قبل ساعات فقط من أول مقابلة تلفزيونية لها، عززت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس من شعبيتها في الاستطلاعات الأخيرة، لاسيما بين فئتي اللاتينيين والنساء، حيث تقدمت بـ 4 نقاط على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي لا يقاتل لاستعادة الزخم الانتخابي فقط، ولكن أيضاً لإطفاء النيران داخل الحزب الجمهوري، بسبب تصاعد المخاوف من خسارة الانتخابات.

وأظهر أحدث استطلاع «رويترز/ إبسوس» تقدّم هاريس على ترامب بـ 4 نقاط (45 مقابل 41 بالمئة)، بعد أن أثار دخول نائبها المحتمل تيم والز حماساً جديداً في السباق نحو البيت الأبيض. واستفادت هاريس من أصوات النساء والناخبين من أصول لاتينية، لترفع تقدمها على ترامب من نقطة واحدة في أواخر يوليو الماضي إلى 4 نقاط في الاستطلاع الذي أُجري على امتداد 8 أيام بهامش خطأ لا يتجاوز 2 بالمئة.

Ad

وتقدمت هاريس على منافسها الجمهوري بـ 13 نقطة (49 مقابل 36 بالمئة) بين الناخبين من أصل لاتيني، في حين تقدّم ترامب بين الناخبين البيض والرجال، لكن شعبيته تراجعت بين الناخبين الذين لا يحملون شهادة جامعية، ليتقلص تقدمه على هاريس إلى 7 نقاط فقط، منخفضاً من 14 نقطة سجلها في يوليو.

ورغم أن هاريس حققت نجاحات في استطلاعات الرأي الوطنية، فإن ترامب لا يزال متقدماً في الولايات السبع المتأرجحة، وهي ويسكونسن وبنسلفانيا وجورجيا وأريزونا وكارولينا الشمالية وميشيغان ونيفادا، وتقدم بنسبة 45 في المئة مقابل 43 لهاريس.

وأقر الخبير الجمهوري مات وولكينغ بأن «الترشح ضد هاريس يمثّل تحدياً أكبر لترامب، نظراً للتحول في أرقام الاستطلاعات»، مؤكداً أن ترامب يحتاج إلى البقاء مركّزاً قدر الإمكان في حملته «حتى لا يخيف» الناخبين الذين كانوا يميلون إليه لأنهم لا يحبون بايدن.

حماس متزايد

وقلب دخول هاريس السباق الرئاسي بعد انسحاب الرئيس بايدن المعادلة الانتخابية رأساً على عقب، حيث قال حوالي 73 بالمئة من الناخبين الديموقراطيين في الاستطلاع إنهم باتوا أكثر حماساً للتصويت، بينما وجد استطلاع «رويترز/ إبسوس» في مارس الماضي أن 61 بالمئة من الديموقراطيين كانوا ينوون التصويت لبايدن بشكل أساسي لوقف ترامب.

وفي هذا الصدد، قالت إيمي أليسون، وهي مؤسسة مجموعة ليبرالية تهدف لزيادة أعداد النساء الملونات في المناصب المنتخبة «نرى في هذا الاستطلاع أن الناس أكثر تحفيزاً للمستقبل من الماضي. إنهم ينظرون لهاريس كمستقبل، في حين يرى الجمهوريون هذه الانتخابات على أنها تتعلق بترامب فقط. من المرجح أن ينخرط الناخبون عندما يُمنحون خياراً أكثر من هزيمة ترامب».

في سياق متصل، استعانت حملة هاريس بالمحامية الأميركية من أصول مصرية بريندا عبدالعال لحشد دعم الجالية العربية، بعد أن كانت مسؤولة في وزارة الأمن الداخلي سابقاً عن قيادة التواصل مع الناخبين الأميركيين العرب الذين تؤثر أصواتهم في بعض الولايات، والتي قد تساعد بحسم الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل.

وستتولى عبدالعال مهمة حشد دعم جالية محبطة بسبب الدعم الأميركي لحرب إسرائيل في غزة، ويأتي تعيينها بعد أن عيّنت هاريس المحامية الأميركية من أصل أفغاني، نصرينا باركزي، للتواصل مع الأميركيين المسلمين.

