واشنطن تتحدث عن انحسار احتمال حرب شاملة في المنطقة
غالانت يطلب دعماً أميركياً في «كل الساحات» والتصدي لـ «نووي» إيران
• إسرائيل تعلن تحرر «رهينة عربي» من نفق في غزة وتقتل 5 فلسطينيين بالضفة
رأى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز كيو براون، أن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة حرب غزة إقليمياً «انحسرت إلى حد ما»، بعد تبادل إسرائيل و«حزب الله» اللبناني إطلاق النار بكثافة دون حدوث مزيد من التصعيد، لكنه اعتبر أن إيران «لا تزال تشكل خطراً كبيراً»، بتلويحها بتوجيه ضربة للدولة العبرية.
وأشار براون، في ختام جولته الإقليمية التي شملت مصر والأردن وإسرائيل واستغرقت ثلاثة أيام إلى أن هجوم «حزب الله»، كان واحداً فقط من هجومين كبيرين هدّد بشنّهما ضد تل أبيب في الأسابيع الأخيرة.
وقال المسؤول العسكري الأميركي لدى مغادرته إسرائيل «كان لديك أمران كنت تعلم أنهما سيحدثان. حدث أحدهما بالفعل. والآن يعتمد الأمر على كيفية مضي الثاني» في إشارة إلى تهديد طهران بالانتقام لاغتيال إسماعيل هنية.
وأوضح أن «كيفية ردّ إيران ستكون من محددات كيفية ردّ إسرائيل، وهو ما سيكون بدوره من محددات ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا».
كما حذر براون من أن «هناك أيضاً خطراً يشكله حلفاء إيران في أماكن مثل العراق وسورية والأردن، الذين يهاجمون القوات الأميركية، وهناك الحوثيون في اليمن الذين يستهدفون حركة الشحن في البحر الأحمر، كما أطلقوا طائرات مسيّرة على إسرائيل».
ولفت إلى أنه لا يعتقد أن السياسيين في إيران لا يريدون توسيع رقعة الصراع رغم عزمهم على «توصيل رسالة ما عبر التحرك العسكري».
طلب المساعدة
وقبل أن يغادر تل أبيب، التقى براون بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان العامة هيرتسي هاليفي.
من جهته، دعا غالانت، رئيس الأركان لـ«تعزيز القدرات المشتركة عبر الحدود في جميع ساحات الحرب».
وقال غالانت، إن «إسرائيل وصلت إلى مرحلة يجب عليها أن تكون مستعدة في أي وقت للوفاء بالتزامها المشترك مع الولايات المتحدة، لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية»، معتبراً أن «عدوان إيران بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق».
وأوضح غالانت أنه «تحدث مع براون، حول المنعطف الاستراتيجي، الذي تعيشه دولة إسرائيل في حرب تفكيك حماس»، وعودة المختطفين وعودة سكان الشمال إلى منازلهم بعد تغيير الوضع الأمني» بمواجهة الحزب اللبناني، مشيراً إلى أنهما «ناقشا تحطيم الأرقام القياسية في العدوان الإيراني والتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة المطلوب لمواجهته».
استراتيجية التفاوض
وجاء ذلك في وقت صرح المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، بأن المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة واتفاق بشأن الرهائن، ستتواصل على مستوى مجموعات العمل خلال الأيام القليلة المقبلة لحل بعض القضايا المحددة.
وقال إن محادثات التفاوض في القاهرة «تقدمت إلى حد أنه حالياً تجري المحادثات بين مستويات العمل وليس بين كبار المسؤولين لحل التفاصيل الأصغر. وستكون جميع الأطراف ممثلة في هذه المحادثات، بما في ذلك حماس».
وأعرب عن أمله بأن تعقد المحادثات في وقت أقرب لمناقشة تفاصيل محددة، مثل نقل المختطفين والسجناء، وكيف سيبدو، وكم عدد الذين سيتم إطلاق سراحهم ومن سيتم إطلاق سراحهم.
ولفت إلى أن «هجمات حزب الله في إسرائيل لم تؤثر على الإطلاق على مفاوضات إطلاق سراح المختطفين».
وأتى الحديث الأميركي الذي يشي باعتماد «استراتيجية جديدة» بشأن الحفاظ على مسار مفاوضات الصفقة المستعصية التي تراهن عليها لنزع فتيل التوتر الإقليمي، فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدر مطلع على المفاوضات تأكيده أنه «كلما توصلنا إلى حل بند في المفاوضات يضيف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بنداً جديداً».
كما كشفت «القناة 12» العبرية، أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة تنص على أنه بعد حل الخلافات بشأن النقاط الأقرب للتفاهم يتم مناقشة النقطتين الرئيسيتين اللتين يدور حولهما جدل كبير وهما وجود الجيش الإسرائيلي في محور «نيتساريم» الذي يفصل شمال القطاع الفلسطيني عن جنوبه وعلى طول محور «فيلادلفيا» الحدودي مع مصر.
ضحايا وجبهات
في غضون ذلك، قتل 27 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما أعلن جيش الاحتلال تمكنه من إنقاذ رهينة يدعى قايد فرحان القاضي، 52 عاماً، ويتحدر من تجمع بدوي قرب رهط، من نفق في رفح جنوب القطاع.
وعقب إعلان الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» عن تحرير الأسير الذي كان يعمل حارساً بإحدى المستوطنات التي اقتحمت في السابع من أكتوبر الماضي، ذكر مراسل «يسرائيل هيوم» أن «تقارير فلسطينية تقول إن القسام ترك المختطف البدوي لأنه كان يشكّل عبئاً عليهم في حراسته في ظل عدم اكتراث حكومة نتنياهو سوى بحياة الرهائن الإسرائيليين».
وبينما يعتقد الآن أن 104 من أصل 251 رهينة ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 34 إسرائيلياً، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار بالقطاع لـ 3 أيام للسماح بإطلاق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال.
وفي الضفة الغربية، تضاربت الأنباء بشأن مقتل فلسطيني وإصابة 3 آخرين إذا ما كان برصاص مستوطنين أم برصاص الجيش الإسرائيلي بعد اقتحام المستوطنين بحماية سلطات الاحتلال لقرية قرب بيت لحم.
وفي حادث منفصل، سقط 5 فلسطينيين بضربة جوية إسرائيلية على مخيم نور شمس للاجئين بطولكرم، فيما دعت حركتا «حماس» والجهاد» إلى «إشعال نقاط التماس والمواجهة مع الاحتلال والاشتباك والتصدي للمستوطنين بشتى السبل».