حذّر مراقبون خبراء من تزايد وتيرة المواجهات البحرية والجوية بين الصين والفلبين، في وتيرة شبه يومية، وذلك بعد تسجيل رابع احتكاك خلال أسبوع واحد في البحر الجنوبي المتنازع على أجزاء منه.
واتهمت الصين، أمس، الفلبين باستفزازها وانتهاك سيادتها على جزيرة شيانبين جياو المرجانية، وطالبتها بسحب سفنها الراسية بالمنطقة المتنازع عليها.
وأعلن خفر السواحل الصيني أنه «بتاريخ أمس، ومن دون الحصول على إذن من الحكومة الصينية، أرسلت الفلبين سفينتي خفر السواحل 4409 و4411 للدخول بصورة غير قانونية إلى المياه القريبة من شعاب شيانبين في جزر نانشا»، مؤكداً اتخاذه «تدابير سيطرة».
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، لين جيان، أن «الصين تعتزم اتخاذ إجراءات حازمة متواصلة وفق القانون لحماية سيادتها ومصالحها البحرية، ودعم جدية الإعلان بشأن سلوك الأطراف في البحر الجنوبي». وشدد على أن تصرفات الفلبين «تنتهك بشكل خطير سيادة الصين وتمسّ بالسلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي».
واصطدمت سفينتان ترفعان علمي الصين والفلبين أمس، في حادثة جديدة قرب سابينا شول على بعد 140 كلم غرب جزيرة بالاوان الفلبينية وعلى مسافة 1200 كلم من جزيرة هاينان، أقرب نقطة من البر الصيني.
وأعلنت بكين، الجمعة، أنها اتخذت «إجراءات مضادة» ضد طائرات فلبينية دخلت مجالها الجوي فوق منطقة سوبي في 22 الجاري، والتي تطالب مانيلا كذلك بالسيادة عليها. واتهمت الفلبين السبت الصين بإطلاق قنابل مضيئة على إحدى طائرات الدورية التابعة لها في البحر الجنوبي.
واتخذ خفر السواحل الصيني أخيرا ً»إجراءات سيطرة» بحق سفينة فلبينية دخلت بالقرب من سواحل جزيرة سابينا المرجانية.
وفي اليابان، اتهمت وزارة الدفاع، أمس، طائرة صينية بانتهاك المجال الجوي الإقليمي قبالة جزر دانغو في منطقة ناغازاكي، مشيرة إلى أنها أرسلت «طائرات مقاتلة بشكل عاجل».
وعشية وصول مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، الى الصين، بدأ أكثر من 6 آلاف جندي أميركي وإندونيسي، أمس، مناورات عسكرية ضخمة لضمان الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تستمر أسبوعين، وتشارك فيها أستراليا واليابان وبريطانيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وكندا ونيوزيلندا وفرنسا، إضافة إلى مراقبين من البرازيل وألمانيا وماليزيا والفلبين وتايلاند وهولندا وتيمور الشرقية وبابوا غينيا الجديدة.
وقال قائد الحرس الوطني الجوي الأميركي في هاواي، اللواء جوزيف هاريس، إن مناورات «سوبر غارودا شيلد»، التي أُجريت للمرة الأولى في 2007، أصبحت «حدثا عسكريا متعدد الجنسيات على مستوى عالمي، مصمما من أجل تعزيز قدراتنا الجماعية».
وسيتم خلال الأسبوعين إجراء تدريبات لأركان الجيش وتمارين سيبرانية وعمليات جوية وضربات مشتركة وتمرين برمائي ومحاكاة للعمليات البرية.
وقبل وصول سوليفان بساعات، اتهمت وزارة الخارجية الصينية، أمس الأول، إدارة الرئيس جو بايدن بالقمع المستمر والسعي الداعم «لاحتواء بكين»، لكنها قالت في الوقت نفسه إن الزيارة المرتقبة تمثّل» خطوة مهمة» لإحراز تقدم بشأن الاتفاقيات التي تم توصل إليها الرئيسين شي جينبينغ وجو بايدن في سان فرانسسكو خلال نوفمبر الماضي.
وخلال زيارته التي تبدأ اليوم وتستمر حتى بعد غد، سيلتقى سوليفان مسؤولين صينيين في مقدمهم وزير الخارجية وانغ يي، لمناقشة عدة قضايا مهمة، تتضمن حرب أوكرانيا وصراع الشرق الأوسط والتوترات في البحر الجنوبي وقضية تايوان، والرسوم العقابية التي أثرت سلباً على التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم.