عبودكا في مواجهة هيئة البيئة

نشر في 25-08-2024
آخر تحديث 24-08-2024 | 19:06
معظم أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، وصادقت عليها دولة الكويت، جاءت من منطلقات الاستدامة البيئية التي راعت فيها الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وكيفية المحافظة على استدامتها وتدويرها، والعمل على التحول للطاقات المتجددة
 أ. د. فيصل الشريفي

خلال الأيام الماضية، استطاع عبدالله الجاسر، المشهور بـ «عبودكا»، فرض نفسه على وسائل التواصل، بمشاهدات تجاوزت عشرات الملايين، بعد قيام الهيئة بتحرير مخالفة له على خلفية اقتنائه تماسيح اشتراها من السوق المحلي، وعلى ما يبدو أنه تقبّل ذلك، لكن بعد تصوير تماسيحه بدأ بتوثيقات ميدانية على الممارسات الضارة بالبيئة، وبفتح بعض الملفات الإدارية والمالية للهيئة العامة للبيئة، على منصة «سناب شات».

وبالرغم من أن القضايا التي طرحها عبودكا تمت إثارتها في مجلس الأمة والصحافة، وتناولها العديد من الكتاب والمختصين والناشطين البيئيين، فإن تفاعل الشارع الكويتي لم يكن بالصورة التي حصل عليها عبودكا، وهو دلالة على تأثير مشاهير السوشيال ميديا على الرأي العام، وأن قضية حماية البيئة لا تزال تحظى باهتمام الشارع.

وسبق أن نبهنا إلى أن الوضع البيئي في دولة الكويت يتطلب وقفة جادة من مجلس الوزراء والوزير المعني بإدارة شؤون البيئة، خصوصاً مع تراجع ترتيب الكويت على مؤشر جودة الأداء البيئي عام 2024 عن الأعوام التي سبقته.

حماية البيئة مفهوم واسع النطاق، لذلك جاءت معظم أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، وصادقت عليها دولة الكويت، من منطلقات الاستدامة البيئية التي راعت فيها الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وكيفية المحافظة على استدامتها وتدويرها، والعمل على التحول للطاقات المتجددة، فضلاً عن معالجة والسيطرة على المخلفات والتلوث بكل أشكالها.

ولم تألُ حكومة الكويت جهدًا نحو تعزيز الشراكات البيئية الإقليمية والدولية، حتى أنها ربطت برامجها التنموية مع أهداف التنمية المستدامة، لكن - مع الأسف - هناك قصور في توجيه الطاقات نحو متطلبات حماية البيئة ومفهوم الاستدامة والاقتصاد البيئي، وأعتقد أن اللوم يقع على الهيئة العامة للبيئة، التي لم تستطع مواكبة هذا الفهم ومجاراته.

خلال الأيام الماضية، استطاع عبودكا تسليط الضوء على الكثير من تلك القضايا البيئية المهملة، في إشارة واضحة إلى قصور الهيئة والجهات المعنية بالتعامل معها، ومن سوق للمواضيع البيئية أثارها عبودكا بالشخصانية لم ينصف نفسه، فالإدارة الحالية لم تكن جديدة على الهيئة، فالمديرة الحالية التي تولت إدارة الهيئة بالوكالة مضى على تكليفها نحو عامين، وقبل ذلك شغلت منصب نائبة المدير العام لأربع سنوات، وأيضاً كانت مديرة إدارة لفترات أخرى، وهي بذلك شريكة لأي نجاح أو فشل في إدارة شؤون هيئة البيئة.

ومن الأمور التي تتحملها الإدارة الحالية منفردة، مسؤوليتها عن بيان جدوى مشاركة دولة الكويت في معرض إكسبو الدوحة للبستنة، وتوضيح المنافع والعوائد البيئية ونشر الثقافة البيئية على الدولة، مقارنة مع الميزانية الضخمة التي رصدت لها.

في الختام، أترككم مع مقارنة بسيطة لقياس الصدى الإعلامي لمشاركة الهيئة العامة للبيئة في معرض إكسبو الدوحة، الذي رصدت له الملايين، وبين إطلاق القناة الإخبارية لتلفزيون دولة الكويت ذي التكلفة الصفرية.

ودمتم سالمين.

back to top