هجوم محور إيران على إسرائيل ينطلق بتوقيت الجريدة.

«حزب الله» رد على اغتيال شكر مع انتهاء «اتفاق الأسبوعين» بين واشنطن وطهران
• الأميركيون والإيرانيون اتفقوا مسبقاً على عدم التدخل بالتصعيد
• الحزب يطلق أكثر من 300 صاروخ على شمال إسرائيل ويؤكد إصابة 11 موقعاً عسكرياً
• تل أبيب تعلن شن ضربة استباقية وإحباط جزء كبير من الهجوم ونتنياهو يصف جولة التصعيد بالبداية

نشر في 26-08-2024
آخر تحديث 25-08-2024 | 21:02

في التوقيت الذي انفردت «الجريدة» بالإعلان عنه بخبرها الصادر في 10 الجاري، وبعد ساعات من تصريح لقائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، بأن هناك «أخباراً جيدة» حول ردّ «محور المقاومة» الذي تقوده إيران على إسرائيل، نفّذ حزب الله ردّه على اغتيال فؤاد شكر، رئيس أركانه وأحد مؤسسيه التاريخيين.

وجاء رد الحزب مع انتهاء «مهلة الأسبوعين» التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وإيران لتأجيل رد إيران وحلفائها على اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وهو الاتفاق الذي انفردت «الجريدة» بالنشر عنه تحت عنوان «اتفاق إيراني - أميركي على تأجيل الرد أسبوعين».


صورة ضوئية لخبر «الجريدة» صورة ضوئية لخبر «الجريدة»

وبعد مرور نحو 25 يوماً على مقتل شكر، شنّ حزب الله، صباح أمس، هجوماً صاروخياً على إسرائيل أطلق خلاله أكثر من 300 صاروخ ومسيّرة، قائلاً إنه أصاب مواقع وأهدافاً إسرائيلية عسكرية نوعية، في وقت أعلنت إسرائيل أنها شنّت ضربة استباقية قبل بدء القصف من لبنان، وتمكنت من إحباط هجوم كان يفترض أن يكون أوسع وأن يشمل تل أبيب، وبعثت برسائل متضاربة بشأن احتوائها للضربة، مع التشديد على عدم سعيها للذهاب إلى حرب شاملة.

وصباح أمس، أعلن الحزب اللبناني بدء «هجوم جوي بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الصهيوني وفي اتجاه هدف عسكري نوعي»، مشيراً إلى أن المسيّرات «عبرت كما هو مقرر».

وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ ضربة استباقية وشنّ غارات على 40 موقعاً بـ 100 طائرة حربية، دمّر خلالها آلاف منصات إطلاق الصواريخ.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نقلاً عن مصدر غربي، إن الضربات الإسرائيلية دمّرت كل منصات الصواريخ المُعدة للهجوم على تل أبيب، وإن الولايات المتحدة وإسرائيل حصلتا على معلومات استخباراتية قبل 24 ساعة بأن الحزب سيهاجم يوم الأحد (أمس) الساعة 5 فجراً.

وكشف مصدر في «فيلق القدس» لـ «الجريدة» أنه خلال الاتصال الأخير بالأميركيين قبل هجوم حزب الله، شدد الجانب الإيراني على أنه اذا لم تقبل إسرائيل بوقف إطلاق النار الشامل في المنطقة وليس فقط بقطاع غزة، فإن إيران لن يمكنها ضبط حلفائها، ولو أدى ذلك إلى إشعال فتيل حرب كبرى في المنطقة.

وأضاف المصدر أنه خلال هذا الاتصال، وبعد تعنّت إسرائيل في المفاوضات، فإن الجانب الأميركي أبلغ الإيرانيين بأن القوات الأميركية في المنطقة ليست لديها أي أوامر للتدخل المباشر في أي صدام بين إسرائيل وحزب الله.

وأكد أن الجانب الإيراني ذكّر الأميركيين بأن المهلة التي تم الاتفاق عليها لتأجيل الرد انتهت، وأن الإيرانيين لا يعتقدون أن المفاوضات الجارية يمكن أن تفضي إلى نتائج إيجابية، وبالتالي فإن طهران ستتصرف، وكان رد الجانب الأميركي بأن القوات الأميركية لن تتدخل إلا إذا كانت هي أو مصالح واشنطن في خطر، وإذا لم يتدخل الإيرانيون مباشرة في دعم حزب الله، فإن الأميركيين لن يتدخلوا مباشرة لمصلحة إسرائيل. وقال المصدر إن الجانب الإيراني اعتبر كلام الأميركيين هذا «ضوءاً أخضر» لبدء إيران وحلفائها هجومهم على إسرائيل بهدف الضغط عليها لقبول وقف إطلاق النار.

