تقديراً لموقفه الشجاع والمبدئي كأول صوت عربي وعالمي مندد وشاجب للغزو العراقي للكويت، شهدت أمس ديوانية السفارة اللبنانية في الكويت حشداً دبلوماسياً وكويتياً لتقديم التعازي بوفاة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص.

وحضر حشد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى البلاد، كما شارك عدد كبير من الشخصيات الكويتية وفي مقدمهم رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر، إضافة إلى أبناء الجالية اللبنانية ورجال الدين في الكويت. ودوّن السفراء وكبار الشخصيات كلمات في سجل التعازي أعربوا خلالها عن تضامنهم مع لبنان بفقد أحد رموزه السياسية المدافعة عن الوطن والأمة والمنفتحة على علاقات لبنان مع محيطه والعالم.

Ad

وكان في استقبال المعزّين القائم بأعمال السفارة اللبنانية أحمد عرفة.

وفي تصريح على هامش العزاء، قال عرفة: نجتمع اليوم للأسف لتقبل التعازي بوفاة المغفور له رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص، هذه القامة الوطنية الجامعة والمشهود لها بالنزاهة والصدق والوطنية.

السفيرة الأميركية تدون كلمة في سجل التعازي

وأضاف: خلال عقود من توليه رئاسة الحكومة وغيرها من المناصب، كان معروفاً بولائه للبنان أولاً، ولم يكن له الكثير من الأعداء في السياسة لأنه كان دائماً يستند في مواقفه إلى الحق والقانون، هذا على الصعيد الوطني.

وتابع: أما على الصعيدين الاقليمي والعالمي، فالرئيس الحص كان شخصية لبنانية معروفة ومحبوبة ومقدّرة ولها مواقف، ونحن كلبنانيين نفتخر بها.

وواصل: يستحضرني اليوم، موقف الرئيس الحص إبان فترة غزو الكويت، حيث كان أول زعيم عربي ودولي يدين ويندّد بهذا الفعل، رغم أن لبنان بلد صغير من حيث المساحة، ورغم معاناة لبنان آنذاك من حرب، ولكن كل ذلك لم يمنعه من اتخاذ موقف جريء وشجاع، وقد يفوق قدرة بلد بحجم لبنان.

وقال القائم بالأعمال اللبناني: لكننا اليوم كلبنانيين، فخورون بالراحل سليم الحص، وفخورون بالموقف الذي اتخذه آنذاك، وهذا الموقف لا يزال يتذكره اخواننا وأهلنا في الكويت، ويقدرون له هذا الموقف رغم مرور كل هذه السنوات، فنحمد الله أن هناك رجالات دولة مثل الرئيس الحص، ونحمد الله أن أهلنا في الكويت لهم من التقدير والوفاء ما ينعكس على لبنان واللبنانيين والجالية اللبنانية في الكويت، وهذا ليس بالغريب عن الكويتيين، اهل الوفاء وأهل المحبة وأهل الخير.

وفي نهاية كلمته، شكر عرفة ممثلي رؤساء البعثات الدبلوماسية على حضورهم، الذي وصفه بأنه «دليل على مكانة الراحل في دولهم، فضلاً عن مكانة لبنان واهتمام العالم بما يحدث في هذا البلد».