كما يأتي تعيين عبدالعال قبل أسبوع من زيارة هاريس لولاية ميشيغان التي يوجد بها واحدة من أكبر تجمعات المسلمين والعرب الأميركيين في الولايات المتحدة.

مخاوف جمهورية

ويواجه ترامب مخاوف متزايدة داخل الحزب الجمهوري بشأن استراتيجيته ضد هاريس، إذ رغم استفادته في وقت سابق من محاولة اغتيال فاشلة جعلته يتصدر استطلاعات الرأي، شهدت الأسابيع الأخيرة زخماً دفع المرشحة الديموقراطية إلى مقدمة الاستطلاعات، مما أثار قلق الاستراتيجيين والمانحين الجمهوريين بشأن قدرة مرشحهم على شن حملة معاكسة تعيده للبيت الأبيض.

وتشمل المخاوف الرئيسية بين الجمهوريين فشل ترامب في تقديم رسالة متسقة ومنضبطة، وافتقاره إلى تقديم تعريف سلبي عن منافسته، حيث سعى إلى تصوير هاريس على أنها اشتراكية راديكالية، واصفًا إياها بـ «الرفيقة كامالا»، وبالحرباء السياسية التي تستمر في تغيير مواقفها السياسية، غير أن هذه الاستراتيجية «التي تعتتمد على رمي السباغيتي على الحائط وانتظار ما إذا كان سيلتصق فشلت، كما كان متوقعا»، وفق الخبير الاستراتيجي الجمهوري جون فيهيري.

وعلاوة على ذلك، فإن هجمات ترامب الشخصية، بما في ذلك تعليقاته حول عرق هاريس ومنشوراتها على وسائل التواصل، أدت إلى نفور الناخبين المحتملين بشكل أكبر.

تحالفات هامشية

وإضافة إلى هذا القلق، تحالف ترامب مع سياسيين هامشيين، مثل روبرت كينيدي جونيور وتولسي غابارد، وهو ما يخشى بعض الجمهوريين أن يؤدي إلى نفور المزيد من الناخبين. وفيما حاول ترامب استعادة الزخم من خلال إعادة بعض المستشارين السابقين والتخطيط للهجوم ضد هاريس، هناك شكوك داخل الحزب حول ما إذا كان هذا سيكون كافياً لتغيير المعادلة الانتخابية.

في هذا السياق، حذر إريك ليفين، وهو محام في نيويورك وأحد المتبرعين البارزين للحزب الجمهوري، في تصريح لـ «فاينانشال تايمز» من أن ترامب «سيخسر إذا استمر على هذا المسار»، مؤكداً أن «الطريقة الوحيدة للحصول على أصوات الناخبين الذين سيصوّتون لهاريس هي تغيير الاستراتيجية».

من جانبه، قال الاستراتيجي الجمهوري كيفن مادن إن «المزاج السائد بين الجمهوريين منذ الشهر الماضي، هو الإحباط»، بينما تعهّد ترامب بتنفيذ حملة أكثر تنسيقاً ضد هاريس، فيما يشعر جمهوريون بالقلق من أن اعتماده على شخصيات واستراتيجيات مثيرة للانقسام قد يأتي بنتائج عكسية.

في سياق آخر، أفاد تقرير بأن معاوني ترامب دفعوا مسؤولا خلال زيارة المرشح الجمهوري الى مقبرة آرلينغتون الوطنية لقتلى الحرب الأسبوع الماضي.

وأفادت محطة إن بي آر بأن مسؤولاً في مقبرة آرلينغتون الوطنية حاول منع معاونين للمرشح الجمهوري من التقاط مشاهد بالفيديو وصور فوتوغرافية في قسم مخصص لقتلى سقطوا في حروب دارت خلال السنوات الأخيرة، حيث إن التصوير محظور. ووفق التقرير، دفع معاونو ترامب الموظف، ووجهوا إليه ألفاظاً مسيئة.