إيران: أول إعدام لمحتج... ووفاة مُريبة لوزير مستقيل

• رئيسي يرد على خاتمي: نلنا حريتنا قبل 44 عاماً
• طيران مرتبط بـ «الحرس» يحط في بيروت

نشر في 08-12-2022 | 11:12
آخر تحديث 08-12-2022 | 20:04
تظاهرة لإيرانيين مؤيدين للملكية في لاهاي (أ ف ب)
تظاهرة لإيرانيين مؤيدين للملكية في لاهاي (أ ف ب)
نفذت السلطات الإيرانية أول حكم إعدام بحق شخص شارك في الاحتجاجات التي تهز البلاد منذ سبتمبر الماضي، بعد إدانته بجرح عضو من «الباسيج»، في حين انتقد الرئيس إبراهيم رئيسي ضمناً دعوة سلفه الإصلاحي محمد خاتمي إلى تأييد شعار الحراك الشعبي «الحرية المرأة الحياة».
في أول حالة إعدام مرتبطة بالاحتجاجات المتواصلة منذ نحو ثلاثة أشهر في الجمهورية الإسلامية، أعدمت السلطات الإيرانية، اليوم، رجلاً تمت إدانته بجرح عنصر من قوات «الباسيج» بسكين بالإضافة إلى إدانته بتهمة «شن الحرب على الله وبإثارة الرعب وحرمان الناس من الحرية والأمن».

وذكرت وكالة أنباء إرنا الرسمية، أن «محسن شكاري، مثير الشغب الذي قطع شارع ستار خان بطهران في 25 سبتمبر وطعن عنصراً من الباسيج في كتفه اليسرى، أُعدم شنقاً صباح الخميس بعد إدانته بجريمة الحرابة».

واعتقل شكاري في الثالث من أكتوبر وحكم عليه بالإعدام في 10 نوفمبر الماضي، بعد محاكمة سريعة وصفتها منظمة حقوق الإنسان الإيرانية المعارضة بأنها صورية، ولم تستند إلى أي إجراءات قانونية.

وفور الإعلان عن تنفيذ الإعدام، أعربت عدة عواصم غربية في مقدمتها باريس وبرلين ولندن وواشنطن إدانتها للخطوة.

ونددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بـ «ازدراء النظام الإيراني الذي لا حدود له للإنسانية»، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجوندر إنّ «عملية الإعدام تأتي لتُضاف إلى انتهاكات أخرى خطيرة وغير مقبولة».

وفي وقت تسعى سلطات طهران للسيطرة على الاحتجاجات والاضطرابات التي تعم البلاد، أعلن رئيس السلطة القضائية في مدينة شيراز، عن حكم بإعدام 5 متهمين في الهجوم المسلح، الذي استهدف مرقد «شاه جراغ»، في المدينة أواخر أكتوبر الماضي.

وفاة غامضة

في غضون ذلك، أعلنت سلطات طهران وفاة القائد السابق في «الحرس الثوري» وزير النقل وإعمار المدن المستقيل، الجنرال رستم قاسمي، «بعد معاناة من المرض».

لكن الإعلان الرسمي أثار تكهنات حول طبيعة الوفاة المريبة للوزير (58 عاماً)، الذي أجبر على الاستقالة أواخر نوفمبر الماضي، بطلب من الرئيس رئيسي، بعد تسريب صورة له مع امرأة من دون حجاب خلال زيارة له إلى ماليزيا عام 2011. وقبل أن يتولى قاسمي منصب وزير النقل في عهد رئيسي، كان يتولى منصب مستشار الشؤون الاقتصادية لـ «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» وأحد كبار المسؤولين الذين يتولون مسؤولية تأمين الأموال للفيلق المسؤول عن العمليات الخارجية.

رئيسي وخاتمي



في هذه الأثناء، رفض الرئيس الإيراني، ضمناً تأييد الرئيس الأسبق محمد خاتمي لشعار «الحراك الشعبي» المطالب بالتغيير، «الحرية، النساء، الحياة» ودعوته لأركان السلطة بالبحث عن مكامن الأخطاء في نظام الحكم قبل فوات الأوان.