وأضاف أن إيران تنتظر عودة زوارها، الذين يقدر عددهم بحوالي مليونين من العراق، حيث شاركوا في مراسم أربعين الحسين، التي اختتمت أمس، لتنفيذ ردها على اغتيال هنية في قلب طهران، مذكراً بأن فصائل عراقية أعلنت أن الهدنة التي كانت ملتزمة بها قد انتهت عملياً، فيما جددت جماعة أنصار الله الحوثية، أمس، تعهّدها بالرد على قصف إسرائيلي طال ميناء الحديدة.

وأشار المصدر إلى أن رد حزب الله يعتبر عملية جسّ نبض، وأنه إذا قررت القيادة الإيرانية استمرار العمليات، فإن الهجمات المقبلة ستكون أقوى وأكثر فعالية.

ونقلت مراسلة «بي بي سي» نفیسة کوهنورد، عن مصادر غربية وشرق أوسطية، أنه بعد رد حزب الله على اغتيال شكر، فإن الموجة الثانية من رد «المحور» ستكون من بلد آخر، مضيفة أن الأنظار تتجه إلى الحوثيين في اليمن، قبل رد محتمل من إيران.

وفي بيروت، أشارت أوساط سياسية إلى أن المواجهة بين حزب الله وإسرائيل بقيت خاضعة لضوابط أميركية، خصوصاً أن الأميركيين هم الذين يكثفون الضغوط لضبط المواجهات ومنع انفلاتها، مع تكثيف للضغوط على تل أبيب لدفعها إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي إسرائيل تباينت الرسائل الأمنية والدبلوماسية، ففيما شدد وزير الخارجية، إسرائيل كاتس، على أن «تل أبيب لا تسعى إلى حرب شاملة»، حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن بلاده لم تقل «كلمتها الأخيرة» بضرباتها على جنوب لبنان، وأن ما جرى مجرد بداية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حزب الله أن الانتقام لشكر تأخّر لاعتبارات سياسية، على رأسها المحادثات الجارية بشأن غزة، وأضاف أن الجماعة عملت على التأكد من أن ردها لن يشعل حرباً واسعة النطاق.

وفي تفاصيل الخبر:

بعد ساعات من إعلان قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أن هناك «أخباراً جيدة» حول ردّ «محور المقاومة» الذي تقوده إيران على إسرائيل، ومرور نحو 25 يوماً على اغتيال رئيس أركانه وأحد مؤسسيه التاريخيين، فؤاد شكر، شنّ حزب الله صباح أمس، هجوماً صاروخياً على إسرائيل أطلق خلاله أكثر من 300 صاروخ ومسيّرة قائلاً إنه أصاب مواقع وأهدافاً إسرائيلية عسكرية نوعية، في وقت أعلنت إسرائيل أنها شنّت ضربة استباقية قبل بدء القصف من لبنان، وتمكنت من إحباط هجوم كان يفترض أن يكون أوسع وأن يشمل تل أبيب، وبعثت برسائل متضاربة حول احتوائها للهجوم، مع التشديد على عدم سعيها للذهاب إلى حرب شاملة.



وبعيد السادسة صباحاً (03.00 ت غ) أعلن الحزب اللبناني بدء «هجوم جوي بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الصهيوني وفي اتجاه هدف عسكري نوعي». وأكد «استهداف ثكنات ومواقع إسرائيلية» بالصواريخ «تسهيلاً لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان»، مشيراً إلى أن المسيّرات «عبرت كما هو مقرر»، وأنه أطلق أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا.

وفي وقت لاحق أعلن الحزب أنه أصاب 11 هدفاً عسكرياً، وأكمل «المرحلة الأولى» من الرد على اغتيال شكر.

