خلافات «حزب الله» وباسيل تضعفهما وخصومهما عاجزون عن استغلالها
وصل حجم التوتر بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحرّ» الى مستوى غير مسبوق منذ تحالفهما عام 2006، بسبب خلافات أبرزها الانتخابات الرئاسية، وتفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال ومجلس النواب.
وطالب حزب الله، زعيم التيار الوطني، جبران باسيل، بدعم خيار ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لكنّ باسيل يرفض ذلك، واستفز الحزب بالتلويح باعتماد اللامركزية المالية والإدارية الموسعة وتطبيقها على الأرض في حال لم يكن متاحاً تطبيقها وفق القوانين.
وتقول مصادر متابعة إن الطرفين غير قادرين على الانفكاك عن بعضهما، فكلاهما بحاجة إلى الآخر، وبغضّ النظر عن التباين القائم حالياً، فإنه في نهاية المطاف سيعودان إلى مظلة التحالف.
في المقابل، يبدو أن خصوم الحزب و»التيار» غير راغبين أو غير قادرين على القيام بأي خطوة سياسية تستغل التباين بينهما وتراهن عليه لفرض واقع سياسي جديد.
الى ذلك، يدرس «التيار الوطني» سبل الرد على مشاركة حزب الله في جلسة الحكومة التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رغم معارضة باسيل.
ومن بين الخيارات المتاحة، ألّا يلتزم نواب «التيار» بالاقتراع في جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية المقررة اليوم بالورقة البيضاء، مما سيقلّص كتلة النواب الداعمين لحزب الله بشكل ملحوظ. أمّا الخيار الثاني، فيتمثل بإمكانية تجيير باسيل عددا من أصوات كتلته لمصلحة ميشال معوض، (مرشح خصوم الحزب)، وبذلك يردّ بشكل مباشر على تمسّك حزب الله بفرنجية.
وتستبعد مصادر أخرى لجوء باسيل الى هذه الخطوة، وترى أن موقفه يشبه موقف شخص يمتلك رصاصة واحدة في مسدسه، ولا يمكنه استخدامها، لأنه سيفقد كل شيء.
وبغضّ النظر عن كيفية تصويت نواب «التيار» اليوم، فقد أرسل باسيل رسالة واضحة ومباشرة وقطعية لحزب الله بأنه يرفض دعم انتخاب فرنجية، وأنه لا يمكن إعادته إلى بيت الطاعة بهذه الطريقة في المقابل، فيما لا يزال متريثاً ورافضاً للسير بخيار انتخاب قائد الجيش جوزيف عون.
وسيؤدي الخلاف بين الحليفين إلى إضعاف قدرة باسيل على المناورة وإضعاف قدرة الحزب على فرض الرئيس الذي يريده، مما سيرتد سلباً على الطرفين. ومن هنا ستكون الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس اليوم امتحاناً جديداً للعلاقة بينهما من المفترض أن تظهر نتائجه في التصويت.