توجه «أوبك+» لزيادة الإنتاج يضغط على أسعار النفط
تراجع برنت 2.4% في أغسطس والخام الأميركي يهبط 3.6%
قالت ستة مصادر في تحالف «أوبك+» لـ«رويترز»، إن من المرجح أن يمضي التحالف في زيادة إنتاج النفط التدريجية المخطط لها اعتباراً من أكتوبر، في وقت ستعادل انقطاعات من ليبيا وتعهدات بخفض الإنتاج من بعض الدول الأعضاء لتعويض إنتاج زائد تأثير تباطؤ الطلب.
ومن المقرر أن تزيد ثماني دول أعضاء في «أوبك +» الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يومياً في أكتوبر في إطار خطة لبدء الإلغاء التدريجي للخفض الأحدث للإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً، مع الإبقاء على تخفيضات أخرى حتى نهاية 2025.
وألقى تباطؤ نمو الطلب، ولا سيما في الصين، بظلاله على أسعار النفط ودفع بعض المحللين إلى التشكيك فيما إذا كان تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» والدول المتحالفة معها، سيمضون لزيادة الإنتاج في أكتوبر.
إلا أن المصادر الستة في «أوبك+» قالت لـ«رويترز»، إن خطة زيادة الإنتاج لا تزال قائمة، فخروج كميات من الإنتاج الليبي ستقلل المعروض في السوق، فضلاً عن أثر خفض أسعار الفائدة الذي تتزايد الآمال في أن يعلنه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) منتصف سبتمبر.
ولم ترد منظمة «أوبك» أو مركز التواصل الحكومي السعودي أو مكتب نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك حتى الآن على طلبات للتعليق.
وقال أحد المصادر: «هناك الكثير من الغموض بشأن الطلب، لكن هناك أيضاً أملاً في أن يعزز خفض أسعار الفائدة من جانب المركزي الأميركي النمو الاقتصادي».
وسبق أن أشارت أوبك إلى أنها قد توقف زيادات الإنتاج أو تعكس مسارها إذا رأت أن السوق ليست قوية بما يكفي.
وذكر مصدران، أن القرار بشأن زيادات الإنتاج المستقبلية سيتم اتخاذه على أساس شهري.
ولا توجد محادثات رسمية مقررة لـ«أوبك+» قبل اجتماع كبار الوزراء فيما تعرف بلجنة المراقبة الوزارية المشتركة في الثاني من أكتوبر ويمكن لهذه اللجنة أن ترفع توصيات لتحالف «أوبك+».
ولا تمثل الزيادة المقررة في أكتوبر إلا جزءاً صغيراً من الكمية المتوقفة من إنتاج ليبيا والبالغة 700 ألف برميل يومياً ومن التخفيضات التي تعهدت بها العراق وكازاخستان وروسيا للتعويض عن إنتاج زائد.
الأسعار
وعلى صعيد الأسعار، تراجعت أسعار النفط عند التسوية في جلسة، الجمعة، مع تقييم المستثمرين لتوقعات بزيادة تحالف «أوبك +» للإمدادات بدءاً من أكتوبر إضافة إلى تبدد الآمال في خفض سعر الفائدة بمعدل كبير في الولايات المتحدة الشهر المقبل، بعدما أظهرت بيانات التضخم الأميركية إنفاق المستهلكين.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر التي ينتهي أجلها الجمعة 1.14 دولار أو%1.43 إلى 78.80 دولاراً للبرميل عند التسوية، لتنخفض%0.3 على أساس أسبوعي و%2.4 على أساس شهري.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.36 دولار أو%3.11 إلى 73.55 دولاراً، لتنخفض%1.7 على أساس أسبوعي و%3.6 في أغسطس.
بينما ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.69 دولار ليبلغ 79.48 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الجمعة مقابل 77.79 دولاراً في تداولات يوم الخميس الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
التزام العراق
قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، إن العراق قدم خطوات واضحة وحاسمة للتعويض عن الكميات الزائدة من النفط المنتج، وأعطى تأكيدات بأنه سيحقق الالتزام الكامل بعد ذلك.