حسن نصرالله: حزب الله لم يستهدف مناطق مدنية أو بنية تحتية إسرائيلية واختار استهداف قاعدة للمخابرات العسكرية قرب تل أبيب

إحباط جزئي

وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي في بيان أن «نحو 100 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، قامت بتوجيه من القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات، باستهداف وتدمير آلاف المنصات التابعة لحزب الله، والتي تم وضعها وزرعها في جنوب لبنان»، مضيفاً أنها «كانت موجهة نحو شمال إسرائيل وبعضها نحو وسط البلاد».

وأكد المتحدث باسم الجيش، نداف شوشاني، أن حزب الله «أطلق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه شمال إسرائيل»، معظمها بعد بدء إسرائيل هجومها، وفق قوله.



وتابع أن هذا «كان جزءاً من هجوم أكبر تمّ التخطيط له وتمكنا من إحباط جزء كبير منه هذا الصباح»، متحدثاً عن «أضرار بسيطة جداً».

وأعلن الجيش أن الضربات الاستباقية أدت إلى تدمير آلاف من قاذفات الصواريخ التي كانت تستهدف بشكل أساسي شمال إسرائيل مع بعض الأهداف في الوسط.

ونفى حزب الله صحة رواية إسرائيل بشأن إحباط الضربات الاستباقية لهجومه، وقال في بيان، إنه تمكّن من إطلاق الطائرات المسيرة وفقاً للخطة. وقال الحزب في بيان «تم إطلاق جميع المسيّرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها وعبرت الحدود اللبنانية - الفلسطينية باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعددة، بالتالي تكون عمليتنا العسكرية لهذا اليوم قد تمت وأٌنجزت». وأضاف «إن ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به، وتعطيله لهجوم المقاومة، ادعاءات فارغة».

وأحصت الوكالة الوطنية للإعلام «نحو أربعين غارة» إسرائيلية في محافظة النبطية وحدها. ونعى حزب الله 5 مقاتلين على الأقل سقطوا في غارات وقصف على بلدات بينها حاريص والطيرة. كما نعت حركة أمل، حليفة حزب الله، أحد عناصرها من الخيام.

إصابة جنود وحظر للنشر

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي أصيب بشظايا خلال اعتراض صواريخ لحزب الله على متن سفينة لسلاح البحرية من نوع «دفورا» قبالة مدينة نهاريا شمال إسرائيل. وتحدثت مصادر أمنية إسرائيلية عن إصابات بين الجنود في معسكر للمخابرات العسكرية في الجليل الأعلى شمال إسرائيل. وأفيد عن تضرر منزل في مدينة عكا الساحلية، حيث انقطعت الكهرباء لساعات. وفرضت إسرائيل حظراً جزئياً على النشر، كما أمر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزراء الحكومة بالامتناع عن الإدلاء بتصريحات حول الضربة الاستباقية التي شنتها إسرائيل بعد ظهور خلافات وتباينات بشأن حجم العملية.

معلومات استخبارية

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نقلاً عن مصدر غربي، إن الضربات الإسرائيلية دمّرت كل منصات الصواريخ المعدة للهجوم على تل أبيب، وإن الولايات المتحدة وإسرائيل حصلتا على معلومات استخباراتية قبل 24 ساعة بأن الحزب سيهاجم يوم الأحد الساعة 5 فجراً.

وأشارت شبكة سي بي إس، نقلاً عن مسؤول أميركي، أن الضربات التي نفذها حزب الله لم تكن مفاجئة لإدارة الرئيس جو بايدن، علماً أن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي وصل أمس الأول إلى المنطقة بشكل مفاجئ في زيارة غير مجدولة.

ونقلت قناة العربية عن مسؤول أميركي ان إدارة بايدن علمت بالهجوم قبل يومين، وأن اسرائيل تبلغت به في الوقت الكافي لاتخاذ اجراءات احتياطية.

