ترامب يتجنب «معضلة الإجهاض» وهاريس ترفض الانجرار لسجال «عرقي»
بعدما وجد نفسه في مرمى الاستهداف، بسبب تغيير موقفه من الحق في الإجهاض، سعى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مرشح الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، إلى حشد قاعدته حول موضوع الدفاع عن القيم العائلية، خلال مشاركته، أمس الأول، كضيف شرف على التجمع السنوي لجمعية «أمهات من أجل الحرية» المحافظة القوية، التي تنظم حملات للدفاع عن حقوق الوالدين وتُعارض الحديث عن الهوية الجنسية أو التوجيه الجنسي في المدارس.
ويفاخر ترامب بأن تعيينه 3 قضاة محافظين في المحكمة العليا أتاح في يونيو 2022 إلغاء الضمانة الدستورية للحق في الإجهاض.
لكن في مواجهة الانتقادات المتكررة من الديموقراطيين، وتأييد غالبية الرأي العام الحق في الإجهاض، حرص المرشح الجمهوري الآن على تقديم نفسه مدافعاً عن «الحقوق الإنجابية». وقال على شبكته (تروث سوشيال) الأسبوع الماضي «ستكون إدارتي عظيمة بالنسبة إلى النساء وحقوقهن الإنجابية».
وذكر ترامب أنه يؤيد سداد تكاليف التلقيح الاصطناعي حتى يتمكن الأميركيون من إنجاب «مزيد من الأطفال»، وهي قضية حساسة جداً وتتخذ طابعاً سياسياً قبل انتخابات 5 نوفمبر. وأضاف أن مهلة الأسابيع الستة حالياً للإجهاض في ولاية فلوريدا التي يقيم فيها، «قصيرة جداً».
وخلال تجمّع جمعية «أمهات من أجل الحرية»، لم يتطرّق ترامب إلى مسألة الإجهاض، التي تعتبر قضية محورية في مناظرته المنتظرة مع هاريس، ووجد نفسه متهماً من المحافظين بخيانة الحركة المناهضة للإجهاض، من خلال تعديل موقفه بشأن هذا الموضوع الرئيسي.
وفي هذا الإطار، قالت رئيسة منظمة الحرية الإنجابية للجميع، ميني تيماراجو، إن «معظم الأميركيين يؤيدون الحق في الإجهاض والتخصيب بالمختبر وحبوب منع الحمل. لقد فهم هذا الأمر أخيرا، وسيفعل كل شيء لصرف الانتباه عن سجلّه السيئ والمروّع في هذه القضية».
أسوأ تصريح
وفيما كتبت مجلة ناشونال ريفيو أن «ترامب تخلى عن المؤيدين للحياة تماماً»، اعتبر مؤسس موقع ديلي واير، المحافظ جيريمي بورينغ، أن ما كتبه ترامب على شبكته «أسوأ تصريح» له منذ أن أطلق ترشيحه الأول إلى البيت الأبيض عام 2015، مستنكرا «تقلّبه في المواقف».
وقال فيليب كلاين من مجلة ناشونال ريفيو: «من الصعب عدم تفسيره في الواقع بأنه بيان مؤيد للخيار» (الصيغة المستخدمة للإشارة إلى المدافعين عن الحق في الإجهاض). واعتبر أنه «وفقا للمفهوم الشائع للمصطلح إذا كنت تدعم الحق في الإنجاب، فهذا يعني أنك تريد توسيع نطاق الوصول إلى الإجهاض».
وقال كلاين إن هذا الموقف غير الواضح والمتقلب سيؤدي إلى «إبعاد المؤيدين للحياة والتسبب في انقسامات بصفوف حزبه، دون القيام بأي شيء لإقناع المؤيدين للحق في الاختيار».
وتدعو الحركة المناهضة للإجهاض ترامب إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك، حيث يهاجم البعض علاجات الخصوبة مثل التلقيح الصناعي، بينما يقوم آخرون بحملات لفرض حظر وطني على الإجهاض لا يحظى بشعبية.
العرق والنوع
في المقابل، تفادت هاريس، التي تسعى إلى صنع التاريخ كأول امرأة سوداء وجنوب آسيوية تتولى رئاسة الولايات المتحدة، الآن الى التطرق الى عرقها أو نوعها الاجتماعي خلال حملتها الانتخابية، ورفضت أن تنجر الى جدل مع ترامب وحلفائه حين شككوا في هويتها العرقية وأدلوا بهجمات متحيّزة.
وتركز هاريس، بدلا من ذلك، على الحماسة الكبيرة التي أحدثها حلولها مكان الرئيس جو بايدن، وعلى قضايا مثل تكلفة المعيشة التي ترى أنها تستقطب اهتمام الناخبين بشكل أكبر.
وبدا ذلك واضحاً بشدة عندما ظهرت ونائبها تيم والز، في أول مقابلة تجرى معهما عبر شبكة سي إن إن الخميس. وسُئلت هاريس عن صورة متداولة لحفيدة أختها وهي تشاهد خطابها في المؤتمر الوطني الديموقراطي بشيكاغو، انتشرت على نطاق واسع كرمز لكسر الحواجز العنصرية والجنسانية.
لكن هاريس لم تقع في الفخ، وأجابت: «أنا أترشح لأنني أعتقد أنني أفضل شخص للقيام بهذه المهمة في هذه اللحظة لجميع الأميركيين، بغضّ النظر عن العرق والجندر».
واتهم ترامب خصوصاً منافسته بأنها «أصبحت سوداء» لأسباب انتخابية. وعندما سُئلت هاريس، المولودة لأب جامايكي وأم هندية، عن هذا الأمر، رفضت الخوض في تفاصيل قائلةً إنها «القصة القديمة نفسها»، مضيفة وهي تضحك «السؤال التالي من فضلكم».
وحافظت هاريس على مستوى الزخم بين تقدم أو تعادل مع ترامب في كل من الولايات السبع التي ستقرر، على الأرجح، نتيجة السباق.