وأدلى الأمين العام للمنظمة هيثم الغيص بهذه التعليقات بعد اختتام زيارتين ناجحتين إلى العراق وكازاخستان، وفقاً لـ«رويترز».
قال مصدر مطلع لـ«رويترز» الخميس، إن العراق يعتزم خفض إنتاجه من النفط إلى ما بين 3.85 ملايين و3.9 ملايين برميل يومياً في سبتمبر في إطار خطة متفق عليها مع تحالف «أوبك +» لتعويض الإنتاج الزائد عن حصته.
وتأتي الخطة في وقت ينخفض فيه إنتاج النفط الليبي بسبب نزاع سياسي بين الفصائل المختلفة.
وسيؤدي الخفض إلى ضغط وضع سوق النفط قبل زيادة الإنتاج المزمعة من منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفائها، فيما يعرف باسم «أوبك+»، بدءاً من أكتوبر للبدء في تخفيف بعض تخفيضات الإنتاج.
وقالت «أوبك» نقلاً عن مصادر ثانوية، إن العراق أنتج نحو 4.25 ملايين برميل يومياً في يوليو. وهذا أعلى من حصته البالغة 4 ملايين برميل يومياً.
وقدمت وزارة النفط خطة إلى أوبك لتعويض فائض الإنتاج بين الشهر الجاري وسبتمبر من العام المقبل. وقالت أوبك الأسبوع الماضي إن فائض الإنتاج التراكمي للعراق بين يناير ويوليو بلغ 1.4 مليون برميل يومياً.
وقال المصدر إن العراق ألغى شحنة فورية حجمها مليون برميل في أغسطس لتقليص صادراته خلال الشهر.
وأضاف المصدر: كانت هناك عروض على الشحنة لكن سُحبت من السوق، مع تأجيل شحنتين أخريين بنفس الحجم من أغسطس إلى سبتمبر.
وقال المصدر، إن بغداد تعتزم خفض إنتاجها بدءاً من سبتمبرعبر خفض الصادرات إلى 3.3 ملايين برميل يومياً أو أقل، من 3.43 ملايين برميل يومياً وأيضاً عبر خفض الاستهلاك المحلي إلى 500 ألف برميل يومياً من 570 ألف برميل يومياً والطلب من حكومة كردستان العراق خفض إنتاجها إلى 50 ألف برميل يومياً من 150 ألف برميل يومياً.
وقالت أوبك على منصة «إكس»، إن عبدالغني «أكد التزام العراق بالتنفيذ الكامل وفي الوقت المناسب لتعديلات مستوى الإنتاج، بما في ذلك خطة التعويض كما تم الاتفاق عليها في إطار عمل إعلان التعاون»، مستخدمة الاسم الرسمي لأوبك+ التي تضم أوبك بقيادة السعودية بحكم الأمر الواقع مع حلفاء منتجين للنفط منهم روسيا.
النفط الليبي
قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في بيان الجمعة، إن إغلاق حقول نفطية في الآونة الأخيرة تسبب في فقد 63 في المئة تقريباً من الإنتاج الكلي للنفط في البلاد.
واتسع نطاق توقف إنتاج النفط في ليبيا، إذ تطالب قيادات في شرق البلاد السلطات في غرب البلاد بالتراجع عن قرار تغيير محافظ المصرف المركزي، وهو منصب مهم في دولة تمثل فيها السيطرة على إيرادات النفط مغنماً كبيراً لأي فصيل.
وتهدد أزمة بشأن السيطرة على مصرف ليبيا المركزي بوقوع موجة جديدة من عدم الاستقرار في بلد منتج رئيسي للنفط ومنقسم بين فصائل في الشرق والغرب اجتذب بعضها دعم تركيا وأخرى دعم روسيا.
وذكرت المؤسسة، أن إعادة تشغيل الحقول المتوقفة سيتطلب «تكاليف باهظة وجهوداً تقنية مضاعفة»، مشيرة إلى أن القطاع النفطي «يُعد العمود الفقري» للاقتصاد الليبي.
