يواجه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي اختباراً صعباً آخر نحو تحقيق حلمه في إعادة لقب كأس العالم لكرة القدم إلى بلاده من جديد، حينما يلتقي منتخب الأرجنتين نظيره الهولندي بدور الثمانية لمونديال قطر 2022، اليوم (الجمعة)، على ملعب لوسيل.

Ad

وتعتبر المباراة بمنزلة نهائي مبكر للبطولة، حيث تعيد إلى الأذهان اللقاءات السابقة التي جمعت بين المنتخبين في كأس العالم، والتي كان أبرزها المباراة النهائية لنسخة المسابقة عام 1978 بالأرجنتين، والتي توج من خلالها منتخب راقصي التانغو بلقبه الأول في البطولة، عقب فوزه 3-1 على منتخب الطواحين.

ويأمل كلا المنتخبين اقتناص بطاقة الترشح للمربع الذهبي في البطولة الأهم والأقوى في عالم الساحرة المستديرة، من أجل مواصلة أحلامهما، حيث يتطلع منتخب الأرجنتين للتتويج بلقبه الثالث في البطولة، والأول منذ 36 عاماً، في حين يبحث منتخب هولندا عن حمل كأس العالم للمرة الأولى، بعدما صعد للمباراة النهائية 3 مرات.

تصدر المجموعة الثالثة

وخلال مسيرته بالنسخة الحالية للمونديال، صعد المنتخب الأرجنتيني، الذي يشارك في كأس العالم للمرة ال 18، إلى دور ال 16 عقب تصدره ترتيب المجموعة الثالثة، التي ضمت منتخبات بولندا والمكسيك والسعودية، برصيد 6 نقاط، من فوزين وخسارة وحيدة.

وتأهل منتخب الأرجنتين لدور الثمانية بالبطولة للمرة السابعة في النسخ العشر الأخيرة للبطولة، إثر تغلبه 2 - 1 على منتخب أستراليا في دور ال 16، حيث يأمل حالياً بلوغ المربع الذهبي للمونديال للمرة السادسة في تاريخه، والثانية في آخر 3 نسخ.

ويدين منتخب الأرجنتين بفضل كبير في صعوده إلى هذا الدور لميسي، الذي ساهم بأربعة أهداف من إجمالي 7 أهداف أحرزها الفريق في البطولة حتى الآن، عقب تسجيله 3 أهداف، وقيامه بتمريرة حاسمة واحدة.

ويأمل ميسي، الذي توج بجائزة أفضل لاعب في العالم 7 مرات، كتابة اسمه بحروف من ذهب في تاريخ كرة القدم العالمية مع مواطنه الراحل دييغو مارادونا والأسطورة البرازيلي بيليه، اللذين جمعا بين المهارة المذهلة وحصد الألقاب والجوائز والشعبية الطاغية، إضافة للفوز بكأس العالم، الذي مازال لاعب باريس سان جرمان الفرنسي يحلم بتتويجه الأول بها.

وواصل ميسي صناعة التاريخ مع المنتخب الأرجنتيني في المونديال، عقب افتتاحه التسجيل خلال مباراة أستراليا، التي شهدت خوضه المباراة رقم 1000 في مسيرته داخل المستطيل الأخضر، سواء مع منتخب بلاده، أو مع فريقيه، الحالي باريس سان جرمان، والسابق برشلونة الإسباني.

ورغم أن هذا الهدف هو الأول لميسي في الأدوار الإقصائية بالمونديال، لكنه حمل الرقم 9 في سجل أهدافه مع الأرجنتين خلال مسيرته الطويلة بكأس العالم، التي بدأت في نسخة عام 2006 بألمانيا، ليصبح على بُعد هدف وحيد من أجل معادلة المهاجم السابق جابرييل باتيستوتا، الهداف التاريخي للمنتخب اللاتيني في المونديال.

وعزز ميسي تصدره لقائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب الأرجنتين، بتسجيله 94 هدفاً في 169 مباراة خاضها مع الفريق بمختلف المسابقات، كما وصل إلى هدفه ال 14 مع الفريق خلال عام 2022، أكثر من أي عام ميلادي آخر.

مهمة صعبة

من جانبه، يحلم منتخب هولندا بالظهور في الدور قبل النهائي لكأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، في مشاركته ال 11 بالمونديال، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره.

وتصدَّر فريق المدرب المخضرم لويس فان غال ترتيب المجموعة الأولى، التي ضمت منتخبات قطر والسنغال والإكوادور، برصيد 7 نقاط، محققاً فوزين وتعادلاً وحيداً.

