حين يجتمع ثلاثي الإبداع الموسيقي، صوت عذب وكلمة ساحرة ولحن عبقري، فلابد أنها حقاً ليلة من «ألف ليلة وليلة»، تلك التي أحياها الصوت الأوبرالي الاستثنائي للمطربة المصرية مي فاروق والفنان اللبناني المخضرم مروان خوري في لوحة فنية موسيقية امتزجت على وقع عود عبقري الألحان بليغ حمدي وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وذكريات أم كلثوم ووردة وعبدالحليم حافظ وصباح ونجاة بأعمالهم العابرة للأزمان والأجيال.
وافتتح الحفل في الثامنة مساء أمس الأول، حيث استقبل الجمهور المطربة مي فاروق بحفاوة شديدة وترحيب يعكس جماهيريتها لدى الجمهور الكويتي، وهي التي اشتهرت بأداء الكلاسيكيات العربية على مسرح دار الأوبرا المصرية التي التحقت بها وهي في سن 8 سنوات من خلال كورال الموسيقار سليم سحاب.
عمالقة الغناء
وانطلقت مي لتشدو بمجموعة من أهم الأعمال الموسيقية لعمالقة الغناء، فقدمت أغنية وردة الجزائرية «في يوم وليلة» التي لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب، وكتب كلماتها حسين السيد، وهي الأغنية التي حظيت بتفاعل الجمهور منذ اللحظات الأولى بالحفل، تبعها أغنية «أيه هو ده» لنجاة الصغيرة، والتي لحنها محمد الموجي وكتب كلماتها مرسي جميل عزيز، وعلى وقع كلماتها السلسة وجملها القصيرة تفاعل وتمايل الجمهور في أغنية داعبت المشاعر بخفة دم ورقة نجاة الصغيرة.
وتميز الحفل بتنظيم مختلف فلم تأت وصلة مي أو خوري دفعة واحدة، بل انقسمت إلى 3 وصلات، حرصت خلالها مي على ارتداء 3 فساتين تميزت بالبساطة والذوق الراقي، وتخلل وصلاتها أيضاً ظهور متعدد لخوري، وكان أول ظهور له لأداء ديو غنائي مع مي لأغنية كوكب الشرق أم كلثوم «سيرة الحب»، التي كتبها مرسي جميل عزيز، ولحنها عبقري الموسيقى بليغ حمدي، الذي ظل حاضراً بقوة على مسرح أرينا 360 أمس في مجموعة من أبرز أعماله وخاصة مع المطربة وردة.
روح العصر
غادرت مي المسرح بانتهاء وصلتها الأولى قبل أن تفاجئ الجمهور بظهور ثانٍ وإطلالة مختلفة بفستان ذهبي لامع، وما بين خروجها وعودتها بالوصلة الثانية، أبدع خوري على عدة مستويات، أولاً حين قدم منفرداً أغنية «قلبي بيقولي كلام» للشاعر حسين السيد، والتي غناها ولحنها محمد عبدالوهاب، وكان خوري جريئاً حين قدم توزيعاً جديداً للأغنية، أضفى عليها روح العصر، وكأنك تسمع عبدالوهاب القرن الواحد والعشرين، وهي محاولة لفتت انتباه الجمهور إلى إمكانية تطوير الألحان القديمة وتقديمها بصورة معاصرة، وحرص خوري خلال الأغنية على المشاركة في الموسيقى، من خلال العزف على البيانو.
وأنهى خوري وصلته الغنائية الأولى برائعة المواويل «سواح» بلحنها الخارج عن المألوف كعادة أعمال بليغ حمدي، والتي كتبها محمد حمزة للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ثم غادر المسرح في استراحة قصيرة عادت بعدها مي فاروق في وصلتها الثانية التي قدمت خلالها «موعود» التي جمعت ثلاثي «سواح» على مستوى الكلمة واللحن والغناء.
العيون السود
لم يفارق بليغ حمدي المسرح، وكان لحضوره في الحفل وقع البهجة التي تميزت بها ألحانه والديناميكية التي تمتع الآذان وإن خلت من الكلمات أو الغناء، ليظهر خوري مجدداً على المسرح في ديو غنائي ثان، ليقدم مع مي «العيون السود» التي جمعت الثنائي حمزة وبليغ مع وردة الجزائرية، وهي الأغنية التي أهداها بليغ لعيون حبيبته وزوجته وردة، فيما أهداها خوري للكويت وأهلها المميزين بعيونهم السوداء الجميلة.
وفي لحظة خاطفة لم تتجاوز عدة ثوان ظهرت وردة في خلفية المسرح من خلال شاشة العرض الكبيرة، خلال تبادل مي وخوري مقاطع أغنيتها الشهيرة، وبانتهاء الديو غادرت مي المسرح ليغني خوري منفردا «زي العسل» للمطربة صباح، وهي أيضاً من أعمال الثنائي حمزة وبليغ، ثم «جانا الهوا» لعبدالحليم حافظ، و«خايف أقول اللي في قلبي» لعبدالوهاب، وكان آخر ما قدمه خوري على المسرح في تلك الليلة مقدماً تحيته للجمهور وللفرقة الموسيقية التي ضمت 50 عازفاً قدموا ليلة فائقة التناغم بقيادة المايسترو د. خالد نوري.
