بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، زيارة لصربيا تستغرق يومين، تعتزم خلالها باريس إتمام بيع 12 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز رافال إلى هذه الدولة البلقانية التي تحافظ على علاقات ودية مع روسيا، في محاولة ضمنية لإبعاد بلغراد عن موسكو.

وأبدى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش تفاؤله بشأن توقيع هذا «العقد الضخم». وقال «يمكن لصربيا أن تصبح عضواً في نادي رافال»، مشيراً إلى أن أسطول بلاده من الطائرات الحربية روسي بالكامل.

Ad

وتشير باريس إلى أن بلغراد المرشّحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 2009 يمكن أن تتخذ «الخيار الاستراتيجي» المتمثّل في «التعاون مع دولة أوروبية» لتجديد أسطولها.

ويقول الباحث في معهد الدراسات الأوروبية في بلغراد، ميلان إيغروتينوفيتش، إنّ «ابتعاد صربيا عن روسيا» لتجديد طائراتها «له ثقل سياسي اليوم».

وبالنسبة إلى فوك فوكسانوفيتش من مركز السياسة الأمنية، وهو مركز أبحاث آخر في العاصمة الصربية، فإن «فوتشيتش يبحث عن حل لاستبدال طائرات الميغ القديمة». ويقول «كرواتيا المجاورة التي تمتلك طائرات رافال الخاصة بها، سيكون لها التفوّق الجوي في غرب البلقان. ولا يمكن لغرور فوتشيتش أن يسمح بقبول ذلك». ويضيف «إضافة إلى ذلك، يعتقد أنّه من خلال شراء طائرات رافال، وهي منتج باهظ الثمن للغاية لصناعة الأسلحة الفرنسية، فإنّه سيشتري الحماية السياسية... ».

وتؤيّد فرنسا رسميا انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يدافع عنه فوتشيتش منذ فترة طويلة.

من جهة أخرى، سيدعو ماكرون صربيا إلى «تطبيع العلاقات مع كوسوفو»، الأمر الذي يعدّ «جزءاً لا يتجزّأ» من هذا «التقارب» مع الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ومنذ استقلال كوسوفو عام 2008 الذي لم تعترف به صربيا، على عكس العديد من الدول الغربية، باءت جميع محاولات التهدئة والحوار بالفشل.

ويجري ماكرون هذه الزيارة على الرغم من الأزمة السياسية التي تشهدها فرنسا، حيث يجب أن يعيّن رئيساً جديداً للحكومة في الأيام المقبلة.