توقعات بمجيء الموجة الثانية من رد «المحور» من الحوثيين

ضوابط أميركية

وفي بيروت، أشارت أوساط سياسية إلى أن المواجهة بين حزب الله وإسرائيل بقيت خاضعة لضوابط أميركية، خصوصاً أن الأميركيين هم الذين يكثفون الضغوط في سبيل ضبط المواجهات ومنع انفلاتها أو تحولها إلى حرب كبرى، مع تكثيف للضغوط على تل أبيب لأجل دفعها إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت الأوساط إن ردّ حزب الله سيضع المزيد من التحديات أمام إسرائيل، خصوصاً أن الحزب يصرّ على أن يردّ على الضربة بالضربة، ويريد إظهار احتفاظه بقدراته العسكرية الكبيرة في جنوب لبنان لنقض ادعاءات إسرائيلية حول قدرتها على تدمير بنية الحزب أو دفعه إلى التراجع إلى شمال نهر الليطاني، وهذا يعني وضع إسرائيل أمام معادلة من اثنتين، إما القبول بوجود الحزب على الحدود والذهاب إلى اتفاق دبلوماسي. وإما استمرار الحرب فترة طويلة بجولات متتالية مع مخاطر توسعها أو تفجرها بشكل لا يمكن التنبؤ بنتائجه.



وأضافت أنه بالنسبة إلى حزب الله، فإن ردّه حقق الأهداف المبتغاة عسكرياً، أولاً استهدف الحزب تل أبيب ليثبت معادلته حول استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت. ثانياً، نفذ رداً قوياً بغضّ النظر عن نتائجه، للقول إنه لا يمكن للإسرائيليين الاستمرار في استباحتهم للأجواء اللبنانية واختيار التصعيد الذي يريدونه دون ردّ. وحتماً فإن المسار العسكري يوازيه أيضاً مسار دبلوماسي غايته منع تفجر الأوضاع، وهذه أيضاً لعبة يجيدها الحزب في مسار المفاوضات. كذلك يعتبر حزب الله أن ردّه جاء بعد تعثّر المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة، لكن في المقابل يمكن للردّ أن يكون عنصراً مساعداً في الضغط على الإسرائيليين لإجبارهم على القبول بوقف النار.

وجهة النظر هذه هناك من ينقضها بقراءة مختلفة، لا سيما بالاستناد إلى رهانات أميركية إسرائيلية، تشير إلى أن حجم الردّ وفعاليته، يضعفان من موقف «حماس» في المفاوضات باعتبار أن الحزب لا يريد فتح حرب واسعة للضغط على إسرائيل أكثر وإجبارها على وقف الحرب، بالتالي عدم استجابة الحزب للرسالة التي كانت وجهتها «حماس» الأسبوع الفائت حول ضرورة فتح الجبهات لفتح «باب خيبر» وبدء معركة زوال إسرائيل. وعليه فلا تزال أميركا جزءا أساسيا من المعركة أو في إدارتها، من خلال العمل على ضبط الردود ومنع اتساع المواجهة.

رسائل متضاربة

وفي إسرائيل تباينت الرسائل الأمنية والدبلوماسية، ففيما شدد وزير الخارجية إسرائيل كاتس على أن «تل أبيب لا تسعى إلى حرب شاملة»، طالباً من دول العالم «دعم إسرائيل ضد محور الشر الإيراني ووكلائه وعلى رأسهم حزب الله»، حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل لم تقل «كلمتها الأخيرة» بضرباتها على جنوب لبنان، وان ما جرى مجرد بداية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم. وكانت وسائل إعلام عبرية نقلت عن مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية تأكيدها أن إسرائيل تعتبر أن الجولة الحالية انتهت في حال أنهى حزب الله ضرباته الانتقامية لمقتل شكر.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حزب الله أن الانتقام لشكر تأخّر لاعتبارات سياسية، على رأسها المحادثات الجارية بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة.

وأضاف المسؤول، في تعليقات مكتوبة نشرتها وسائل إعلام، أن الجماعة عملت للتأكد من أن ردها لن يشعل حرباً واسعة النطاق.

وقال سياسيون لبنانيون على علاقة بحزب الله، بينهم الوزير السابق وئام وهاب، أن رد الحزب انتهى، وذلك رغم ذكر الحزب أنه نفذ «رداً أولياً». وأشار خبراء إلى أن الحزب يستخدم هذه الصيغة تحسباً لفشل هجومه، مشيرين إلى أن الحزب استخدم الصيغة نفسها لدى رده على اغتيال القيادي في «حماس» صالح العاروري بالضاحية الجنوبية لبيروت في يناير الماضي.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في كملة متلفزة أمس إن الحزب قرر ألا يستهدف مناطق مدنية في إسرائيل أو البنية التحتية الإسرائيلية، واختار بدلاً من ذلك استهداف قاعدة غليلوت للمخابرات العسكرية على مسافة 110 كيلومترات في عمق إسرائيل وعلى بعد 1.5 كيلومتر من تل أبيب والتي تضم «وحدة 8200» للمراقبة.

