال» بأن إيران وضعت 3 محاور رئيسية لردها على اغتيال هنية.

وأشارت إلى أن طهران تنظر إلى التهديد بشن هجوم مباشر على الدولة العبرية باعتباره وسيلة ضغط لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار بغزة.

كما نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن إيران لا تريد التدخل في محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر بين إسرائيل و»حماس»، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الاتفاق من شأنه أن يمهّد الطريق أمام واشنطن لتقليص وجودها العسكري المتزايد في الشرق الأوسط، وهو ما يشكل أولوية بالنسبة لطهران.

نهاية وانهيار

وبينما أنهى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة إقليمية، هي التاسعة من نوعها منذ اندلاع حرب غزة، قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن الاتفاق الذي يهدف إلى إنهاء القتال «على وشك الانهيار»، مع عدم وجود اتفاق بديل واضح يمكن طرحه.

وقال بلينكن، قبل مغادرته الدوحة إلى واشنطن، إن الاتفاق «يجب إنجازه في الأيام المقبلة، وسنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك»، في إشارة إلى جولة مرتقبة من المباحثات ستستضيفها القاهرة بغضون أيام في محاولة لتسوية النقاط العالقة بشأن الصفقة المطروحة التي رفضتها «حماس»، في ظل تمسّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدة نقاط في مقدمتها عدم التعهد بوقف شامل للنار والانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتسريم.

في السياق، شدد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، على ضرورة وقف حرب غزة لمنع تصاعد العنف إقليميا، كما أكد ضرورة وقف كل الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية، والانتهاكات للوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس المحتلة، محذراً من خطورة هذه الإجراءات التي تقتل كل فرص تحقيق السلام.

وأمس، كشفت هيئة البث العبرية أن الاجتماع بين بلينكن ونتنياهو، «لم ينجح في تقليص الفجوات ولم يحرز تقدماً بشأن صفة تبادل المحتجزين»، رغم التصريحات الأميركية المتفائلة بإمكانية إبرام اتفاق التبادل والهدنة.

وتزامن ذلك مع مطالبة الجيش الإسرائيلي لسكان مناطق دير البلح، وسط غزة، بمغادرة منازلهم وتقليص المنطقة الآمنة بها لشنّ عملية عسكرية فورية، فيما أعلنت «كتائب حماس» قتل وإصابة جنود إسرائيليين في تفجير فتحة نفق مفخخة شمال مدينة خان يونس.

وأفادت السلطات الصحية بمقتل 13 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، بغارات إسرائيلية استهدفت عدة مناطق في مدينة خان يونس.

back to top