اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أوكرانيا بمحاولة ضرب المحطة النووية في مدينة كورسك، في وقت تفقد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قواته التي تشن هجوماً واسع النطاق داخل روسيا منذ أكثر من أسبوعين.

وقال بوتين، خلال اجتماع مع أعضاء حكومته وحكام المناطق المحاذية لأوكرانيا، «حاول العدو ضرب المحطة النووية خلال الليل، وتم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

Ad

ووسط تحذيرات موسكو منذ عدة أيام من «خطر» وقوع كارثة نووية في كورسك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مديرها العام رافايل غروسي سيزور «الأسبوع المقبل» المحطة الواقعة على مسافة 50 كلم من منطقة المعارك الطاحنة بين القوات الروسية والأوكرانية، داعية إلى «أقصى درجات ضبط النفس لتفادي حادث نووي تتأتى عنه عواقب إشعاعية خطيرة».

من جانبه، أعلن زيلينسكي أنه زار منطقة سومي الأوكرانية الحدودية مع كورسك الروسية، والتقى رئيس الأركان أولسكندر سيرسكي، ورئيس الإدارة العسكرية للمنطقة، وأكد أن قواته سيطرت على بلدة أخرى، و«عززت صندوق التبادل»، وهو ما يعني أنها أسرت المزيد من الجنود لاستخدامهم في عمليات تبادل مستقبلية.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن أهداف الهجوم تشمل إقامة «منطقة عازلة» في الأراضي الروسية، والمساهمة في إنهاء الحرب بشروط «عادلة»، واستنزاف القوات الروسية.

وفي ظل التوغل الأوكراني المستمر، ذكر القائم بأعمال حاكم كورسك أليكسي سميرنوف أن السلطات الروسية بدأت تركيب أماكن إيواء خرسانية في مواقع مزدحمة، من بينها 60 محطة حافلات وأماكن إيواء مشابهة في بلدتين أخريين لحماية المدنيين.

ومع استمرار الجيش الروسي في تحقيق مكاسب مطردة بمنطقة دونباس، قال الرئيس الأوكراني إنه ناقش «الخطوات المتخذة لتعزيز الدفاع تجاه توريتسك وبوكروفسك».

وفي تقدم جديد شرق أوكرانيا، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنه «بفضل التحركات الناجحة لتجمع قوات الوسط تم تحرير بلدة ميجوفيه» للتقدم إلى مسافة 10 كلم من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، التي طلب من سكانها الإخلاء.

وأفاد مصدر في الاستخبارات الأوكرانية بأنه تم قصف مطار مارينوفكا في منطقة فولغوغراد، مشددا على أن «كل عملية تقلل من تفوق روسيا الجوي وتحد بشكل كبير من قدرات طائراتها».

من جهته، قال حاكم فولغوغراد أندريه بوشاروف إن طائرة مسيرة أسقطتها الدفاعات الجوية تسببت في اندلاع حريق «في منشأة تابعة لوزارة الدفاع».

وقبيل زيارة تاريخية لأوكرانيا، شدد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال توقفه أمس في بولندا، على أنه «لا يمكن حل» أي نزاع «في ساحة المعركة»، داعياً إلى سلوك طريق «الحوار والدبلوماسية».

وخلال لقائه نظيره البولندي دونالد توسك، قال أول رئيس وزراء هندي يزور أوكرانيا: «نؤيد الحوار والدبلوماسية لإعادة إحلال السلام والاستقرار بأسرع ما يمكن. والهند مستعدة في هذا السبيل لتقديم كل المساهمات الممكنة مع الدول الصديقة».

من جانبه، أبدى توسك ارتياحه لعزم مودي، الذي امتنع عن إدانة هجوم روسيا على أوكرانيا، على الالتزام شخصياً «من أجل نهاية سلمية وعادلة وسريعة للحرب».

وقال: «الهند يمكنها لعب دور في غاية الأهمية والإيجابية، ما يضفي أهمية على هذا التصريح، لا سيما أن رئيس الوزراء سيتوجه إلى كييف بعد 12 ساعة في زيارة يمكن أن ترتدي أيضا طابعا تاريخيا»، وأكد أن «التاريخ علم بلداننا أهمية احترام القواعد والحدود ووحدة الأراضي».