سلطنة الجمهور
وترك خوري المسرح لمي التي أنهت الحفل بأغنية «أنت عمري»، التي شهدت تعاون عملاقي الموسيقى بالقرن العشرين أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب في كلمات أحمد شفيق كامل، والتي أبدعت مي في تقديمها وسلطنة الجمهور الذي ودعها وودع المسرح بتصفيق حار وتفاعل كبير.
ولم تنس مي أن تقدم الشكر إلى الفرقة الموسيقية والجمهور الكويتي وشركة سين للإنتاج ومديرها فيصل خاجة، كما عبرت عن سعادتها بلقائها الأول مع مروان خوري الذي تعتبره أحد أفضل الأصوات المقربة لها.
وقالت إحدى الحضور، وتُدعى حصة الشمري: «حضرت بصحبة أمي وأخواتي واثنتين من صديقاتي، أحببنا أن نتعرف عن قُرب على المطربة مي فاروق، التي شاهدتها من قبل في حفلات متفرقة تغني كلاسيكيات قديمة، وأبهرني صوتها، كما أنها تتميز بخفة ظل على المسرح».
وأكدت صديقتها لما أحمد: «أعجبتني أناقة مي، فقد أطلت بـ 3 فساتين مختلفة، على 3 وصلات. التنظيم مختلف، ولا يشعرنا بالملل، كما يعطي المطرب مساحة للاستراحة، خصوصاً أن الأغنيات التي يقدمونها ثقيلة وتحتاج إلى جهد، وليست أغنيات خفيفة».
وقال خالد العنزي: «حضرت مع صديقي من البحرين سالم حسين، ودعوته على الحفل لمشاهدة الأجواء الجميلة والحفلات التي تنظمها الكويت، وأشعر بالفخر أنه (استانس) لما توفره الكويت من فعاليات جميلة، وإن كنا نحتاج منها للمزيد، لنستمتع بوقتنا، وليستمتع زوار الكويت أيضاً».
وذكر محمد السالم، الذي حضر بصحبة زوجته: «فكرت وزوجتي في قضاء سهرة ممتعة، وعلمنا بموعد الحفل، وقررنا الحضور، وبالفعل (استانسنا) من التنظيم والأغنيات، كما أنني من مُحبي مروان خوري وصوته الحساس، وحضرت له عدة حفلات من قبل بالكويت وخارجها، وبالفعل نحتاج للكثير من هذه الحفلات المشرفة».
وافتتح الحفل في الثامنة مساء أمس الأول، حيث استقبل الجمهور المطربة مي فاروق بحفاوة شديدة وترحيب يعكس جماهيريتها لدى الجمهور الكويتي، وهي التي اشتهرت بأداء الكلاسيكيات العربية على مسرح دار الأوبرا المصرية التي التحقت بها وهي في سن 8 سنوات من خلال كورال الموسيقار سليم سحاب.
عمالقة الغناء
وانطلقت مي لتشدو بمجموعة من أهم الأعمال الموسيقية لعمالقة الغناء، فقدمت أغنية وردة الجزائرية «في يوم وليلة» التي لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب، وكتب كلماتها حسين السيد، وهي الأغنية التي حظيت بتفاعل الجمهور منذ اللحظات الأولى بالحفل، تبعها أغنية «أيه هو ده» لنجاة الصغيرة، والتي لحنها محمد الموجي وكتب كلماتها مرسي جميل عزيز، وعلى وقع كلماتها السلسة وجملها القصيرة تفاعل وتمايل الجمهور في أغنية داعبت المشاعر بخفة دم ورقة نجاة الصغيرة.
وتميز الحفل بتنظيم مختلف فلم تأت وصلة مي أو خوري دفعة واحدة، بل انقسمت إلى 3 وصلات، حرصت خلالها مي على ارتداء 3 فساتين تميزت بالبساطة والذوق الراقي، وتخلل وصلاتها أيضاً ظهور متعدد لخوري، وكان أول ظهور له لأداء ديو غنائي مع مي لأغنية كوكب الشرق أم كلثوم «سيرة الحب»، التي كتبها مرسي جميل عزيز، ولحنها عبقري الموسيقى بليغ حمدي، الذي ظل حاضراً بقوة على مسرح أرينا 360 أمس في مجموعة من أبرز أعماله وخاصة مع المطربة وردة.
روح العصر
غادرت مي المسرح بانتهاء وصلتها الأولى قبل أن تفاجئ الجمهور بظهور ثانٍ وإطلالة مختلفة بفستان ذهبي لامع، وما بين خروجها وعودتها بالوصلة الثانية، أبدع خوري على عدة مستويات، أولاً حين قدم منفرداً أغنية «قلبي بيقولي كلام» للشاعر حسين السيد، والتي غناها ولحنها محمد عبدالوهاب، وكان خوري جريئاً حين قدم توزيعاً جديداً للأغنية، أضفى عليها روح العصر، وكأنك تسمع عبدالوهاب القرن الواحد والعشرين، وهي محاولة لفتت انتباه الجمهور إلى إمكانية تطوير الألحان القديمة وتقديمها بصورة معاصرة، وحرص خوري خلال الأغنية على المشاركة في الموسيقى، من خلال العزف على البيانو.
