قمة توطيد الشراكة بين الكويت والصين
• ممثل الأمير والرئيس الصيني بحثا آخر المستجدات ووجهات النظر بشأن قمتَي الرياض
• خادم الحرمين وشي جينبينغ يوقّعان شراكة استراتيجية شاملة
في جو ودي عكس عمق العلاقات الطيبة بين الكويت والصين وروح التفاهم والصداقة التي تجمعهما، التقى ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، أمس، الرئيس الصيني شي جينبينغ بمقر إقامة الأخير في الرياض.
واستعرض الطرفان العلاقات الثنائية التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين والسبل الكفيلة بدعمها وتنميتها في شتى المجالات، بما يسهم في تحقيق المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة، ورفع مستوى الرفاهية للشعبين، وتعزيز سبل التقدم والتنمية، والسعي إلى توطيد الشراكة الاستراتيجية لترسيخ آفاق التعاون.
وتطرق اللقاء إلى بحث أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، وتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن القمتين الخليجية الصينية، والعربية الصينية المقامتين بالرياض.
في موازاة ذلك، أجرى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، محادثات مع الرئيس الصيني، استعرضا خلالها العلاقات بين البلدين، ووقّعا اتفاقية للشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وكان شي، الذي وصل إلى الرياض، أمس الأول، أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي، ووقعا مذكرة لمواءمة خطة 2030 التنموية السعودية مع مشروع الحزام والطريق الصيني، ومذكرة لتعليم اللغة الصينية في السعودية، فضلاً عن توقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات بين القوتين الاقتصاديتين الطامحتين، لتعزيز تقاربهما رغم تحذيرات واشنطن من تصاعد نفوذ بكين.
وبحسب وسائل إعلام سعودية حكومية، تصل قيمة الاتفاقات إلى نحو 29.3 مليار دولار، وفي حين تسعى الصين إلى تعزيز اقتصادها المتضرر من فيروس كورونا، يسعى السعوديون، حلفاء الولايات المتحدة التاريخيون، إلى تنويع تحالفاتهم الاقتصادية والسياسية.
وأمس الأول أعلنت وسائل الإعلام الحكومية السعودية، توقيع 34 اتفاقية استثمار في قطاعات تشمل الهيدروجين الأخضر، وتكنولوجيا المعلومات والنقل والبناء.
وتعمل الصين، أكبر مستهلك للنفط السعودي، على تقوية علاقاتها التجارية والسياسية مع منطقة تعتمد منذ فترة طويلة على واشنطن في الحماية العسكرية، لكنها أعربت عن مخاوفها من تراجع الوجود الأميركي.
وكان الرئيس الصيني، قال في مقال بصحيفة الرياض، إن زيارته للمملكة تفتح عصراً جديداً للعلاقات مع العالم العربي الذي يعد عضواً مهماً في صفوف الدول النامية، مضيفاً أن الصين تبقى أكبر شريك تجاري لمجلس التعاون الخليجي، وأكبر مستورد لمنتجاته.
وأشار إلى أن السعودية حققت نتائج إيجابية للتنويع الاقتصادي والاجتماعي، لافتاً إلى أن المملكة أطلقت مبادرات مهمة، مثل الشرق الأوسط الأخضر، والسعودية الخضراء، مؤكداً دعم بكين لجهود الدول العربية في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها.
من جهته، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أمس الأول: «نحن مدركون للنفوذ الذي تحاول الصين توسيعه حول العالم، والشرق الأوسط هو بالتأكيد من بين هذه المناطق، إذ يرغبون في تعميق مستوى نفوذهم»، معربا عن اعتقاده بأن «العديد من الأمور التي يسعون إليها، وطريقة سعيهم إليها، لا تتلاءم مع الحفاظ على النظام الدولي الذي تحكمه قواعد» محددة.
وتابع كيربي: «لا نطلب من الدول الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكن كما قال الرئيس مرّات عدّة، نعتقد أن واشنطن بالتأكيد في وضع يتيح لها القيادة في إطار هذه المنافسة الاستراتيجية».
ويقوم شي بثالث رحلة له إلى الخارج منذ أن دفعت جائحة «كوفيد» بلاده إلى إغلاق حدودها، والشروع في سلسلة من عمليات الإغلاق، مما أضر باقتصادها العملاق.