جولة جديدة من الحوار الصيني - الأميركي وسط توتر بين بكين ومانيلا
أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم، أن جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي الصيني - الأميركي ستبدأ يوم الثلاثاء المقبل في بكين، بمشاركة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
وتأتي الجولة الجديدة في توقيت مهم، إذ تتواصل التوترات بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، فيما يقترب موعد الانتخابات الأميركية التي تتنافس فيها نائبة الرئيس الحالية الديموقراطية كامالا هاريس مع الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.
ويقول المراقبون إنه بالرغم من أن الرئيس الحالي جو بايدن حافظ على بعض الإجراءات العدائية التي اتخذتها إدارة سلفه ترامب فيما يخص التنافس التجاري بين البلدين، فإن الصين تعتقد أن المرشحة الديموقراطية قد تكون قابلة للتوقع وملتزمة بالقواعد أكثر من ترامب، وهو نهج يناسب بكين ورؤيتها وأسلوبها في السياسة الخارجية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، إن سوليفان سيجري خلال زيارته للصين التي تستمر حتى نهاية الشهر الجاري، اجتماعات مع كبار المسؤولين لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.
وكان البيت الأبيض أعلن أن سوليفان سيجري زيارة للصين لمناقشة القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، ويعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الصينيين بما يتسق مع «الجهود المبذولة للحفاظ على القناة الاستراتيجية للتواصل لإدارة العلاقة بين البلدين بشكل مسؤول».
واتهمت الفلبين، اليوم، الصين بإطلاق قنابل مضيئة على إحدى طائرات الدورية التابعة لها في بحر الصين الجنوبي، في أحدث فصل من نزاع يتزايد حدة على جزر بين البلدين.
وأكدت السفيرة الأميركية لدى مانيلا، ماري كارلسون، على موقع إكس أن بلادها «تقف بحزم» إلى جانب الفلبين. وكانت بكين أعلنت الجمعة أنها اتخذت «إجراءات مضادة» ضد طائرات عسكرية فلبينية متهمة بدخول مجالها الجوي. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الصين ستواصل «حماية سيادتها الإقليمية وحقوقها البحرية بحزم، وستعارض بشدة أي عمل ينتهكها».
وحضّت الحكومة الفلبينية، اليوم، بكين على «الوقف الفوري لكل الأعمال الاستفزازية والخطيرة التي تهدد أمن السفن والطائرات الفلبينية التي تقوم بعمليات مشروعة في الأراضي الفلبينية وفي المنطقة الاقتصادية الخالصة» للفلبين.
وأضافت أن «مثل هذه التصرفات تقوّض السلام والأمن الإقليميين وتؤدي إلى تقويض صورة الصين أمام المجتمع الدولي».
وبلغ التوتر بين الصين والفلبين في الأشهر الأخيرة مستويات لم يشهدها منذ سنوات عدة.
وسبق أن اتهمت الفلبين الصين بإطلاق قنابل مضيئة في 10 الجاري على مسار طائرة تابعة للجيش الفلبيني. واصطدمت سفينتان ترفعان علمَي الصين والفلبين الاثنين، في حادثة جديدة قرب شعاب متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
ومنذ وصول الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن إلى السلطة عام 2022، تبدي مانيلا حزما في مطالبتها بالسيادة على بعض الشعاب المرجانية المتنازع عليها، في مواجهة بكين التي لا تنوي التنازل عن مطالبها.
غير أن هذه المواجهة تغذي مخاوف من نزاع محتمل قد يؤدي إلى تدخّل واشنطن بسبب معاهدة الدفاع المشترك مع مانيلا، وتتهم الصين بانتظام الولايات المتحدة بدعم الدول التي تتنافس معها على مطالب إقليمية من أجل احتواء قوتها المتنامية.