نتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للجامعة العربية وللعم حسنين البواب على شجبهما واستنكارهما وإدانتهما للمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق المواطنين الغزاويين العزّل، وجزاهما الله خيراً ولا أراهما الله مكروهاً في عزيز.

وللعلم العم حسنين البواب لا يقل خبرة عن محللي الحرب الذين يظهرون على القنوات الفضائية وهم لا يرتدون ربطة عنق ويهذرون بخلاف المشهد على أرض الواقع، وكأن الجيش الإسرائيلي على وشك الهزيمة أو الاستسلام، فهؤلاء تجار الحكي من المحللين يمارسون التضليل الإعلامي المفضوح، وما يقولونه مخالف للواقع والمنطق، فجيش الاحتلال الأقوى عدة وعتاداً شئنا أم أبينا، وهو صاحب السطوة وفارض هيمنته على أرض المعركة، والدليل أن إيران تراجعت عن تهديدها بتدمير إسرائيل، فهي تعلم جيداً أنه لا طاقة لها بإسرائيل وحلفائها.

Ad

في إحدى المرات وبالصدفة وهي خير من ألف ميعاد، التقيت بالعم حسنين البواب فقال لي: «خدها نصيحة يبني من راجل عجوز حضر الحروب العربية سيبك من السياسة وهمها، واكتب عن الحب والحاجات الحلوه دي، أصل السياسة أعداءها كتير ومحدش يرضى عليك حتى لو جاملت متصدقش السياسيين لأن أغلبهم مشاعره ووسطه تهتز على أغنية (ليك الواوا بوس الواوا خلي الواوا يصح) ولا تتأثر لأشلاء شهداء غزة»، فرددت عليه وقلت: «برضو الكتابة عن الحب تجيب عداوات وتودي بستين داهية، والكتابة عن العواطف وأخواتها تحتاج إلى خبرة وأنا غلبان مليش بالسكة دي».

ولهذا عندما أكتب عن غزة لأنه الحدث الأهم والأبرز على الساحة السياسية، والغزاويون إخوة لنا يتعرضون لإبادة جماعية ونحن لا حول لنا ولا قوة، وحينما انتقد «حماس» لأني مطلع على أحوال الغزاويين قبل عملية طوفان الأقصى وما حل بهم بعد العملية، فسياسة الغرور والعنجهية التي تسيطر على عقول قادة حماس جعلت العالم يتخلى عنهم، وهذا ما اقترفته أيديهم، فيجب عليهم الآن أن يقدموا التنازلات التي يتحلى بها الشجعان الحكماء العقلاء لإنقاذ ما تبقى من الغزاويين.

ثم أما بعد،

الكتاكيت الذين يتهموننا بـ «المنافقين والمثبطين والمرجفين» وأننا ضد «حماس» ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي نذكِّرهم: عشرة أشهر والعدوان الإسرائيلي مستمر، فخلَّف خمسين ألف شهيد وجثثاً مازالت تحت الأنقاض وآلاف المصابين وأطفالاً أيتاماً، كل هذا الدمار ببركة عملية طوفان الأقصى.