السفيرة الفرنسية لـ الجريدة.: إيجابية الكويت تعزز الاستقرار الإقليمي والدولي
لوفليشر: سأفتقد تاريخها الغني والصداقات التي كونتها في ديوانيات رمضان
قالت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لوفليشر إن «الكويت مكان جيد للدبلوماسيين، لدورها الدبلوماسي التاريخي القوي وعلاقاتها الدولية المتوازنة والذكية»، مؤكدة أن الكويت تعمل كوسيط وعنصر فاعل جداً في النزاعات داخل المنطقة، وتهدف دائماً إلى تشجيع استخدام الحوار لحل المشاكل، وعلى المستوى العالمي تمارس سياسة عدم الانحياز، ونهجها الإيجابي يعزز الاستقرار الدولي والإقليمي.
وأوضحت لوفليشر، في حوار مع «الجريدة»، عشية مغادرتها البلاد بعد انتهاء عملها، أن أكثر الأشياء التي ستفتقدها بعد رحيلها، هو «تاريخ الكويت الغني وثقافتها المميزة، إلى جانب أواصر الصداقة التي كونتها مع الكثير من الكويتيين، لاسيما في الديوانيات خلال شهر رمضان».
وذكرت أن السفير الجديد هو أوليفييه غوفين، القنصل العام لفرنسا في إسطنبول، لافتة إلى أنها ستدعوه إلى المحافظة على العلاقة بين فرنسا والكويت وتطويرها وتعزيزها.
وأعربت عن شكرها للكويتيين «على السنوات الثلاث الرائعة التي قضيناها معاً»، معبرة عن امتنانها لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة «اللذين حظيت بهما أثناء إقامتي في الكويت، وسأعود إلى باريس وأترك جزءاً من قلبي هنا، ولكن سأحمل معي أيضاً جزءاً من الكويت إلى فرنسا».
وفي تفاصيل الخبر:
• أكثر من 3 سنوات قضيتها في الكويت، أخبرينا عن هذه الرحلة.
- لقد استمتعت وأحببت كثيراً إقامتي ومهمتي في الكويت خلال السنوات الثلاث الماضية، من خلال اكتشاف ثقافة جديدة ومقابلة أناس في قمة الطيبة، إضافة إلى حفاوة الكويتيين، ولقد كانت هذه السنوات الثلاث في الكويت تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي، ورحلة حقيقية مليئة باللقاءات الملهمة والتحديات المثمرة والذكريات التي لا تُنسى، وأصبحت مرتبطة بشدة بهذا البلد.
• أعلن بعض السفراء أن الكويت أفضل بلد لأي دبلوماسي، هل تتفقين مع هذا القول، وماذا أضافت لك هذه التجربة؟
- المجتمع الكويتي فريد من نوعه، وشعرت بأنني مرحب بي في كل مكان. الكويت مكان جيد للدبلوماسيين بسبب دورها الدبلوماسي التاريخي القوي وعلاقاتها الدولية المتوازنة الذكية، كما أعتقد أن لفرنسا مكانة خاصة في قلب الكويت، والعمل في الكويت كدبلوماسي مُرضٍ ومثير للاهتمام، لأن المجتمع الدبلوماسي هنا كبير، والمواضيع التي يمكن العمل فيها ثنائياً كثيرة.
• ما أكثر الأشياء التي ستفتقدينها في الكويت؟
- أعتقد أنه سيكون تاريخها الغني، فثقافة شبه الجزيرة العربية مميزة، وبالطبع سأفتقد تعاطف الكويتيين وأواصر الصداقات التي كونتها هنا مع العديد من الكويتيين في الديوانيات، خاصة في شهر رمضان.
• ما الذي قدمته للكويت خلال فترة عملك؟
- لقد عززت التفاهم الحقيقي بين الثقافات، وطورنا البعد الفرانكفوني هنا مع الكثير من الكويتيين.
• خلال هذه السنوات، كم عدد الكويتيين الذين أصبحوا أصدقاء لك؟
- كل الكويتيين الذين قابلتهم على مر هذه السنوات الثلاث جلبوا لي التعاطف والمودة. لا أعرف العدد بالتحديد، لكنني سأعود إلى فرنسا بعد أن كوّنت العديد من الصدقات، لقد أتيحت لي الفرصة لبناء علاقات ودية مع عدد من الأشخاص، بمن فيهم زملائي الدبلوماسيون.
فرنسا لها مكانة خاصة في قلب الكويت... وأدعو خلفي إلى المحافظة على علاقاتنا
• أين ستنتقلين بعد الكويت، ومن سيكون السفير الجديد وما نصيحتك له؟
- السفير الجديد هو أوليفييه غوفين، القنصل العام لفرنسا في إسطنبول. إنه دبلوماسي محنك، وهي المرة الأولى التي يتولى فيها منصب سفير، وسيصل الكويت غداً، وأنا متأكدة من أنه سيقوم بعمل جيد ورائع لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسيكمل مهمتي في المحافظة على العلاقة بين فرنسا والكويت وتطويرها وتعزيزها من دون أدنى شك.
وبما أن الكويت بلد غني بالحوار فقد نصحته بالانفتاح على الكويتيين الذين سيقدمون الكثير من النصائح له في مهمته خلال السنوات المقبلة، فعلى سبيل المثال الديوانيات هي خريطة طرق جيدة جداً للتعارف والاندماج في الكويت، أما بالنسبة لي فسوف ألتحق بوزارة الخارجية بعد عودتي إلى باريس.
• كدبلوماسية... كيف تصفين تعامل السياسة الكويتية مع الملفات الإقليمية والدولية؟
- تعمل الكويت كوسيط وعنصر فاعل جدا في النزاعات داخل المنطقة، وتهدف دائماً إلى تشجيع استخدام الدبلوماسية والحوار لحل المشاكل، وعلى المستوى العالمي تمارس الكويت عادة سياسة عدم الانحياز، ولكنها تشارك أيضا في المنظمات متعددة الطرف، مثل الأمم المتحدة، وغالبا ما تدعم جهود السلام والأمن، وينبغي الإشادة بهذا النهج الإيجابي والمتكامل، لما له من أثر مفيد على الاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء.
• هل تشجعين الكويتيين على زيارة بلدكم؟ ولماذا؟
- أنصح الكويتيين وأشجعهم على زيارة فرنسا دائماً، فنحن نرحب بهم كما رحبوا بي في بلدهم، ثم إن فرنسا بلد جميل للزيارة بمناظرها الطبيعية الخلابة وتاريخها وثقافتها الثرية، وبالطبع درجة حرارتها الجيدة، وكانت الألعاب الأولمبية فرصة جيدة لإبراز قدرات فرنسا في مجال السياحة.
• ما رسالتك الأخيرة للكويتيين؟
- أولاً، أريد أن أشكركم على هذه السنوات الثلاث الرائعة التي قضيناها معاً. إن نهوض الفرانكوفونية في الكويت مفخرة، إنها صورة للإرادة المشتركة بين الثقافات والتشارك والتلاحم بين فرنسا والكويت. لقد استقبلني الكويتيون بحفاوة كبيرة، ولن أنسى ذلك أبدا. أنا ممتنة لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظيت بهما أثناء إقامتي في الكويت.
لقد ميزتني ثقافتكم الرائعة والغنية وكرمكم وأثرت تجربتي هنا، وسأعود إلى باريس وأترك جزءا من قلبي هنا، ولكن سأحمل معي أيضا جزءا من الكويت إلى فرنسا، وتأكدوا أنه أينما ذهبت في المستقبل سأحتفظ دائما بالكويت في قلبي وروحي ونفسي.