مات الحليلُ بأحمدِ القسَماتِ تركَ الحياةَ وأهنأِ الأوقاتِ
فأبو العيالِ لكي يعالجَ صدرَهُ هجرَ البلادَ وعادَ بين رُفاتِ
في رحمةِ اللهِ الكريمِ مُكَفَّناً من بعدِ طولِ تصبُّرٍ وثباتِ
سيجارةٌ ملعونةٌ قد أنشبتْ أنيابَها الحرّى كسوءِ جُناةِ
واستحكمَ الوهَنُ الشديد تمكُّناً وانسدَّ مجرى تنفسِ النسماتِ
يا للحياةِ وكم بها من عِبرةٍ نخطو وكلُّ مسيرةٍ لمماتِ
كم ضحكةٍ كم فرحةٍ كانت لنا كم رحلةٍ سرنا مع العَزَماتِ
كم حسرةٍ عشنا وكم ألمٍ طغى كنا سويّاً أحلك الساعاتِ
كم صورة جمعت رباط وجودنا عشنا الحياةَ معاً مدى السنواتِ
حتى أُصِبتَ بضيقِ صدرٍ خانقٍ إذ قلتَ إني راحلٌ لوفاةِ
حقاً رحلتَ مُبكِّراً ولوجهةٍ يدنو إليها كلُّ حيٍّ آتِ
ذكراكَ يا ابن العمِّ فيني لم تزلْ تحيا بطيب البَوحِ والدعواتِ
كم قد عشقتَ صغارَنا ورعيتَهم لاعبتَهم بالجري والقفزاتِ
هيّأتَ لي جوَّ الكتابةِ هادئاً للشعرِ والإبحارِ بالكلماتِ
في صُحبةٍ تركت خُطاها ههنا في كل ركنٍ أبكمِ اللمساتِ
فجزاكَ ربُّ العالمين مكانةً في جنةٍ قُدسيةِ النفحاتِ
صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى في شاملِ الملكوتِ والرحماتِ
والآلِ آلِ البيتِ عِترتِهِ فهُمْ كسفينةٍ بمودَّةٍ ونجاةِ