ولم يجد المنتخب الهولندي أدنى صعوبة في اجتياز نظيره الأميركي بدور ال 16، بعدما تغلب عليه 3-1، حيث حسمت خبرة لاعبيه الموقف لمصلحتهم، رغم محاولات المنتخب الأميركي تحقيق المفاجأة.

ووضع دينزل دومفريس بصمته على أهداف منتخب هولندا في المباراة، بعدما صنع هدفي زميليه ممفيس ديباي ودالي بليند، قبل أن يحرز الهدف الثالث للمنتخب البرتقالي.

ويتطلع منتخب هولندا للثأر من خسارته أمام الأرجنتين بركلات الترجيح في آخر مواجهة جرت بينهما بكأس العالم، في الدور قبل النهائي بنسخة 2014 في البرازيل، حيث كان فان غال يتولى حينها قيادة المنتخب الهولندي.

لويس فان غال مدرب المنتخب الهولندي لكرة القدم

فان غال: استعدادنا جيد للمباراة

أكد لويس فان غال مدرب المنتخب الهولندي لكرة القدم، أنّ المنتخب جاهز لخوض مباراة اليوم أمام الأرجنتين في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم قطر 2022.

وقال لويس فان غال في المؤتمر الصحافي أمس «جاهزون لمباراة اليوم أمام الأرجنتين. من الصعب أن نلعب بطريقة هجومية. طورنا أداء المنتخب في الاهتمام بالجانب الدفاعي، وطريقة لعبنا الدفاعية أصبحت تطبق في العديد من المنتخبات العالمية».

وأضاف «المنتخب الهولندي يسعى لأن يكون من أفضل المنتخبات في العالم. الفريق أصبح يقدم مستويات جيدة بطريقة تعتمد على الدفاع والمباريات التي خاضها في هذه المونيدال تؤكد ذلك»، متمنياً أن تحصل هولندا على لقب هذه البطولة.

وعن استعداده للمباراة قال فان غال «استعددنا جيداً لمباراة اليوم، حتى ركلات الجزاء الترجيحية تدربنا عليها، وسنقدم كل ما لدينا من قوة لتحقيق الفوز. علينا أن نتحمل الضغط خلال المباراة».

وأشاد مدرب هولندا بوصول المنتخب المغربي لربع نهائي المونديال، وقال «اللاعبون المغاربة يقدمون مستوى فنيا عاليا في المونديال، كما أنّ مدرب المنتخب وليد الركراكي وُفِق بشكل كبير».

من جانبه، قال اللاعب الهولندي ممفيس ديباي «لويس فان غال مدرب كبير غيّر الكثير في المنتخب والنتائج تثبت ذلك، صرامته ورؤيته وشخصيته من أهم مميزات بناء منتخب قوي، ونجح في تعزيز قوة المنتخب، فهو مدرب له رؤية واضحة يقوم بإيصالها لعناصر المنتخب خلال التدريبات».

المدير الفني لمنتخب الأرجنتين ليونيل سكالوني

سكالوني: الخصم يقدّم كرة قدم عصرية

قال المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، ليونيل سكالوني، إن مواجهة هولندا في ربع نهائي المونديال، ستكون قوية، لأنّ الخصم يقدم كرة قدم عصرية، مشيراً الى انه «لا نريد استباق الأمور حول الخطة، المدربون يلجأون كثيرًا إلى تعديل الأسلوب على مدار المباراة، سنرى ما سيحدث».

وتابع: «مندهش من انتشار الأخبار حول إصابة رودريغو دي بول، المران كان مغلقا، هذا أمر غريب حول مصدر هذه المعلومة».

ولفت إلى أنه «حالة دي ماريا ورودريغو ستتحدد بعد مران اليوم، تدربنا على ركلات الجزاء، لكن لا نفكر فيها مطلقا لأنها تأتي بعد الوقتين الأصلي والإضافي».

وقال: «منتخبات ربع النهائي يمكنها الوصول إلى نهائي البطولة، الفرص متساوية بين الجميع، والتفاصيل تحسم الأمر، لا يمكن البوح بمن أرشحه للتتويج».

وشدد على أن «ما يقوله فان جال مدرب هولندا ليس سرًا، كرة القدم أصبحت تلعب كفريق، هولندا منتخب متوازن يملك مهاجمين، لكنهم يدافعون، هذه رؤيتي لهم في الوقت الحالي».

وأوضح أنه «اليوم ستكون مباراة جميلة ورائعة، نتحدث عن منتخبين لديهم ما يقولونه في الهجوم، سنتابع دفاعهم عن قرب، نتحلى بالهدوء وسنقدم كل ما لدينا للفوز على هولندا».

