قالت مصادر في الحكومة الباكستانية وقطاع الطيران لوكالة «رويترز»، إن بدء العمليات في مطار تأسس بتمويل صيني في إقليم بلوشستان، جنوب غرب باكستان، أجّل لإجراء مراجعة أمنية، وذلك بعد هجمات «منسقة» شنّها مسلحون انفصاليون بلوش في المنطقة الأسبوع الماضي وسقط فيها ما يزيد على 70 شخصاً، واستهدفت قوات الحكومة ومشروعات يجري تطويرها في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) الذي تبلغ تكلفته 65 مليار دولار والمرتبط بمشروع مبادرة الحزام والطريق الصينية العملاقة.
ونقلت «رويترز» عن مسؤولين باكستانيين، أنه بموجب الخطة المبدئية كان من المقرر أن يدشن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف المطار في 14 أغسطس بصحبة مسؤولين صينيين، لكن ذلك أجّل بعد احتجاج نظمته مجموعة تطالب بحقوق عرقية البلوش.
وبعد الهجمات الأحدث، قال مسؤولان من هيئة الطيران المدني الباكستانية وآخران من حكومة بلوشستان لـ«رويترز» إن بدء الرحلات الجوية سيؤجل لحين إجراء السلطات لمراجعة للموقف الأمني في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية عند سؤالها عن التأجيل والمخاوف الأمنية: «الصين مستعدة للعمل مع الجانب الباكستاني لمواصلة أداء مهام جيدة فيما يتعلق بالعمل الأمني وضمان إحراز تقدم آمن وسلس في إنشاء الممر».
وأعلن الجيش الباكستاني، أمس، قتل 5 مسلحين وجرح 3 في عمليات أمنية بإقليم بلوشستان، غداة إطلاقه عمليات «تستند إلى معلومات استخباراتية» في الإقليم الذي يفتقر الى التنمية رغم غناه بالموارد.
وقالت إدارة العلاقات العامة بالجيش، في بيان، إن العمليات الأمنية ستستمر حتى يتم تقديم جميع المسلحين في المنطقة إلى العدالة، مشددة على أن قوات الأمن «مصممة على إحباط محاولات تخريب السلام والاستقرار» في الإقليم.
وكان شهباز قال غداة الهجمات، إن المسلحين الانفصاليين البلوش يستهدفون الصين ويسعون الى تخريب العلاقات الباكستانية ـ الصينية.
ولم يستبعد المدير التنفيذي لمركز البحوث والدراسات الأمنية؛ وهو مؤسسة بحثية مستقلة مقرها باكستان، المحلل الباكستاني امتياز غول، وجود أياد خارجية وراء تحركات مجموعات الانفصاليين البلوش، وأبرزهم «جيش تحرير بلوشتان أو جيش بلوشستان الوطني (BLA).
وقال غول لـ «الجريدة» إنه «نظراً لأن الجيش الباكستاني يركز إلى حد كبير على تحييد ومحاربة حركة الإنصاف المعارضة بزعامة عمران خان، فإن العدو يستغل ذلك بالكامل ويكثف الحملة المناهضة للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني».
وأضاف: «الهدف هو إظهار باكستان كدولة غير مستقرة وغير آمنة، لذلك لا يمكن لأحد أن يفكر في الاستثمار هنا». وأشار الى أن الهند قد تكون أكبر مصدر لدعم المسلحين الانفصاليين البلوش، مضيفاً: «تسعى كل من الهند والولايات المتحدة إلى احتواء النفوذ الصيني المتوسع، وقد يكون الإرهاب بالوكالة أحد السبل لردع الانخراط الصيني في آسيا وإفريقيا».
ومؤخراً، رأى محللون وخبراء أن الأحداث في بنغلادش التي أطاحت الشيخة حسينة الموالية للهند يمكن اعتبارها نقطة لمصلحة باكستان والصين على حساب الهند، في إطار الصراع الجيوسياسي التي تشهده المنطقة.