عشية اختتام التجمع الديموقراطي الكبير في مدينة شيكاغو بخطاب تاريخي أعلنت فيه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس قبولها ترشيح الحزب رسمياً لخوض الانتخابات ضد خصمها الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب في 5 نوفمبر المقبل، أكد الرئيس الأسبق بيل كلينتون دعمه لها، مشدداً على أنها أفضل من يقود الولايات المتحدة نحو مستقبل أفضل لما تمتلكه من رؤية وخبرة وعزيمة.

وفي ختام 4 أيام من الاحتفال، تعتلي هاريس اليوم مسرح المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي، لتحظى بأكبر فرصها للتأثير على الناخبين.

Ad

وفي حين أن المؤمنين بالحزب الديموقراطي يشعرون بالوحدة والقوة في ظل حملتها، فإن المهمة الرئيسية لهاريس للمضي قُدماً تكمن في إقناع المعتدلين وغيرهم من الناخبين المترددين، وأيضاً الجمهوريين «المتمرّدين» على ترامب وقادة حزبهم.

وفي اليوم الثالث من مؤتمر الحزب الديموقراطي، الذي شهد إعلان حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز قبوله رسمياً ترشيحه ليكون نائباً لهاريس، شدد كلينتون على أن ترشح هاريس قرار صحيح، معتبراً أن قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من السباق «سيعزز من إرثه السياسي».

وقال كلينتون: «علينا اختيار رئيس يقدم لأجيالنا مستقبلاً أفضل، ويضمن لنا الاستقرار والحرية والرفاهية»، محذرا من أن ترامب «لا يزال يريد تقسيم الشعب وخلق الفوضى في كل المناحي».

وسخر كلينتون من عمر ترامب (78 عاماً) قائلاً: «منذ يومين، بلغت 78 سنة، وأنا أكبر رجل بعائلتي المكونة من 4 أجيال، وغروري الوحيد الذي أريد تأكيده أنني ما زلت أصغر من ترامب»، الذي إذا فاز فسيكون أكبر رئيس سنًا عند أداء اليمين بعمر 78 عامًا و219 يومًا، متجاوزًا الرقم القياسي لبايدن 78 عاماً و61 يوماً.

الأثرياء والمتمرّدون

بدوره، أعلن والز قبوله ترشيح الحزب ليكون نائباً، واستعرض مسيرته المهنية والسياسية وعضويته في «الكونغرس» وحاكماً لمينيسوتا، مشيرا إلى أنه لم يكن يمانع العمل مع الحزب الجمهوري من أجل المصلحة المشتركة.

وإذ أشاد ببايدن «لقيادته التاريخية والقوية»، حذّر والز من أن ترامب سيعمل على «أجندة لم يردها أي شخص ولا تخدم أحدا سوى الأثرياء والأشخاص الأكثر تطرفاً».

وشهدت الليلة الثالثة من ليالي المؤتمر، التي عقدت تحت شعار «معركة من أجل حريتنا»، خطابات لشخصيات بارزة، منها رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديموقراطية في المجلس، حكيم جيفريز، وكيث أليسون الذي كان أول مسلم ينتخب لعضوية «الكونغرس».

ووسط تحذيرات الديموقراطيين من أن ترامب «يهدد» الحريات، دعت مجموعة من الجمهوريين «المتمرّدين» إلى التصويت لمصلحة هاريس.

وعارض الكثير من الجمهوريين نهج الرئيس السابق منذ دخوله الساحة السياسية، غير أن مؤتمر الحزب الديموقراطي قدم لهم منصة غير اعتيادية للتعبير عن آرائهم.

وقال النائب السابق لحاكم ولاية جورجيا، التي سعى فيها ترامب إلى قلب نتائج الانتخابات في 2020، جيف دانكن «سأكون واضحا أمام أصدقائي الجمهوريين الذين يشاهدونني في منزلهم، التصويت لهاريس لن يجعل منكم ديموقراطيين، بل وطنيين». وأضاف أنه يخاطب ملايين الجمهوريين والناخبين المستقلين «الذين سئموا اضطرارهم لإيجاد أعذار» على تصريحات ترامب وتصرفاته.

ورأى جيف دانكن، أنّ الملياردير ترامب (78 عاما) الذي أُدين جنائيا، كما خضع مرّتين لإجراءات «عزل»، يشكّل «تهديدا مباشرا للديموقراطية». وقال: «في الآونة الأخيرة، بات حزبنا أشبه بطائفة، طائفة تبجل مجرماً».

منشقون

كذلك ألقى رئيس بلدية مدينة ميسا في ولاية أريزونا، جون جايلز، الذي يصف نفسه «جمهورياً منذ فترة طويلة» خطاباً لم يوفر فيه ترامب. وقال إن الحزب الجمهوري «خُطف من قبل متطرفين وتم تحويله إلى طائفة»، مضيفا أن «حزب البطل جون ماكين»، السيناتور السابق «لم يعد موجوداً».

وبثّ منظمو المؤتمر مقطع فيديو لناخبين سابقين لترامب يشرحون فيه السبب وراء اختيارهم التصويت لهاريس في الانتخابات الحالية. وقال ريتش لوجيس من فلوريدا «ارتكبت خطأ فادحا»، مضيفا «لكن لم يفت الأوان لتغيير رأيي».

وتحدثت أمام المؤتمر أيضا المستشارة السابقة لنائب الرئيس مايك بنس لشؤون مكافحة الإرهاب، أوليفيا ترويي، كذلك سيفعل النائب الجمهوري السابق آدم كيزينغر، الذي يعارض ترامب منذ البداية.

ويعتبر الرئيس السابق أنّ هؤلاء الجمهوريين «خونة للقضية». مع ذلك، استبعد مستشاره خلال حملة 2016 ديفيد أوربان أي تأثير جوهري لتصريحات هؤلاء الجمهوريين على الناخبين. لكنّه أقر في حديث لمحطة سي إن إن، أنّ خطاب دانكن «قد يمنح الإذن للناخبين للتصويت لهاريس» في ولايته جورجيا.

حرب عالمية

وفي أول تجمعاته بالهواء الطلق منذ تعرّضه لمحاولة اغتيال قبل شهر، شنّ ترامب هجوماً على هاريس، ومن خلف الزجاج المقاوم للرصاص اتّهمها بأنها «أكثر شخص يساري متطرف» يدخل السباق الرئاسي، محذراً من أن «ملايين الوظائف ومدخرات حياة الأميركيين ستختفي فجأة» إذا فازت بالانتخابات.

وحذّر قطب العقارات الحشد في ولاية كارولاينا الشمالية من أنّه «إذا فازت الرفيقة كامالا، فمن شبه المؤكد أننا سنشهد حربا عالمية ثالثة». وأضاف: «في جميع أنحاء العالم، كان خصومنا يعلمون أنه لا يمكن الاستخفاف بأميركا عندما كنت القائد الأعلى» للقوات المسلحة.

ووسط تكهنات متزايدة عن احتمال انسحابه لمصلحة ترامب، سيلقي المرشح المستقل روبرت كينيدي اليوم خطابا رئيسيا في فينيكس، بولاية أريزونا، يعلن فيه إلى الأمة مباشرة عن اللحظة التاريخية الحالية ومساره المستقبلي».