وزاد سكالوني: «كل اللاعبين لدينا ساهموا في تطوير الفريق، فرنانديز لاعب جيد، نحن راضون عما قدمه معنا حتى الآن».

وقال: «ديبالا لم يلعب لأنني أراه غير جاهز، هو لاعب جيد يمكنه أن يكون أساسيا، لدينا 26 لاعبا وندفع باللاعبين المناسبين من وجهة نظرنا».

وأضاف: «هدفنا التركيز على الفوز في الوقت الأصلي، هذا أمر مهم، نسعى لتجنب الوقت الإضافي أو اللجوء لركلات الترجيح».

ولفت إلى أنه «لقد تابعت بعض مباريات هولندا، نمتلك فرصة تحسين بعض المراكز، وهناك بعض أوجه الاختلاف، كل منتخب وطني له هوية وأسلوب لعب مختلف».

وختم: «منتخب الأرجنتين يقدّم مستويات رائعة، علينا أن نقدم كرة قدم جميلة أحيانا، وقاسية في بعض الأوقات».

دنزل دامفريس

دامفريس الورقة الرابحة

بعد تأثره بالانتقادات الموجهة إليه خلال دور المجموعات من مونديال قطر، لجأ دنزل دامفريس إلى معالجته النفسية، من أجل مساعدته على التعامل مع الضغط، وكانت النتيجة أن لعب الدور الأساسي في قيادة منتخب هولندا إلى الدور ربع النهائي.

ويأمل ظهير إنتر الإيطالي أن يواصل تألقه حين يلتقي «البرتقالي» مع الأرجنتين.

أقر دامفريس أن «الشك» بدأ يشق طريقه إليه بعد الانتقادات الموجهة له من بعض النجوم الهولنديين السابقين، وحتى وسائل الإعلام الإيطالية التي راقبت أداءه، كونه من نجوم إنتر.

وكان الهولندي صريحاً بشأن هذا الموضوع في المنطقة الإعلامية المختلطة لاستاد خليفة، بعد الفوز على الولايات المتحدة 3-1 بهدف وتمريرتين حاسمتين منه.

وظهر دامفريس، الذي يعتبر «الصمود الذهني جانباً أساسياً» في الرياضات عالية المستوى، في أفضل صورة له أمام الولايات المتحدة.

وبفضل خطة 2-5-3 المفضلة لدى مدربه لويس فان خال، تألق دامفريس على الجهة اليمنى من خط الوسط، فصنع تمريرة حاسمة في الدقيقة العاشرة لممفيس ديباي، وأخرى نسخة طبق الأصل لدالي بليند، ثم سجل هدفاً ثالثاً حاسماً قبل عشر دقائق من صافرة النهاية، ليلعب بذلك الدور الرئيسي في قيادة بلاده إلى ربع النهائي.

إنجاز المساهمة المباشرة بثلاثة أهداف في مباراة واحدة بكأس العالم للاعب هولندي، لم يسبقه إليه سوى النجمين السابقين يوهان كرويف (1974) وروب رنسنبرينك (1978).

ليست البطولة الأولى يتألق فيها لاعب إنتر، إذ سبق له أن أبرز مواهبه التسارعية في السبرينت خلال كأس أوروبا الصيف الماضي، لكن في حينها ودَّعت هولندا من ثُمن النهائي بخفّي حُنين أمام التشيك 0-2.

وبعدما اكتسب دامفريس وزملاؤه قوة خلال المواجهات الأربع الأولى، يدخلون موقعة اليوم بروح معنوية مرتفعة.

الحكم الإسباني ماتيو لاهوز

الإسباني لاهوز يدير المباراة

اختير الحكم الإسباني ماتيو لاهوز لإدارة مباراة الأرجنتين وهولندا اليوم، في دور الثمانية بمونديال 2022 بقطر، وسيعاون لاهوز مواطناه باو سيبريان وروبرتو دياز، بينما سيكون الجنوب افريقي فيكتور غوميز حكما رابعا.

أما حكام تقنية الفيديو «VAR» فهم الأميركي كايل أتكينز، ومساعده الأول الكندي درو فيتشر، وحكم تقنية التسلل الإيطالي أليساندرو جيالانتيني، إضافة إلى التشيلي خوليو باسكونيان.

وتعد هذه ثالث مباراة يقودها لاهوز تحكيميا، بعد قطر والسنغال، وإيران والولايات المتحدة في دور المجموعات.