لماذا يحب البعض القراءة أكثر من غيرهم؟ هو سؤال طرحه الكاتب الأميركي جو بينسكر في صحيفة ذي أتلانتيك بعد أن لفت انتباهه أن هناك من الناس من يحب القراءة منذ الصغر، ويستمر في تعلقه بالكتب، في حين أن آخرين عازفون عن ذلك، وبينما هناك من يستمتع بالإمساك بكتاب، لا يحدث ذلك مع آخرين.

وأرجع بينسكر ذلك إلى عدة عوامل، كان من بين أهمها البيت الذي يولد فيه الإنسان، وثقافة القراءة التي يوجدها الوالدان فيه، وجاء في المقال أنه مر على الشعب الأميركي فترة ما بين منتصف القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، ازدهرت فيها القراءة حتى سميت «حقبة القراءة»، وذلك نتيجة للتطور الكبير الذي حدث في تكنولوجيا الطباعة، لكن ظهور التلفاز أخمده فيما بعد.

Ad

وقال غريسوولد إن الأنماط «التي يمكن أن يكون عليها الناس فيما يتعلق بالقراءة» متوقعة جداً، ومنها أنه كلما ازداد تعليم الفرد زادت قراءته، وأن سكان المدن يقرأون أكثر من القرى، وأن القراءة مرتبطة بالترف، وأن البنات يقرأن في عمر أبكر من الأولاد ويبقين كذلك خلال مرحلة المراهقة.

وتضيف دراسة وردت في المقال المذكور أن للعرق دوراً في الموضوع، حيث تبين أن 60% من الأمريكان البيض قرأوا كتاباً خارج العمل أو الدراسة خلال عام 2018، مقابل الأفارقة (47%)، والآسيويين (45%)، والأمريكان من أصل إسباني (32%)، مع الارتباط بين التعليم والقراءة، وتضيف الدراسة أن وجود هذه الخصائص والانتماءات العرقية لا يثبت أو ينفي أن يصبح المرء قارئاً.

وتؤثر بعض السمات الشخصية في القراءة، حيث تبين أن الانطوائيين يميلون إلى قضاء أوقات فراغهم في القراءة أكثر من غيرهم، كما أشارت الدراسة إلى أهمية وجود الكتب داخل البيوت، بوصفها عاملاً مهماً في دفع الأطفال للقراءة.

وختاماً قد تكون هذه الدراسة مرتبطة بمنطقة جغرافية محددة، وقد تنطبق وربما لا تنطبق على غيرها من المناطق، لكنها تعطي مؤشراً إلى دور بعض العوامل التربوية أو البيئية في دفع البعض نحو القراءة وإبعاد آخرين عنها، ولا يمكن حسم ذلك في مجتمعاتنا العربية إلا بإجراء دراسات شبيهة بهذه الدراسات الغربية.