هذا السؤال ورد في مقال نشره الأمير عبدالعزيز بن فهد على حسابه في «سناب تشات»، وأشار في نهايته إلى أن موضوعاً كهذا بحاجة إلى بحث دقيق في التاريخ والآثار والبحوث، لكي لا يكون هناك أدنى مجال للشك في صحته، وقد حفل المقال بالعديد من المراجع والبحوث والشواهد التاريخية التي يصعب نقلها في مقال قصير كهذا، لكنني سأبذل قصارى الجهد للوقوف على أهم النقاط دون إخلال بمحتوى المقال:
***
في القرن الهجري الرابع ذكر المسعودي في كتابه «مروج الذهب»، أن أحد المغامرين، وهو الخشخاش بن سعيد بن الأسود، عبر بحر الظُّلمات مع مجموعة من أصحابه، حتى وصل إلى أرض ما وراء بحر الظُّلمات، ولما رجع من رحلته قال إنه وجد أُناساً في الأرض التي وصل إليها، لذلك لما رسم المسعودي خريطة للعالم، رسم بعد بحر الظُّلمات أرضاً سمَّاها مجهولة.
***
أما الإدريسي فقد سمَّاها الأرض الكبيرة، أي أنه في القرن الثالث الهجري كان المسلمون يعرفون أن ثمة أرضاً وراء بحر الظُّلمات، وقد أكد على هذه الحقيقة المؤرخ والجغرافي الروسي كراتشكوفسكي، بما توافر لديه من معلومات وثَّقها في كتابه عام 1925.
***
وفي القرن الهجري الخامس قام الشيخ ياسين الجزولي بقطع المحيط الأطلسي، ذاهباً إلى مناطق شمال البرازيل مع جماعة من أتباعه لنشر الدين الإسلامي، وأسس منطقة كبيرة كانت تتبع الدولة المرابطية، ولا تزال بعض المدن فيها تحمل أسماء مدن إسلامية: تلمسان، ومراكش، وفاس.
***
وقد جاء في كتاب «الممالك والمسالك» تفصيل كامل لمغامرة الشباب الذين خرجوا بسفن من لشبونة - التي كانت إسلامية - إلى ما وراء بحر الظُّلمات، وكيف وصفوها ووصفوا مُلوكها، والغريب أنهم وجدوا مَنْ يتكلم معهم باللغة العربية هناك.
***
ونقترب من هذا الموضوع أكثر عندما نُطالع مذكرات كرستوفر كولومبوس المعروضة في متحف أميركا، والتي يُشير في سطورها إلى أن الهنود الحمر يلبسون لباساً قطنياً كالذي تلبسه النساء الغرناطيات المسلمات، ويشير في مكان آخر إلى أنه وجد مسجداً في كوبا. ويقول كولومبوس أيضاً، إنه وقَّع وثيقة الهُدنة مع الهنود الحمر، والذي وقَّعها من طرفهم كان اسمه محمد.
***
أكتفي بهذا القدر مما جاء في مقال الأمير، ويبقى المجال مفتوحاً لمن لديه خبرة ومعرفة بهذا الموضوع، ليدلي بدلوه للبحث في قضية يكاد يكون مسدلاً الستار عليها.