وأنهى خوري وصلته الغنائية الأولى برائعة المواويل «سواح» بلحنها الخارج عن المألوف كعادة أعمال بليغ حمدي، والتي كتبها محمد حمزة للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ثم غادر المسرح في استراحة قصيرة عادت بعدها مي فاروق في وصلتها الثانية التي قدمت خلالها «موعود» التي جمعت ثلاثي «سواح» على مستوى الكلمة واللحن والغناء.
العيون السود
لم يفارق بليغ حمدي المسرح، وكان لحضوره في الحفل وقع البهجة التي تميزت بها ألحانه والديناميكية التي تمتع الآذان وإن خلت من الكلمات أو الغناء، ليظهر خوري مجدداً على المسرح في ديو غنائي ثان، ليقدم مع مي «العيون السود» التي جمعت الثنائي حمزة وبليغ مع وردة الجزائرية، وهي الأغنية التي أهداها بليغ لعيون حبيبته وزوجته وردة، فيما أهداها خوري للكويت وأهلها المميزين بعيونهم السوداء الجميلة.
وفي لحظة خاطفة لم تتجاوز عدة ثوان ظهرت وردة في خلفية المسرح من خلال شاشة العرض الكبيرة، خلال تبادل مي وخوري مقاطع أغنيتها الشهيرة، وبانتهاء الديو غادرت مي المسرح ليغني خوري منفردا «زي العسل» للمطربة صباح، وهي أيضاً من أعمال الثنائي حمزة وبليغ، ثم «جانا الهوا» لعبدالحليم حافظ، و«خايف أقول اللي في قلبي» لعبدالوهاب، وكان آخر ما قدمه خوري على المسرح في تلك الليلة مقدماً تحيته للجمهور وللفرقة الموسيقية التي ضمت 50 عازفاً قدموا ليلة فائقة التناغم بقيادة المايسترو د. خالد نوري.
سلطنة الجمهور
وترك خوري المسرح لمي التي أنهت الحفل بأغنية «أنت عمري»، التي شهدت تعاون عملاقي الموسيقى بالقرن العشرين أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب في كلمات أحمد شفيق كامل، والتي أبدعت مي في تقديمها وسلطنة الجمهور الذي ودعها وودع المسرح بتصفيق حار وتفاعل كبير.
ولم تنس مي أن تقدم الشكر إلى الفرقة الموسيقية والجمهور الكويتي وشركة سين للإنتاج ومديرها فيصل خاجة، كما عبرت عن سعادتها بلقائها الأول مع مروان خوري الذي تعتبره أحد أفضل الأصوات المقربة لها.
الجمهور متعطش للمزيد من الحفلات
حرصت «الجريدة» على التحدث مع الجمهور بعد انتهاء الحفل، وفي الفاصل القصير بالاستراحة، حيث عبَّروا عن سعادتهم بأجواء الحفل والتنظيم واختيار الفنانين، فضلاً عن تعطشهم للمزيد من الحفلات في تلك الليالي الشتوية الرائعة.وقالت إحدى الحضور، وتُدعى حصة الشمري: «حضرت بصحبة أمي وأخواتي واثنتين من صديقاتي، أحببنا أن نتعرف عن قُرب على المطربة مي فاروق، التي شاهدتها من قبل في حفلات متفرقة تغني كلاسيكيات قديمة، وأبهرني صوتها، كما أنها تتميز بخفة ظل على المسرح».
وأكدت صديقتها لما أحمد: «أعجبتني أناقة مي، فقد أطلت بـ 3 فساتين مختلفة، على 3 وصلات. التنظيم مختلف، ولا يشعرنا بالملل، كما يعطي المطرب مساحة للاستراحة، خصوصاً أن الأغنيات التي يقدمونها ثقيلة وتحتاج إلى جهد، وليست أغنيات خفيفة».
وقال خالد العنزي: «حضرت مع صديقي من البحرين سالم حسين، ودعوته على الحفل لمشاهدة الأجواء الجميلة والحفلات التي تنظمها الكويت، وأشعر بالفخر أنه (استانس) لما توفره الكويت من فعاليات جميلة، وإن كنا نحتاج منها للمزيد، لنستمتع بوقتنا، وليستمتع زوار الكويت أيضاً».
وذكر محمد السالم، الذي حضر بصحبة زوجته: «فكرت وزوجتي في قضاء سهرة ممتعة، وعلمنا بموعد الحفل، وقررنا الحضور، وبالفعل (استانسنا) من التنظيم والأغنيات، كما أنني من مُحبي مروان خوري وصوته الحساس، وحضرت له عدة حفلات من قبل بالكويت وخارجها، وبالفعل نحتاج للكثير من هذه الحفلات المشرفة».