«الوطني للثقافة» يوقع مذكرة تفاهم مع الصندوق الدولي للمعالم في نيويورك
الجسار: صون تراث فيلكا خطوة نحو السياحة الثقافية في الجزيرة
في إطار تعزيز الوجود الفعَّال للكويت في لجنة التراث العالمي بمنظمة «يونسكو»، وقَّع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في نيويورك، يوم 22 الجاري، مذكرة تفاهم مع الصندوق الدولي للمعالم، للتعاون بشأن التخطيط لترشيح المشهد الثقافي لجزيرة فيلكا على قائمة «يونسكو» للتراث العالمي.
شهد توقيع المذكرة الأمين العام للمجلس د. محمد الجسار، وسفيرة الكويت بالولايات المتحدة الأميركية الشيخة الزين الصباح. وضم الوفد المرافق للجسار كلاً من الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف محمد بن رضا، ومدير إدارة الاتصال والإعلام يوسف الجمعان، والمشرفة على ملف فيلكا م. زهراء علي حسين، والمراقبة المالية فاتن الرياحي، ومسؤولة العلاقات العامة والإعلام أريج الحمدان.
وعلى هامش توقيع المذكرة، أدلى د. الجسار بتصريح قال فيه: «نظراً للدور الكبير الذي تمثله جزيرة فيلكا في مجال التراث الثقافي العالمي، وبالإشارة إلى تقرير البعثة العلمية المفوضة من لجنة التراث العالمي في (يونسكو) لدراسة الملف التمهيدي لمنطقة سعد وسعيد بجزيرة فيلكا المقدَّم من (الوطني للثقافة)، والتحقق من مدى انعكاس القيمة العالمية الاستثنائية على الموارد الثقافية والطبيعية في الجزيرة، أتت توصية البعثة العلمية للإيكوموس بضرورة تسجيل المشهد الثقافي لجزيرة فيلكا بشكل متكامل، عوضاً عن التركيز على جانب الآثار».
فرصة استثنائية
وأضاف الجسار أنه نظراً لما لاتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لسنة 1972، التي صادقت عليها الكويت عام 2002، من أهمية كبيرة على المستوى الاستراتيجي والدبلوماسي، والتي لها أن تعزز في حال تطبيق بنودها دور الكويت الريادي في المنظومة الدولية، تماشياً مع ركائز رؤية كويت جديدة 2035، والتي تنص على تعزيز مكانة الكويت إقليمياً ودولياً، فإن ترشيح المشهد الثقافي لجزيرة فيلكا على قائمة التراث العالمي فرصة استثنائية لإبراز عراقة التاريخ والتراث على أرض الكويت، والتزام الدولة بالاتفاقيات الدولية المعنية بصون تراث الإنسانية.
خطوة استباقية
ولفت الأمين العام إلى أن صون التراث على أرض الجزيرة يُعد خطوة استباقية نحو السياحة الثقافية المستدامة في جزيرة فيلكا، باعتبارها أطروحة بديلة لمستقبل تطوير الجزيرة، متضمنة نهجاً يحافظ على روح الجزيرة، ويضعها على الخريطة العالمية، ونموذج لسياحة متوازنة، ويعزز دور الجزيرة لتكون محركاً للدبلوماسية الثقافية الداعمة للمنظومة الاقتصادية الشمالية.
محط التقاء الحضارات
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف محمد بن رضا، إن برنامج استراتيجية مذكرة التفاهم جاء بناءً على توصية المجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس) في عام 2018.
وأكد بن رضا الدور الكبير الذي تمثله جزيرة فيلكا في مجال التراث الثقافي العالمي، لاحتوائها على مواقع أثرية، علاوة على مواصلة بعثات التنقيب الأجنبية عن الآثار في فيلكا عملها الدؤوب في محاولة جادة لتدوين تاريخ الجزيرة ومراحل استيطانها، باعتبارها موقعاً أثرياً ومحط التقاء الحضارات والثقافات.
القيمة العالمية الاستثنائية
وفي السياق، أعربت رئيسة منظمة الصندوق الدولي للمعالم بيندكت دي مونتلور عن سعادتها بتوقيع المذكرة بين الجانبين، لافتة إلى أن تلك الخطوة تُعد المشروع الأول للمنظمة في الكويت لإبراز القيمة العالمية الاستثنائية للموارد الثقافية والطبيعية في الجزيرة.
ويُعد الصندوق الدولي للمعالم، الذي أسس عام 1965، منظمة مستقلة رائدة ومكرسة للحفاظ على العمارة التاريخية ومواقع التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم لبناء التفاهم المتبادل بين الثقافات والمجتمعات، من خلال العمل الميداني وتقديم المنح والتعليم والتدريب.
الزين الصباح: الكويت حريصة على تعزيز إرثها الثقافي
أكدت سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخة الزين الصباح، حرص البلاد على حماية ونشر المعرفة وتعزيز إرثها الثقافي.
جاء ذلك في تصريح للسفيرة الصباح عقب مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومنظمة الصندوق الدولي للمعالم حول جزيرة فيلكا.
وقالت إن هذه المذكرة خطوة مبدئية ومهمة جداً في ترشيح وإدراج جزيرة فيلكا في قائمة التراث العالمي.
ولفتت إلى أن هذه الخطوة تحمل كذلك أبعاداً اقتصادية وتعليمية وثقافية وبيئية من شأنها أن تعزز مكانة الكويت على الساحة الدولية.
وتهدف مذكرة التفاهم إلى ترشيح إدراج جزيرة فيلكا بقائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.