في تصريحات اعتُبرت ضوءاً أخضر للمفاوضات مع الولايات المتحدة، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، خلال استقباله الرئيس مسعود بزشكيان وحكومته الجديدة في طهران أمس، أنه «لا يوجد مانع من التعامل مع العدو في بعض المواقف»، فيما أعلن وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي استقال بعد الكشف عن التشكيلة الحكومية، أنه عاد إلى منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية.
وقال خامنئي، في أول لقاء مع الحكومة الإيرانية الجديدة: «لا ينبغي لنا أن نعلّق آمالنا على العدو أو ننتظر موافقته على خططنا، لكن هذا لا يتعارض مع التعامل مع العدو نفسه في بعض المواقف، ولا يوجد ما يمنع ذلك».
وشدد على أن إيران باتت تُعرف «بقوتها الإقليمية وتقدمها العسكري وعمقها الاستراتيجي الكبير وقدرتها على التأثير بدول العالم والمنطقة»، داعياً إلى تقنين الفضاء الافتراضي والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، الذي إذا «لم نصل إلى أسسه، فقد يشكلون وكالة له في العالم، مثل الطاقة الذرية، وبعد ذلك يعملون على إعاقة تقدّم بلادنا».
ومن جانبه، قال بزشكيان، خلال اللقاء، إن «أول خطوة في عمل الحكومة الجديدة هي تحقيق الوحدة والوفاق الداخلي لحلّ مشاكل البلاد ومواجهة الأعداء».
من ناحيته، أعلن جواد ظريف أنه سيعاود تولي منصب نائب الرئيس، وذلك بعد أن قدّم استقالته في وقت سابق هذا الشهر، معرباً عن خيبة أمله حيال التشكيلة الحكومية المؤلفة من 19 وزيراً، كما أفاد بأنه واجه ضغوطاً لأن ولديه يحملان الجنسية الأميركية إلى جانب الإيرانية.
وقد انتقد المحافظون في إيران بزشكيان لاختياره ظريف الذي بات معروفاً في الساحة الدولية بفضل الدور البارز الذي أداه في المفاوضات التي توصلت إلى إبرام الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي عام 2015، كما ألمح خامنئي إلى أنه يرفض تعيينه.
وقال ظريف، على منصة إكس أمس: «بعد المتابعات والمشاورات التي أجراها الرئيس وأمره المكتوب، سأواصل ممارسة مهامي كنائب للرئيس للشؤون الاستراتيجية».
إلى ذلك، كتب المندوب الأميركي السابق في مجلس الأمن، جون بولتون، مقالاً في صحيفة واشنطن بوست، مشيراً فيه إلى أن «على إسرائيل توجيه ضربات حاسمة لتفكيك أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، تليها ضربات على برامجها النووية والصاروخية الباليستية، والبنية التحتية النفطية»، ولم يستبعد استهداف خامنئي نفسه، مضيفاً أنه بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، يجب على المرشد الإيراني زيادة حمايته الأمنية.