أجرت «سيرفس هيرو» بالشراكة مع كيانات رئيسية أول دراسة استقصائية عن الصحة العقلية في الكويت خلال الفترة من منتصف أكتوبر إلى منتصف نوفمبر واستندت إلى مقياس وارويك- إدنبرة للرفاهية العقلية.

وقالت الرئيسة التنفيذية والمؤسسة ل«النوير» الشيخة انتصار الصباح، في تصريح صحافي، «إننا في (النوير) نعزز أهمية الرفاهية العقلية منذ عام 2013 من خلال تزويد المجتمع الكويتي بأدوات إيجابية لتمكينه وبناء قدرته على الصمود».

Ad

وشددت على «إيمانها بالتغيير السلوكي الاجتماعي الذي يبدأ دائماً بإدراك أن كل واحد منا يمكنه التكيف مع العادات الإيجابية والتي على المدى الطويل، تعزز رفاهيتنا العقلية كأفراد وتنميتنا كأمة».

من جهتها، قالت رئيسة «سيرفس هيرو» فاتن أبوغزالة، إنه «تم تنفيذ هذا الاستطلاع لتعزيز الأمل بين أولئك الذين يعانون من العزلة، وإن كانوا محاطين بالعائلة والأصدقاء».

وأضافت أبوغزالة: نحن ممتنون جداً لشركائنا الذين من خلالهم تمكنا أن نجمع مثل هذه العينة الدقيقة، وعلى وجه الخصوص (النوير)، شريكنا الاستراتيجي، مشيرة إلى أن الجهات الداعمة للمبادرة هي: (النوير) كشريك استراتيجي، وبنك الكويت الوطني وبنك بوبيان بصفتهما رعاة ذهبيين، والجهات الراعية هي بنك الخليج، ومركز فوزية سلطان للصحة، وسوربتمست، وEn.v، وTrashtag، والجامعة الأميركية في الكويت.

وتابعت: وبعد التدقيق تم اعتماد العينة بعدد مشاركات بلغت 4.372 والتي تشكل أساس التقرير، وينقسم تركيبة العينة بالتساوي حسب الجنس، من حيث الجنسية 69% كويتيون، ومن حيث جهة العمل 39% قطاع خاص، 20% موظفون حكوميون، والمستوى الدراسي 51% خريجون جامعيون، و24% تتراوح أعمارهم بين 18-29، و32% تتراوح أعمارهم بين 30-39، و23% بين 40-49.

وكشفت أن نتائج دراسة الصحة العقلية – بناء على مقياس وارويك- إدنبرة للرفاهية العقلية، حصلت الكويت على 45.4 نقطة من إجمالي 65، وهذا أعلى بنقطتين تقريباً من المعيار الإسكتلندي لعام 2021 البالغ 43.6 (ملاحظة أن التقييم الإسكتلندي كان خلال فترة انتشار كوفيد -19).

أربع مجموعات

وأوضحت أنه تم تقسيم العينة إلى أربع مجموعات تعكس نقاط تطور مقياس وارويك-إدنبرة للصحة العقلية هي:

1- الاكتئاب الإكلينيكي: (16% من العينة مع درجة أقل من 35 نقطة) - واحد من كل 3 أشخاص دون سن 16 عاماً وواحد من كل 4 أشخاص دون سن 30 عاماً تم تحديدهم في هذه المجموعة. وهذا الرقم هو الأعلى بين غير العرب الذين تقل أعمارهم عن 16 (40%) والكويتيين (26%) والعاطلين عن العمل (24%).

وواحدة من كل ثلاث إناث تتراوح أعمارهن بين 18 و39 عاما تنتمي لهذه المجموعة.

2- الاكتئاب الخفيف: (10% من العينة، درجات بين 36-39 نقطة) – الأغلبية بين الفتيات في الفئة العمرية 16-17 (18%)، و15% من الطلاب الكويتيين، و20% من المتقاعدين غير العرب، و20% بين الإناث العربيات العاطلات عن العمل.

3- الصحة العقلية الإيجابية المقبولة: (38% من العينة، درجات بين 40-49) - تمثل هذه المجموعة جميع شرائح السكان دون ملاحظة اختلافات كبيرة.

4- الصحة العقلية الإيجابية: (37% من العينة، درجات تتراوح بين 50-65 نقطة) - 81% من موظفي الحكومة الكويتية الذكور، 64% من الذكور في الخمسينيات من العمر يعملون في القطاع الخاص، 70% من الإناث فوق 50 و57% من الطلاب العرب وخريجي الجامعات.

انخفاض الرفاهية

وأشارت إلى أنه بالنظر إلى الأسباب الرئيسية التي تقلل من رفاهية الناس، وجد أن التوتر أو عدم الشعور بالاسترخاء عند 3.2 نقاط، والشعور بنقص الطاقة (نقطة 3.2)، وعدم الشعور بالبهجة (3.3 نقاط).

وأردفت: كما ترك المستجيبون تعليقات حول مخاوف بشأن المستقبل، حيث كانت أكبر مجموعة من الاهتمامات خاصة بالكويت (20%) وكانت تتعلق بمخاوفهم بشأن البنية التحتية الضعيفة، وعدم اليقين بشأن المستقبل، والتشريعات.

ونوهت أبو غزالة إلى أن التعليقات حول الموارد الطبية بلغت 17% وأشارت إلى مشكلات تتعلق بإمكانية الحصول على مساعدة، والقدرة على تحمل التكاليف، ونقص المهنيين الجيدين، والأدوية.

بعض الحلول

واقترحت الدراسة لتحسين الصحة العقلية في الكويت أربع مجالات في مقدمتها جعل الموارد متاحة بسهولة في العيادات الحكومية والخاصة وتسهل الوصول إليها بسهولة، وإطلاق حملات توعية لإزالة وصمة المرض وتغيير المواقف.

ودعت إلى تعيين مستشارين مؤهلين في المدارس، وتدريب أولياء الأمور على التعرف على مشكلات الصحة العقلية، وتمكين المزيد من الأنشطة الترفيهية وتشجيع أصحاب العمل على برامج الرفاهية العقلية.