عشية لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه عقب حضوره افتتاح دورة الألعاب البارالمبية، كشف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم، عن معاهدة ثنائية غير مسبوقة سيوقّعها البلدان بهدف «إعادة تحديد» العلاقات الثنائية بعد «بريكست».
وقال ستارمر، في أول زيارة يقوم بها إلى ألمانيا منذ توليه مهامه في مطلع يوليو، إن المعاهدة ستكون «فرصة جيل» لتوطيد العلاقات بين البلدين في عدة مجالات، لاسيما التجارة والدفاع والعلوم والتكنولوجيا.
وأوضح أن إعادة تحديد العلاقات مع ألمانيا ومع الاتحاد الأوروبي عموما «لا تعني أنه ينبغي الرجوع عن بريكست أو العودة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي، بل يعني علاقة وثيقة أكثر».
وأثنى شولتس، خلال مؤتمر صحافي مشترك على هذه المبادرة، مشيرا إلى أنه يعتزم التجاوب مع «اليد الممدودة» من لندن.
وقال: «خلال الأشهر المقبلة، سنعمل معا على صياغة» المعاهدة التي «تعكس كل مدى علاقاتنا» مشددا على أنه «ليس هناك حتى الآن معاهدة من هذا النوع بين ألمانيا والمملكة المتحدة».
وذكر «معا، نريد تعزيز الدعامة الأوروبية للحلف الأطلسي. وفي هذا السياق، فإن تعاونا أكبر على صعيد السياسة الأمنية سيؤدي أيضا دورا مهما».
وفي وقت تعتزم برلين خفض الميزانية المخصصة للمساعدة العسكرية لأوكرانيا العام المقبل، قال شولتس إن «ألمانيا وبريطانيا ملتزمتان بحزم إلى جانب أوكرانيا. وسنواصل دعمنا المالي والاقتصادي والسياسي والعسكري طالما أن ذلك ضروري». كذلك أكد ستارمز أن الدعم لأوكرانيا سيستمر «طالما كان ذلك ضروريا».
واستبعد ستارمر، مرة أخرى بشكل قاطع، عودة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أنها تسعى، بعد سنوات من حكم المحافظين، إلى إنشاء بداية جديدة في العلاقات.
في الوقت نفسه، قال إن «هذا لا يعني التراجع عن بريكست أو الانضمام مجددا إلى الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي أو السوق الداخلية»، كما استبعد أيضا برنامج التنقل الشبابي، الذي تسعى ألمانيا إلى تعميمه على كل الاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى بريطانيا. وقال: «ليست لدينا خطط لإطلاق برنامج للتنقل الشبابي، ولكن لدينا خطط لتعزيز العلاقات».
وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن موقفه لم يتغير في شيء منذ انتخابه في بداية يوليو، وذلك ردا على ادعاءات المعارضة من المحافظين بأنه يسعى لإعادة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي من الباب الخلفي.
بدوره، أكد شولتس أن العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي جيدة، مشيرا إلى أن الشعب في المملكة المتحدة اتخذ قرارا تاريخيا عام 2016، وقال إن الصداقة الوثيقة ستظل قائمة بين الجانبين، وإن هناك رغبة في مواصلة تعزيز جميع جوانب هذه العلاقات.