وقال رئيسي في تصريحات اليوم: «إن الأعداء يريدون إحداث انحراف في المجتمع. وأضاف رداً على هتافات المحتجين المطالبة بالحرية: «شعب إيران لا ينخدع بشعار الحرية الذي يردده الأعداء، لأنه نال الحرية عام 1979 ولن تضيع هذه الحرية أبدًا». وحذر رئيسي من «محاولات البعض الذين يعملون على إرباك مسيرة التقدم داخل البلاد، بما في ذلك منع الشباب من التحصيل الدراسي وعرقلة نشاط المنتجين للحيلولة دون تقدم البلاد».

وادعى الرئيس الإيراني أن العقوبات الأميركية فشلت وقال إن صادرات إيران النفطية الحالية تخطت حجم الصادرات في مرحلة ما قبل إعادة العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، بعد انسحابه من الاتفاق النووي.

فنزويلا وأميركا

في السياق، نقلت منصة «إيران إنترناشيونال» المعارضة عن مصادر دبلوماسية غربية أن «النظام الإيراني دخل في مفاوضات مع فنزويلا، تزامناً مع مواصلة القمع الدموي في الداخل من أجل إيواء مسؤولي طهران وعائلاتهم إذا تفاقم الوضع في البلاد وزاد احتمال الإطاحة» بهم. وبحسب هذا الخبر، قام 4 مسؤولين رفيعي المستوى من النظام الإيراني بزيارة فنزويلا في منتصف أكتوبر الماضي، وطلبوا من البلد الواقع في أميركيا الجنوبية السماح لكبار المسؤولين الإيرانيين وعائلاتهم باللجوء إلى كراكاس في حالة وقوع «حادث مؤسف في إيران».


وجاء ذلك في وقت وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي على مشروع الحزبين الجمهوري والديموقراطي لدعم المحتجين الإيرانيين وتكثيف العقوبات ضد مسؤولي النظام الإيراني المشاركين في قمع المتظاهرين.

ومن بين أهداف هذا المشروع منع النظام الإيراني من الحصول على أدوات التعرف على الوجه من الشركات الصينية وإعطاء الأولوية لوصول الشعب الإيراني إلى الإنترنت والاتصالات الرقمية وتزويد المتظاهرين بأدوات للتعامل مع الرقابة الحكومية والقمع. كما يطالب المشروع المجتمع الدولي بزيادة دعمه للمتظاهرين الإيرانيين وفرض عقوبات تتعلق بحقوق الإنسان ضد طهران.

في موازاة ذلك، نشرت مجلة تايم الأميركية تقريراً أشارت فيه إلى تظاهرات النساء، وانضمام الطالبات الإيرانيات إلى الاحتجاجات، ومكافحتهن للحرية وحقوقهن، واختارت النساء الإيرانيات «أبطال عام 2022».

طيران «الحرس»

على صعيد آخر، كشفت مصادر لـ «العربية/ الحدث» أن شركة طيران «معراج» الإيرانية المرتبطة بـ «الحرس الثوري» تسيّر رحلات لمطار بيروت. وبينت أن رحلات الشركة الإيرانية إلى لبنان قد تنقل أسلحة ومعدات حساسة لـ «حزب الله»، مشيرة إلى مخاوف من أن استغلال مطار بيروت في نقل أسلحة إيرانية للبنان سيضر الاقتصاد اللبناني.

كما أشارت المصادر إلى أن أول رحلة لـ «معراج» الإيرانية إلى مطار بيروت كانت في 14 نوفمبر الماضي. ولفتت إلى أن إسرائيل تخشى انضمام مطار بيروت إلى مسار تهريب الأسلحة من إيران للبنان.

وقالت المصادر إن رحلات الشركة الإيرانية تهبط بشكل أسبوعي في مطار دمشق الدولي.

وكانت إسرائيل قد اتهمت «حزب الله» بنقل أسلحة من إيران إلى لبنان عبر «رحلات مدنية» هبطت في مطار دمشق الدولي الذي تعرض لعدة ضربات إسرائيلية على مدار الأشهر الماضية.

back to top