في اليوم الثاني لمؤتمره الوطني المنعقد في شيكاغو، اعتمد الحزب الديموقراطي ليل الثلاثاء- الأربعاء رسمياً نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مرشحة له لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في 5 نوفمبر المقبل ضد المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
ومع تقدمها قليلاً على ترامب في استطلاعات الرأي، وتمكنها من جمع مبلغ مالي غير مسبوق يعكس حماس المتبرعين لها، تعهدت هاريس، التي ستختتم مؤتمر حزب الديموقراطي مساء اليوم بكلمة رئيسية، بأن تقاتل بقوة في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية، وحثت أنصارها على الاستعداد لـ «سباق متقارب».
وشهد اليوم الثاني للمؤتمر تقديم الرئيس الأسبق باراك أوباما وزوجته ميشيل تأييداً حماسياً لهاريس ونائبها تيم والز.
وفي خطاب حيوي زاد من «حمى هاريس» التي تجتاح مندوبي الحزب، قال أول رئيس أميركي أسود: «أميركا جاهزة لفصل جديد، ولقصة أفضل، ونحن جاهزون لرئاسة كامالا هاريس».
وأضاف «نعم، يمكنها ذلك»، في استعادة للشعار الذي أوصله للبيت الأبيض وأدخله التاريخ قبل 16 عاماً. ووجه أوباما انتقادات لاذعة لترامب قائلاً «لدينا ملياردير في الثامنة والسبعين لم يتوقف عن الشكوى منذ نزوله من مصعده الذهبي قبل 9 سنوات، وازدادت سوءاً الآن لأنه يخشى الخسارة أمام كامالا»، مشيراً الى هوس ترامب بحجم تجمعات هاريس و»الألقاب الطفولية» التي يطلقها على خصومه.
وأضاف: «لسنا بحاجة إلى 4 سنوات أخرى من التصريحات الجوفاء والتخبط والفوضى. شاهدنا هذا الفيلم، ونعلم أن التكملة عادة ما تكون أسوأ».
وشدد أوباما على أن «التاريخ سيتذكر بايدن كرئيس بارز دافع عن الديموقراطية في لحظة من الخطر الكبير».
وفي كلمتها، أكدت ميشيل أوباما، التي تتصدر قائمة أمنيات الديموقراطيين كرئيسة مستقبلية، أن «هاريس أكثر من جاهزة لهذه اللحظة».
وحذرت السيدة الأولى السابقة من أن ترامب سيحاول تشويه هاريس، مثلما فعل «كل ما في وسعه لمحاولة جعل الناس يخافون منا»، في إشارة إليها وزوجها الذي تولى الرئاسة من 2009 إلى 2017.
وأضافت وسط تصفيق حار «نظرته المحدودة والضيقة للعالم جعلته يشعر بالتهديد من وجود شخصين مجتهدين ومتعلمين عالياً وناجحين، وكانا أيضاً من السود». وسألت متهكمة: «من سيخبره أن الوظيفة التي يبحث عنها حالياً قد تكون مجرد واحدة من تلك الوظائف المخصصة للسود؟»، لينفجر الحشد في الضحك.
وتضمن اليوم الثاني كلمات لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزوج هاريس دوغ إمهوف الذي قد يحصل على لقاب «الرجل الأول» للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة والسيناتور اليساري بيرني ساندرز وغيرهم من المسؤولين الديموقراطيين يمثل بعضهم ولايات حاسمة بالسباق، فيما سيكون والز المعروف بخطاباته الحماسية نجم اليوم الثالث إلى جانب الرئيس السابق بيل كلينتون.
وخارج مقر المؤتمر، تحولت تظاهرة قرب القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو إلى أعمال عنف لفترة وجيزة بعد أن انفصلت مجموعة من نحو 50 شخصاً عن الاحتجاج الأكبر، وحاولت اجتياز حاجز للشرطة.
وطغت الاحتجاجات على الدعم الأميركي لعدوان إسرائيل على غزة على المؤتمر، لكن معظم المتحدثين تجنبوا الموضوع، باستثناء ساندرز، الذي قال للحضور «يجب أن ننهي هذه الحرب المروعة، ونعيد الرهائن إلى ديارهم ونطالب بوقف إطلاق النار الفوري».
جاء ذلك، فيما أكدت مصادر أن حملة هاريس جمعت قرابة 500 مليون دولار وهو مبلغ مالي غير مسبوق يعكس حماس المتبرعين لدخولها البيت الأبيض.
وجمعت هاريس 200 مليون دولار بأول أسبوع و310 في يوليو، ليتجاوز إجمالي ما جمعته مع بايدن قبل انسحابه مليار دولار، وهو أسرع تجاوز لعتبة التبرعات هذه في التاريخ.
في المقابل، وسعياً لتحويل انتباه الإعلام عن المؤتمر الديموقراطي، ينظم ترامب لقاءات انتخابية طوال الأسبوع الحالي، وزار بولاية ميشيغان أمس بلدة هاويل، التي يقطنها 10 آلاف شخص وينشط فيها العنصريون البيض، وتحدث فيها عن «الجريمة والسلامة».
ورغم تحذيرات الاستخبارات، عقد ترامب أمس بولاية كارولاينا الشمالية أول تجمع انتخابي له في الهواء الطلق منذ تعرضه لمحاولة اغتيال قبل شهر في بنسلفانيا.
وفي تجمع في هاول بولاية ميشيغان حمل على ما أسماه «موجة جرائم كامالا». وقال محاطاً بعناصر شرطة وآلياتهم «لا يمكن للمرء عبور الطريق لشراء الخبز إلا ويتعرض لإطلاق نار»، مدعياً أن الجرائم العنيفة ارتفعت بنسبة 43%.
إلى ذلك، يفكر المرشح المستقل روبرت إف. كينيدي الابن في إنهاء حملته من أجل الانضمام إلى ترامب. وقالت نائبته المحتملة نيكول شاناهان إنها وكينيدي بصفتهما مستقلين قد يحظيان بدعم الناخبين المحتملين لترامب وهو ما سيفسح الطريق أمام هاريس ووالز للفوز، مضيفة: «قد ننسحب الآن وننضم لترامب».
وكتب كينيدي، في بيان أمس الأول: «أنا على استعداد للتحدث مع زعماء أي حزب سياسي لتحقيق أهداف سعيت لأجلها لمدة 40 عاماً خلال مسيرتي المهنية وفي هذه الحملة».