في وقت دخل الرد الإيراني على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو الماضي في «غيبوبة»، كشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن الدبلوماسية الإيرانية التي باتت في يد كبير المفاوضيين النوويين السابق عباس عراقجي، أجرت اتصالات مع الولايات المتحدة ودول أوروبية بهدف استئناف المفاوضات حول الملف النووي، لإحياء الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في 2015، أو التوصل إلى آخر جديد.

وقال المصدر إنه خلال تبادل الاتصالات، أبلغت إيران الجانبين الأوروبي والأميركي أنها ترغب في وضع شرط جديد في أي اتفاق يتم التوصل إليه، يسمح لطهران بوقف التنفيذ في حال تعرضت منشآتها النووية لأي هجوم.

Ad

وكانت «الجريدة» كشفت أن طهران تلقت تهديدات إسرائيلية عبر دولة أوروبية بالتعرض لضربات نووية تستهدف منشآتها الذرية في حال أقدمت إيران على هجوم شامل متعدد الجهات ضد إسرائيل.

وأوضح المصدر أن الاتصالات مع الجانب الأميركي جرت عبر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وعرض خلالها الجانب الإيراني على واشنطن العودة للمفاوضات السرية في سلطنة عُمان، في حين عرض على الأوروبيين التحضير للعودة إلى مفاوضات فيينا.

وأشار إلى أن طهران تعتقد أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترغب في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولايته، فيما يرى الأوروبيون أنه من الأفضل الوصول إلى صيغة قبل حلول «فترة الغروب» أو ما يسمى sunset closer. وينص هذا البند في الاتفاق النووي الذي خرج منه الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب في 2018، على أنه بحلول 18 أكتوبر 2025، ينتهي مفعول العديد من القيود في الاتفاق، ومن بينها «بند الزناد» الذي يتيح للأعضاء وفق آليات محددة طلب إعادة عقوبات مجلس الأمن على إيران. ويحتاج تفعيل هذا البند إلى ستة أشهر على الأقل.

وحسب المصدر، فإن وزير الخارجية عراقجي ومساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف ومساعد الرئيس للشؤون السياسية مهدي سنايي يشكلون الفريق الذي يشرف على هذه الاتصالات وإدارتها. وتابع أن ظريف طلب من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أخذ موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي بأن تكون المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة مباشرة هذه المرة وأن يسمح للمفاوضين الإيرانيين بمفاوضة الأميركيين خلف الأبواب المغلقة أيضاً.

وقال المصدر المقرب من ظريف وعراقجي أن ظريف طلب أيضاً السماح للمفاوضين الإيرانيين بإجراء مفاوضات والتوصل إلى تفاهمات مع الأميركيين لبناء الثقة وحلحلة الخلافات حتى لو كانت المواضيع خارج إطار الاتفاق النووي.

وذكر أنه من خلال الاتصالات التي جرت ورد الفعل الأولي من واشنطن وأوروبا، فإنه يعتقد أنه سوف يتم الإعلان قريباً في الحد الأدنى عن موعد لاستئناف المفاوضات.

وكشف تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة تقارب مستويات صنع الأسلحة، مواصلة بذلك توسيع برنامجها النووي رغم أنها تنفي نيتها امتلاك قنبلة ذرية.

وجاء في أحد التقريرين السريين الفصليين اللذين أرسلتهما الوكالة إلى الدول الأعضاء، أنه اعتباراً من 17 أغسطس، تمتلك إيران 164.7 كلغ (363.1 رطلاً) من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وفق ما نقلته «أسوشيتد برس». وتقترب هذه النسبة من تلك اللازمة لصنع أسلحة نووية، وهي 90 في المئة. ووفقاً لمقياس الوكالة، تقل تلك الكمية بنحو كيلوغرامين عن الكمية التي تكفي من الناحية النظرية لصنع أربع قنابل نووية في حالة زيادة درجة التخصيب.