الفندق
ورأيتُ أنَّ وجودَنا هو خان
في كل ناحيةٍ به سُكَّان
هو فندقٌ ونظنُّ أنَّهُ بيتُنا
بتتابعِ الأحداثِ والحدَثان
نُزلاؤهُ بإقامةٍ ومنامةٍ
لاهونَ ثُمَّ يُفيقُهمْ بُرهان
نمضي وتُبهجُنا الحياةُ بحلوها
وتُسوؤنا إذ كم بها أشجان
نتناولُ الوجبَاتِ في أوقاتها
وننامُ حيثُ يقودُنا القمران
في كلِّ يومٍ قادمٌ لمكانِهِ
في كلِّ يومٍ راحلٌ وأوان
البعضُ يقدُمُ في سويعاتِ الدُّجَى
والبعضُ يرحلُ دونما اسئذان
وتسوقُنا أقدارُنا لمسيرةٍ
ولكلِّ منا صولةٌ ورهان
عجبي لِمَا كانوا عليه قبلنا
نغدو ونُمسي مثلما قد كان
أتُرى بماضي العهدِ كيفَ معيشة
وبقادِمِ الأيامِ كيفَ زمان
مَن ذا الذي يوماً سيسكُنُ بعدنا
مَن ذا الذي سيسرُّهُ البستان
في نفسِ غرفتِنا بذات سريرِنا
ويباتُ فوق رؤوسهم مَلَكان
كم كانَ في الماضي اجتماعٌ ههُنا
شهدتْ على فقراته الأركانُ
في هذهِ الردهاتِ عُمِّر قبلنا
من قد تحكم في الأمور وبان
كم كانَ فيهم قانتونَ لربِّهم
قد قيَّدتْ أخبارَهم أزمان
هم غادروا بحقيبةٍ مملوءةٍ
والبعضُ غادر دونها، إذ خان
وإلى المطارِ توجَّهوا فقد انتهتْ
أيامهم وتعاقَبَ الأعيان
يا رب هَيئ أمةً ميمونةً
من بعدنا وبقلبها الإحسانُ
صلَّى عليك اللهُ يا خيرَ الوَرَى
وأشادَ في أخلاقك القرآن
والآلِ آلِ البيت عِترتِهِ التي
من بعدهِ، فوجودهم لَأمان