كان حارس مرمى البرازيل الحالي، أليسون بيكر، لايزال طفلاً صغيراً عندما ارتمى كلاوديو تافاريل إلى اليسار ليبعد ركلة الترجيح التي نفذها دانييلي ماسارو ويساهم بفوز سيليساو بركلات الترجيح على إيطاليا في نهائي كأس العالم 1994.
بعد حوالي ثلاثة عقود من مساعدة البرازيل للفوز بكأس العالم للمرة الرابعة، يحاول تافاريل مساعدة العملاق الأميركي الجنوبي على إحراز لقبه السادس، وتعزيز رقمه القياسي.
أليسون: إنه المرجع
ويقول أليسون الذي لم يكن قد بلغ العامين من عمره لموقع «غلوبو إسبورتي» البرازيلي، وهو يتذكر رؤية حارس المرمى العظيم وهو يلعب عندما كان شاباً «كنت أصرخ تافاريل! إنه شيء لم يميّز طفولتي فحسب، بل أيضاً طفولة العديد من البرازيليين».
في الوقت الحالي، يتولى تافاريل (56 عاماً) الحليق الرأس تدريب حراس مرمى السيليساو، ويعمل مع أليسون، وكذلك حارس مانشستر سيتي الإنكليزي إيدرسون وويفيرتون من بالميراس بطل البرازيل.
إذا كان التركيز عموماً في المنتخب البرازيلي ينصب على الهجوم الاستعراضي، يمكن القول إن تافاريل لديه أفضل ثلاثة حراس مرمى في أي منتخب مشارك في كأس العالم الحالية حيث تستعد البرازيل لمواجهة كرواتيا في ربع النهائي اليوم الجمعة.
ويقول اليسون الذي تألق في المباراة ضد كوريا الجنوبية (4-1) مشيدا بتافاريل «إنه المرجع بالنسبة لنا. ما أدهشني فعلا عندما بدأت العمل معه في المنتخب الوطني هو الطريقة التي ينقل بها معرفته بشكل طبيعي من دون أن يفرض أي شيء عليك. لقد كان له تأثير كبير على تطوري كحارس مرمى».
يُنظر الى تافاريل كأحد أعظم حراس المرمى في البرازيل على الإطلاق. يعمل في طاقم المنتخب الوطني منذ عام 2014، لكن منذ العام الماضي شارك في دور مدرب حراسة المرمى تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب في ليفربول.
وتخلى تافاريل، الذي لعب أيضاً في هزيمة البرازيل في نهائي كأس العالم 1998 عن قفازاته عام 2003 وانتقل إلى التدريب بعد ذلك بعامين، حيث عمل تحت إشراف زميله القديم الروماني جورجي هاجي في العملاق التركي غلطة سراي. هناك، كان أول تلميذ له هو الحارس الكولومبي فريد موندراغون الذي خاض ثلاث نهائيات لكأس العالم.
وصرح موندراغون لوكالة «فرانس برس» بأن «كلاوديو شخص غير عادي ومحترف عظيم. لديه تقنية ممتازة بالقدمين ومعرفة كبيرة بالمنصب».
وتابع «أليسون وإيدرسون وويفيرتون لا يمكن أن يكونوا في أيدٍ أفضل».
وقال تافاريل في تصريحات خلال وجوده في الدوحة «نريد إنهاء المباريات دون تلقي أي هدف، لأنه عندما لا تسمح بتسجيل الأهداف يكون لديك المزيد من الهدوء عندما يتعلق الأمر بالهجوم».
ولم يدخل مرمى البرازيل سوى 5 أهداف في التصفيات الأميركية الجنوبية المؤهلة للنهائيات الحالية في 17 مباراة، ونجح تافاريل في اعتماد مبدأ المداورة بين جميع حراسه.
لكن في قطر، من الواضح أن أليسون هو الخيار الأول، حيث بدأ إيدرسون المباراة الأخيرة في دور المجموعات ضد الكاميرون، في حين شارك ويفيرتون في وقت متأخر ضد كوريا الجنوبية.
وقال ويفيرتون (34 عاماً) «نحن كالعائلة حيث يهتم الجميع ويحترم بعضهم البعض، ونحن نحقق نتائج في الملعب، وهذا هو الشيء الرئيسي».