وأشادت عدة فصائل فلسطينية في مقدمتها «حماس» و»الجهاد» و»الجبهة الشعبية» برد الحزب اللبناني.

ووصفت «حماس» الهجوم بأنه «نوعي وكبير في عمق الكيان» ويظهر أن الهجمات الإسرائيلية لن تبقى من دون رد.

وفي اليمن، هنّا الحوثيون «حزب الله» على هجومه «الكبير والشجاع، والذي لا يزال مفتوحاً للرد على اغتيال شكر». وجدد الحوثيون تأكيدهم أن «الردّ على قصف إسرائيل لميناء الحديدة في يوليو الماضي، آت آت حتماً والأيام والليالي والميدان هي ما سيثبت ذلك».

ونقلت مراسلة «بي بي سي» نفیسة کوهنورد عن مصادر غربية وشرق أوسطية أنه بعد رد حزب الله على اغتيال شكر، ستكون الموجة الثانية من رد «المحور» من بلد آخر، مضيفة أن الأنظار تتجه إلى الحوثيين في اليمن قبل رد محتمل من إيران.

وفي القاهرة، حذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من مخاطر فتح جبهة جديدة في لبنان، مؤكداً ضرورة صون استقرار لبنان وسيادته، وذلك خلال استقباله رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الفريق أول تشارلز براون.

مفاوضات غزة

وفي وقت لم يتضح تأثير جولة التصعيد على جهود احتواء الصراع الدبلوماسية، توجه فريق التفاوض الإسرائيلي برئاسة مدير جهاز المخابرات (الموساد) ديفيد برنياع إلى العاصمة المصرية لاستكمال مفاوضات الصفقة المستعصية بشأن غزة.

وذكر المتحدث باسم «حماس» جهاد طه أن وفد الحركة استمع في القاهرة إلى الأفكار والحلول المطروحة للقضايا العالقة في مقترح التفاوض، مجدداً المطالبة بوضع آليات تنفيذية لما تم التوافق عليه في 2 يوليو.

وتحدثت أوساط إقليمية عن أن الوسيط المصري مرر «رسالة طمأنة» مصرية للحركة الفلسطينية في المرحلة الأولى من الاتفاق، لدفعها إلى قبول «تجزئة» الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا الفاصل بين غزة وسيناء.

وكشفت المعلومات أنه إذا أتى رد «حماس» إيجابياً، فستقدم إسرائيل تنازلاً جديداً، يتمثل في قبول المقترحات حول آلية عبور الفلسطينيين عبر محور نتساريم من جنوب القطاع إلى شماله، والتي تنص على عدم وجود الجيش الإسرائيلي في ممر نتساريم لعدم إعاقة عودتهم.

بايدن يتابع وترامب ينتقد التراخي في مواجهة «حرب عالمية ثالثة»

ذكر شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتابع التطورات بين إسرائيل وحزب الله عن كثب، كما أعطى توجيهات بأن يقوم كبار المسؤولين بالتواصل باستمرار مع نظرائهم الإسرائيليين، وشدد على أن الولايات المتحدة مستمرة في دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع العمل من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي.

وفي وقت أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها في وضع يسمح لها بتقديم الدعم للدفاع عن إسرائيل، حذر المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، عبر منصة «تروث»، من أن «القنابل تتساقط في كل مكان بالشرق الأوسط»، داعياً إلى العمل من أجل «ألا نشهد حربا عالمية ثالثة، لأن هذا ما تتجه إليه الأمور».

ورغم مشاركة مبعوث الرئيس الأميركي بريت ماكغورك، ومدير الاستخبارات ويليام بيرينز، في مفاوضات مفصلية بشأن هدنة غزة، وتبادل إطلاق سراح المحتجزين بين إسرائيل و«حماس» في القاهرة، انتقد ترامب «انشغال بايدن بقضاء إجازة في كاليفورنيا، ونائبته كامالا هاريس بحملتها الانتخابية الرئاسية»، وتساءل عمن «يتفاوض نيابة عنا بالمنطقة؟».

back to top