وشددت على أن «الأسباب التي أدت إلى إقفال النفط لا علاقة لها بالمؤسسة الوطنية للنفط»، مضيفة أن فرق المؤسسة تقيم الخسائر الناجمة عن حالات الإغلاق.
وتابعت المؤسسة في البيان «الإقفالات المتكررة تؤدي إلى فقدان جزء كبير من الإنتاج النفطي، وتتسبب في تدهور البنية التحتية للقطاع وتبدد الجهود المبذولة لتحقيق خطة زيادة الإنتاج».
وتعهدت فصائل في شرق البلاد بمواصلة وقف إنتاج ليبيا من النفط حتى يعيد المجلس الرئاسي المعترف به دولياً وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس بغرب البلاد محافظ مصرف ليبيا المركزي المخضرم الصديق الكبير إلى منصبه.
وقال المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي في 18 أغسطس، إنه أقال الصديق الكبير، وهو ما رفضه مجلس النواب المتمركز في الشرق وقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التي يقودها القائد العسكري خليفة حفتر.
الإنتاج الاميركي
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة، تراجع إجمالي إنتاج الحقول الأميركية الشهري من النفط الخام إلى 396.4 مليون برميل في يونيو من 408.8 ملايين برميل في مايو، وهي أعمق وتيرة انخفاض منذ تراجع الإنتاج الشهري في يناير بنحو 23.4 مليون برميل.
وحسب البيانات الشهرية الصادرة الجمعة، ارتفع عدد البراميل المنتَجة يومياً من الخام الأميركي بمقدار 25 ألف برميل يومياً على أساس شهري إلى 13.21 مليون برميل يومياً في يونيو.
بينما تراجع الطلب على النفط - مقيساً بالخام ومشتقاته الموردة إلى السوق- إلى 20.2 مليون برميل يومياً في يونيو، بانخفاض 551 ألف برميل يومياً عن مايو، لكن يظل ثاني أعلى مستوى هذا العام.
وفي يونيو، انخفض إنتاج الغاز الطبيعي الجاف على أساس سنوي للشهر الرابع على التوالي، حيث تراجع الإنتاج الشهري بنسبة%0.2 إلى 103 مليارات قدم مكعبة يومياً، وعلى الرغم من الانخفاض، كان هذا ثاني أعلى إنتاج خلال الشهر منذ عام 1973.
وبلغ استهلاك الغاز الطبيعي في يونيو نحو 80.9 مليار قدم مكعبة يومياً، ارتفاعاً بنسبة%2.8 على أساس سنوي، وقالت الإدارة، إن معدل الاستهلاك اليومي هو الأعلى خلال هذا الشهر منذ بداية استخدام المنهجية الحالية في الحساب عام 2001.
نتائج «غازبروم»
قالت شركة الطاقة الروسية «غازبروم»، إن صافي الدخل المحقق خلال النصف الأول من العام ارتفع بأكثر من ثلاثة أمثاله إلى 1.04 تريليون روبل (11.3 مليار دولار)، بفضل صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب ومبيعات النفط القوية وشرائها حصة «شل» في مشروع «سخالين - 2».
وخلال النصف الأول من عام 2024، ارتفعت الإيرادات إلى 5.09 تريليونات روبل (55.3 مليار دولار) من 4.1 تريليونات روبل (44.7 مليار دولار) قبل عام، كما ارتفعت أرباح الشركة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك بنسبة%19 على أساس سنوي إلى 1.459 تريليون روبل (15.9 مليار دولار).
وبحسب نتائج الأعمال المعلنة الخميس، تحولت أعمال «غازبروم» لتحقق صافي دخل في الربع الثاني بلغ 389.7 مليار روبل من خسارة قدرها 18.6 مليار روبل في العام السابق.
يأتي هذا بعدما سجلت خسارة صافية نحو 7 مليارات دولار في عام 2023، وهو أول عام تسجل فيه خسائر منذ عام 1999، مع تقلص تجارة الغاز الأوروبية، والتي كانت أحد أسواقها الرئيسية قبل الصراع العسكري في أوكرانيا.